مـنـتـديات الـمـجـالـس الإيـمـانـيـة
عزيزي الزائر ، منتديات المجالس الإيمانية ترحب بك
وتتشرف وتسعد بانظمامك .
مـنـتـديات الـمـجـالـس الإيـمـانـيـة
عزيزي الزائر ، منتديات المجالس الإيمانية ترحب بك
وتتشرف وتسعد بانظمامك .
مـنـتـديات الـمـجـالـس الإيـمـانـيـة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـنـتـديات الـمـجـالـس الإيـمـانـيـة

حـيـاة الـقـلـوب و نـمـاء الإيـمـان
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
"°°" اللهم أني أسألك أن تجعل ما وهبتنا مما نحب معونة لنا علي ما تحب وما زويت عنا مما نحب ، فاجعله فراغاً لنا فيما تحب "°°" اللهم لا تجعل أنسنا إلا بك ، ولا حاجتنا إلا إليك ، ولا رغبتنا إلا في ثوابك والجنة. وصلي الله وسلم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين "°°"

 

 سلسلة العفة و العفاف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المخضرم 97
الادارة
الادارة
المخضرم 97


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 395
العمل/الترفيه : مطالعة
المزاج : نوم العوافي
نقاط : 5996
تاريخ التسجيل : 01/06/2008

سلسلة العفة و العفاف Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة العفة و العفاف   سلسلة العفة و العفاف Emptyالأربعاء سبتمبر 10, 2008 5:43 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

سلسلة العفة و العفاف
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، الحمد لله الّذي أسكن عباده هذه الدّار، وجعلها لهم منزلةَ سفرٍ من الأسفار، وجعل الدار الآخرة هي دار القرار، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، الملك الواحد القهّار، سبقت رحمتُه غضبَه وهو الرّحيم الغفّار، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، وصفيّه وخليله، النبيّ المختار، اللهمّ صلّ عليه وسلّم وبارك صلاة وسلاما يتجدّدان بالعشيّ والإبكار، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران] . ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء] . ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71)[الأحـزاب]
ألا إنّ أصدق الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدى هدى محمّد صلى الله عليه و سلم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النّار، أمّا بعد:

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
روى التّرمذي وغيره عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم: « يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ » ، وهذا الحديث حسن، حسّنه العلماء لكثرة طرقه وشواهده، منها: ما رواه التّرمذي أيضا عنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ رضي الله عنه أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم قَالَ: « .. إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا: الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ ».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وإنّ ممّا نذكّر به أنفسنا وإخواننا المؤمنين والمؤمنات، بأن يقبضوا عليه ويستمسكوا بغرزه إلى الممات، هو خلق العِفّةِ والعفاف.
نعم - معاشر المؤمنين - .. إنّه ثبات الرّجال أمام فتنة النّساء، وثبات النّساء أمام فتنة الرّجال ..
إنّ العفاف عرضٌ يعرضه الله تعالى علينا، ويدنيه ويقرّبه إلينا، كيلا يلتفت الشّابّ ولا الشّابّة إلى الشّهوات والمغرِيات، ولا إلى النّزوات المزريات ..
الله يعرض علينا الجنّة دار الأمن والسّلام، وأولئك يعرضون القصص والأفلام، ورسائل العشق والغرام ..
الله يعرض حبّا ورضاً لا يسخط عليك بعده أبدا، وهم يعرضون سخطا ورجزا وغمّا ونكدا ..
الله يعرض عليك رحمة وسكينة وسعت الأرض والسّماوات، وأولئك يعرضون عليك ضيقا وشقاء وعيشا في الظّلمات ..
يقول الله تعالى وهو مازال بخلقه عليما:( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا)[النّساء27] فإلى من نحن مقبلون ؟ وإلى دعوة من أنتم مجيبون ؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
والّذي دعانا إلى اختيار هذا الموضوع أسباب كثيرة، منها أسباب أربعة:
فهذا ما سنتطرّق إليه إن شاء الله في لقائنا القادم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أخوكم عبد القادر
(لم يبقى الكثير)


عدل سابقا من قبل المخضرم 97 في الثلاثاء أبريل 28, 2009 11:43 am عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المخضرم 97
الادارة
الادارة
المخضرم 97


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 395
العمل/الترفيه : مطالعة
المزاج : نوم العوافي
نقاط : 5996
تاريخ التسجيل : 01/06/2008

سلسلة العفة و العفاف Empty
مُساهمةموضوع: ما يجب أن يعلمه كل مشارك في غرفة اسلام 2   سلسلة العفة و العفاف Emptyالجمعة سبتمبر 12, 2008 10:57 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
والّذي دعانا إلى اختيار هذا الموضوع أسباب كثيرة، منها أسباب أربعة:
- انتشار الشّهوات والمغريات: فصارت الشّهوة وثنا صرفت إليه قلوب أكثر النّاس، ولم يعلَم لهذا الوثن ظهور كما ظهر في هذا الزّمان .. وثن رُفِعت رايته، ولم تحدّ غايته .. ففُتِحت الدّنيا على أكثر النّاس فنادتهم من مكان بعيد، فأقبلوا عليها إقبال العبيد .. وحال العقلاء يصرخ فيهم( أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ )[هود 78] ..
ولا يخفى على العقلاء ما جاء في الصّحيحين عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم: « إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا ».
بل جاء وصف النّاس بين يدي السّاعة وصفا موجعا مؤلما، ففي مسند أبي يعلى بسند صحيح عنْ أبِي هريْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم قَالَ: « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ تَفْنَى هَذِهِ الأُمَّةُ حَتَّى يَقُومَ الرَّجُلُ إِلَى المَرْأَةِ فَيَفْتَرِشُهَا فِي الطَّرِيقِ، فَيَكُونُ خِيَارُهُمْ يَوْمَئِذٍ مَنْ يَقُولُ: لَوْ وَارَيْتَهَا وَرَاءَ هَذَا الحَائِطِ !»..
قال القرطبيّ صاحب " المفهِم ": " في هذا الحديث علَمٌ من أعلام النبوّة، إذا أخبر عن أمور ستقع، فوقعت خصُوصا هذه الأزمان "!!.. هذا في زمان القرطبيّ رحمه الله الّذي توفّي عام 656 هـ.
فاليوم صار مثلها كمثل الطّوفان الّذي يجعلنا نقول ما قاله نوح عليه السلام :
( قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ )[هود43]، فنسأل الله تعالى أن يعصمنا ويحفظنا من الوقوع فيها إنّه هو أرحم الرّاحمين. فعلى المسلم أن يسارع إلى الرّكوب في سفينة النّجاة، سفينة العفيفين والعفيفات.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- عظم فتنة النّساء: ففتنة النّساء هي من أعظم الفتن الّتي تواجه المسلم لتصيبه في أغلى وأعظم وأفضل ما لديه ألا وهو دينه، وتحجبه عن أعظم وأكرم من يريد النّظر إليه وهو ربّه عز و جل .
جاء في صحيح البخاري عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم قَالَ: « مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاء».
وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم قَالَ: « إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ» .
وجاء عن طاوس عن ابن عبّاس رضي الله عنه أنّه قال: ( إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ كُفْرُ مَنْ مَضَى إِلاَّ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ ) !!.
وعن سعيد بن المسيّب قال: ( مَا أَيِسَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَحَدٍ قَطْ إِلاَّ أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ ).
فمظاهر العشق والزّنا بأنواعه أذهلت العقول، وصهرت أفئدة الرّجال الفحول، وتلاشى معها إيمان كثير من المسلمين، وصرفت عن البرّ والتّقوى قلوبَ آخرين كثيرين ...

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- ضياع المفاهيم الصّحيحة وانتشار المفاهيم الخاطئة: المسلم القابض على الجمر يهون عليه الخطب، ويزول عنه الكرب إذا رأى من حواليه يقاسمونه البلاء، ويشاركونه الشّقاء، فتتحوّل في أيديهم تلكم الجمرات إلى ثمرات، وتلك الآلام والآهات إلى عزم وثبات. أمّا إذا رأى من هم مثله، من كان ظاهرهم الاستقامة والصّلاح، من كان مثله يبغون النّجاة والفلاح، إذا رآهم قد استهانوا بهذه المحرّمات، فإنّه يضعف صبره، ويقوى جمره ..
يضعف أهل الحقّ إذا رأوا من هم مسحوبون عليهم قد صارت تدور بين الشابّ والشابّة المحادثات، والرّسائل والكتابات..
يضعف أهل الحقّ إذا رأوا من هم منهم تحدث بينهم اللّقاءات، وتقوم بينهم العلاقات ..
يضعف أهل الحقّ إذا رأوا الرّجل استباح اللّقاءات اليوميّة والأسبوعيّة، بمجرّد الخِطبة والعقود العرفيّة ..
بل يضعف أهل الحقّ إذا رأوا الأزواج الّذين بينهم الولدان، يمشون مِشية العشّاق والأخدان ..
أمّا الشّابّ فمصيره الضّياع والهِيام، فبدلا من أن يردّد قول العزيز الوهّاب: ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )[الزّمر10]، تراه يترنّم:
إنّ العيون التي في طرفـها حَـوَرٌ *** قتلنـنا ثمّ لم يحييـن قتـلانا
يصرعْن ذا اللّب حتّى لا حِراك به *** وهنّ أضعف خلق الله أركانا "
وأمّا الفتاة العفيفة فتقع في مصيدة ذئاب البشر:
خدعوها بقولهم حسنـــاء *** والغوانِي يغرُّهُــنَّ الثّنــاء
نظـرةٌ فابتسامـةٌ فســلامٌ *** فكــلامٌ فمـوعـدٌ فلقـاءُ
فاتَّـقوا الله في قلوب العذارَى *** إنَّ العـذارَى قلوبُهُنّ هــواءُ

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- كي نعود إلى رشدنا ونستيقظ من غفلتنا: فعلى المؤمنين الّذين رضوا بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمّد نبيّا ورسولا أن ينتبهوا من غفلتهم، ويستيقظوا من نومتهم، كلّ بحسَبه:
* فمن عصمه الله من هذه الشّهوات، فعليه الحذر، فكما قال النبيّ صلى الله عليه و سلم: « كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا، فَهُوَ مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ ».
* ومن ألمّ بهذه السيّئات، وحام حول حمى الشّهوات وكان مسرفا على نفسه، مفرّطا في جنب ربّه، فعليه أن يعود إلى ربّه ويؤوب، ويرجع إليه ويتوب.
* وعلى الأولياء أن يكونوا خير مُعِينٍ لأبنائهم وبناتهم، وإخوانهم وأخواتهم، فيدلّوهم على الخير ليسلكوه، وعلى الشرّ ليحذروه، وأن يراقبوهم في تصرّفاتهم وميولاتهم، والغصن يقوّم ما دام طريّا، والفتى يصلح ما دام فتيّا.
* وعلى المعلّمين والمعلّمات أن لا يسمحوا بجلوس البنين مع البنات، وتعليم العفّة في الصّغر كالنّقش على الحجر.
* ولمّا كان دور الأئمّة والخطباء، والكاتبين والأدباء إنّما هو بتذكير المسلمين والمسلمات بمحاسن الأخلاق، فإنّه كان لزاما علينا أن نتحدّث بإلحاح وإلحاف، عن فضائل العفّة والعفاف، وكما قال ربّ العزّة في كتابه المبين: ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) [الذاريات55]
.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وإذا قرأت في الكتاب أو السنّة كلمة ( العفّة ) فيراد بها نوعان من العفّة
و هذا ما سنتطرّق إليه إن شاء الله في لقائنا القادم ان شاء الله

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أخوكم عبد القادر

(لم يبق الكثير)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المخضرم 97
الادارة
الادارة
المخضرم 97


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 395
العمل/الترفيه : مطالعة
المزاج : نوم العوافي
نقاط : 5996
تاريخ التسجيل : 01/06/2008

سلسلة العفة و العفاف Empty
مُساهمةموضوع: ما يجب أن يعلمه كل مشارك في غرفة اسلام 3   سلسلة العفة و العفاف Emptyالإثنين سبتمبر 15, 2008 7:38 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الحمد لله على إحسانه، وعلى جزيل نعمه وعظيم امتنانه، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، تعظيما لشانه، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله الدّاعي إلى سبيله ورضوانه، اللّهمّ صلّ عليه وسلّم وبارك وزد وعلى أصحابه وآله، وعلى كلّ من اتّبع سبيله وسار على منواله، أمّا بعد:
فقد قال العلماء العِفّة والعفاف: هي الكَفُّ عما لا يَحِلّ، والابتعاد عن الـحرام.
وإذا قرأت في الكتاب أو السنّة كلمة ( العفّة ) فيراد بها نوعان من العفّة:
1- العفّة عن الأطماع وسؤال النّاس: ومنه قوله تعالى: ( يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً)[البقرة273]، ومنه حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه في الصّحيحين أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم قَالَ: « لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِالَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَلَا اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، إِنَّمَا الْمِسْكِينُ الْمُتَعَفِّفُ ».
2-والعفّة عن الزّنا: ومنه قوله تعالى :(وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)[النور33].
لذلك سئل ابن عبّاس رضي الله عنه عن العفيف من هو ؟ فقال: « التَقِيُّ الَّذِي إِذَا خَلاَ بِالحَسْنَاءِ خَافَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَحَصَّنَ فَرْجَهُ ».
وقال ابن حزم في " الأخلاق والسّير " : " حدّ العفّة أن تغضّ بصرك وجميع جوارحك عن الأجسام الّتي لا تحلّ لك، فما عدا هذا فهو عُهر وما نقص حتى يمسك عمّا أحل الله تعالى فهو ضعف وعجز "
.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فضل العفّة:
ولقد أجمع العقلاء والحكماء أنّ العفّة من أعظم الخصال الّتي يتّصف بها الإنسان، حتّى المحروم منها فإنّه يجد أنّ العفّة هي أعظم ما حُرِم منها، ويطمع أن يتحلّى بها. ويظهر لنا فضل العفّة من وجوه:
1-أنّها من خصال أصحاب الشّرف والمروءة:
جاء في " الآداب الشّرعيّة " لابن مفلح رحمه الله: " وسئل عبد الله بن عمر عن السؤدد فقال: " نَحْنُ مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَعُدُّ الحِلْمَ وَالجُودَ السُّؤْدُدَ، وَنَعُدُّ العَفَافَ وَإِصْلاَحَ المَالِ المُرُوءَةَ ". وقال أبو عمرو بن العلاء: " كان أهل الجاهليّة لا يسوِّدون إلاّ من كانت فيه ستّ خصال وتمامها في الإسلام سابعة: السّخاء، والنّجدة، والصّبر والحلم، والبيان، والحسب، وفي الإسلام: زيادة العفاف ". لذلك ترى حكماء العرب وأدباءهم يُعظّمون أمر العفاف، ويجعلونه من المكاسب الّتي يُمدح بها المرء، وهذا شعرهم طافح بذكر مناقب الأعفّاء، حكى ابن عبد البرّ عن أبي حازم بن دينار قال: كان أهل الجاهليّة أبرّ منكم بالجار، هذا قائلهم قال:
ناري ونار الجار واحدة *** وإليه قبـلـي ينـزل القـدر
ما ضرّ جاري إذ أجاوره *** أن لا يكون لبـابـه سـتـر
أغضّ طرفي إذا ما جارتي *** برزت حتى يواري جارتي الخدر
وقال آخر:
أغضّ طرفي ما بدت لي جارتي *** حتّى يواري جارتي مأواها.
وكان أحدهم يوصي ابنه بالحرص على هذا الخلق الكريم، ويقول له: احفظ كلام ابن خذاق العبدي:
وجدت أبـي قد أورثه أبـوه *** خلالا قد تعدّ مـن المعـالـي
فأكرم ما تكون علـيّ نفسي *** إذا ما قـلّ فـي الأزمات مالي
فتحسن سيرتي وأصون عرضي *** ويجمل عند أهـل الرّأي حـالي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
2-أنّها من خصال أهل الإيمان:
بل إنّ الله جعل العفّة رابع خصالهم، قال تعالى:(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)[ المؤمنون ]. وكيف لا والعفّة هي على قمّة الحياء، والحياء هو الإيمان، روى الطّبرانيّ-وسيأتي في باب التّرغيب في الحياء- عَنْ قُرَّةَ بْنِ إِيَاسٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم فَذُكِرَ عِنْدَهُ الحَيَاءُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ! الحَيَاءُ مِنَ الدِّينِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم: « بَلْ هُوَ الدِّينُ كُلُّهُ » ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه و سلم: « إِنَّ الحَيَاءَ وَالعَفَافَ وَالعَيَّ مِنَ الإِيمَانِ، وَإِنَّهُنَّ يَزِدْنَ فِي الآخِرَةِ وَيَنْقُصْنَ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا يَزِدْنَ فِي الآخِرَةِ أَكْثَرُ مِمَّا يَنْقُصْنَ مِنَ الدُّنْيَا ».
وروى التّرمذي وأحمد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم: « اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ !» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ. قَالَ: « لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ ».
ولذلك روى ابن أبي الدّنيا في " مكارم الأخلاق " (41) عن وهب بن منبه أنّه قال: " الإيمان عريان ولباسه التقوى، وزينته الحياء، وماله العفّة ".

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
3 -أنّها من أسباب الفوز بظلّ الله يوم القيامة:
وحديث الصّحيحين مشهور عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم قَالَ: « سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ».

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
و ان شاء الله في لقائنا القادم مكمل مع بقية الفضائل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أخوكم عبد القادر
(لم يبق الكثير)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المخضرم 97
الادارة
الادارة
المخضرم 97


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 395
العمل/الترفيه : مطالعة
المزاج : نوم العوافي
نقاط : 5996
تاريخ التسجيل : 01/06/2008

سلسلة العفة و العفاف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة العفة و العفاف   سلسلة العفة و العفاف Emptyالأربعاء سبتمبر 17, 2008 8:20 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نكمل على بركة الله مع فضائل العفاف
4-أنّها من أعظم مقامات الصّبر:

فما من فضل وعد الله به الصّابرين إلاّ والعفيف في مقدّمة هؤلاء، لأنّ العفّة هي الكفّ، وذاك هو عين الصّبر، وكلّما كثر الدّاعي للفاحشة وسهل اقترافها كان العفّة أكثر أجرا وأعظم ذخرا، قال ابن القيّم رحمه الله في " عدّة الصّابرين ":
" في بيان أشدّ الصّبر على النّفوس مشقّة: الصّبر بحسب قوّة الدّاعى إلى الفعل وسهولته على العبد، فإذا اجتمع في الفعل هذان الأمران كان الصّبر عنه أشقّ شيء على الصّابر، وإن فقدا معا سهل الصّبر عنه، وإن وجد أحدهما وفقد الآخر سهل الصّبر من وجه وصعب من وجه، ولهذا جاء في " المسند " وغيره عن النبيّ صلى الله عليه و سلم: « عَجِبَ رَبُّكَ مِنْ شَابٍّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ »". ويؤيّد كلام ابن القيّم رحمه الله هذا أنّ الله جعل حدّ الزّاني المُحصَن أشدّ وأغلظ من غيره، لقلّة الدّاعي في حقّ
ه.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
5-أنّ أهل العفّة يستحقّون العون من الله:
فالعفيف من الثّلاثة الّذين تكفّل الله بإعانتهم، ففي سنن التّرمذي وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم: « ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ: الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ »
.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
6-أنّ الشّرع اعتبر العفّة حصنا:
فلا شكّ أنّ الزّواج من الحصون المنيعة ضدّ الرّذيلة والأفعال الخليعة، ولكنّ الله جعل العفّة بذاتها حصنا لغير المتزوّج، وتأمّل كيف سمّى الله العفيفات في قوله: ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ الغَافِلاَتِ ) [النور 4] أي: العفيفات. فصوّر لك التحلّي بهذا الخلق الرّفيع كأنّه حصن حصين وحرز متين.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
7-أنّها من أسباب سعادة المرء:
كما قال بعض السّلف: " والله للذّة العفّة أعظم من لذّة الذّنب "، وقال في " إحياء علوم الدّين " ( 3/55): " ولا معيشة أهنأ من العفّة، ولا عبادة أحسن من الخشوع، ولا زهد خير من القنوع، ولا حارس أحفظ من الصمت، ولا غائب أقرب من الموت ".
وقال في موضع آخر: " وأمّا خلق العفّة فيصدر منه السّخاء والحياء والصبر والمسامحة والقناعة والورع واللطافة والمساعدة والظرف وقلةّ الطمع ".
وكلّ ذلك لوعد الله تعالى على لسان نبيّه صلى الله عليه و سلم فيما رواه الإمام أحمد عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم قَالَ: أَخَذَ بِيَدِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، فَكَانَ فِيمَا حَفِظْتُ عَنْهُ أَنْ قَالَ: « إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَّا آتَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ ».
قال ابن القيّم-وهو يعدّد آفات الزّنى ومقدّماته-:
ومنها: ضيق الصّدر وحرجه، فإنّ الزّناة يعاملون بضدّ قصودهم، فإنّ من طلب لذّة العيش وطيبَه بما حرّمه الله عليه عاقبه بنقيض قصده، فإنّ ما عند الله لا يُنال إلاَّ بطاعته، ولم يجعل الله معصيته سببا إلى خير قط، ولو علم الفاجر ما في العفاف من اللذّة والسّرور وانشراح الصّدر، وطيب العيش، لرأى أنّ الّذي فاته من اللذّة أضعاف أضعاف ما حصل له، دع ربحَ العاقبة والفوز بثواب الله وكرامته.
ومنها: الوحشة التي يضعها الله سبحانه وتعالى في قلب الزّاني، وهي نظير الوحشة الّتي تعلو وجهه، فالعفيف على وجهه حلاوة وفي قلبه أُنْسٌ، ومن جالسه استأنس به، والزّاني تعلو وجهه الوحشة، ومن جالسه استوحش به
.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
8-أنّ العفاف مفتاح كلّ خير، وغيره باب لكلّ شرّ:
قال في روضة المحبين (1/360):
( فصل ) والزّنى يجمع خلال الشرّ كلّها من قلّة الدّين، وذهاب الورع، وفساد المروءة، وقلّة الغيرة، فلا تجد زانيا معه ورع، ولا وفاء بعهد، ولا صدق في حديث، ولا محافظة على صديق، ولا غيرة تامّة على أهله، فالغدر والكذب والخيانة وقلّة الحياء وعدم المراقبة وعدم الأنفة للحرم وذهاب الغيرة من القلب من شعبه وموجباته، ومن موجباته:
- غضب الربّ بإفساد حرمه وعياله، ولو تعرض رجل إلى ملك من الملوك بذلك لقابله أسوأ مقابلة.
-ومنها سواد الوجه وظلمته، وما يعلوه من الكآبة والمقت الذي يبدو عليه للناظرين.
- ومنها ظلمة القلب وطمس نوره، وهو الذي أوجب طمس نور الوجه وغشيان الظلمة له.
- ومنها الفقر اللاّزم، وفي أثر يقول الله تعالى: أنا الله مهلك الطغاة ومفقر الزناة.
- ومنها أنه يذهب حرمة فاعله ويسقطه من عين ربّه ومن أعين عباده.
- ومنها أنه يسلبه أحسن الأسماء وهو اسم العفّة والبرّ والعدالة، ويعطيه أضدادها كاسم الفاجر والفاسق والزّاني والخائن.
- ومنها أنّه يسلبه اسم المؤمن كما في الصّحيحين عن النبيّ صلى الله عليه و سلم أنّهُ قَالَ: « لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ » فسلبه اسم الإيمان المطلق وإن لم يسلب عنه مطلق الإيمان ..
- ومنها أن يعرض نفسه لسكنى التنّور الذي رأى النبيّ صلى الله عليه و سلم فيه الزّناة والزّواني.
- ومنها أنه يفارقه الطيب الّذي وصف الله به أهل العفاف ويستبدل به الخبيث الّذي وصف الله به الزّناة، كما قال الله تعالى: ( الخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ) [النور 26] ، وقد حرّم الله الجنّة على كل خبيث، بل جعلها مأوى الطّيّبين، ولا يدخلها إلاّ طيّب، قال الله تعالى: ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )[النحل:32]، وقال تعالى: ( وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ )[الزّمر73]. فإنّما استحقّوا سلام الملائكة ودخولَ الجنّة بطيبهم، والزّناة من أخبث الخلق، وقد جعل الله سبحانه جهنّم دار الخبيث وأهله، فإذا كان يوم القيامة مُيِّز الخبيث من الطيّب، وجُعِل الخبيث بعضه على بعض، ثمّ ألقاه وألقى أهله في جهنّم، فلا يدخل النّار طيّب، ولا يدخل الجنّة خبيث.
- ومنها: قلّة الهيبة الّتي تنزع من صدور أهله وأصحابه وغيرهم له، وهو أحقر شيء في نفوسهم وعيونهم، بخلاف العفيف فإنّه يرزق المهابة والحلاوة.
- ومنها: أنّ النّاس ينظرونه بعين الخيانة ولا يأمنه أحد على حرمته ولا على ولده، ومنها الرائحة التي تفوح عليه يشمّها كلّ ذي قلب سليم.
- ومنها أنه يعرض نفسه لفوات الاستمتاع بالحور العين في المساكن الطيّبة في جنّات عدن، وقد تقدّم أنّ الله سبحانه وتعالى إذا كان قد عاقب لابسَ الحرير في الدّنيا بحرمانه لبسه يوم القيامة، وشارب الخمر في الدّنيا بحرمانه إيّاها يوم القيامة، فكذلك من تمتّع بالصّور المحرّمة في الدّنيا، بل كلّ ما ناله العبد في الدنيا فإن توسّع في حلاله ضُيِّق من حظّه يوم القيامة بقدر ما توسّع فيه، وإن ناله من حرام فاته نظيره يوم القيامة.
- ومنها: أنّ الزنى يجرّئه على قطيعة الرّحم وعقوق الوالدين وكسب الحرام وظلم الخلق وإضاعة أهله وعياله، وربّما قاده قسرا إلى سفك الدم الحرام، وربّما استعان عليه بالسّحر وبالشّرك وهو يدري أو لا يدري، فهذه المعصية لا تتم إلاّ بأنواع من المعاصي قبْلَها ومعها، ويتولّد عنها أنواع أخر من المعاصي بعدها، فهي محفوفة بجند من المعاصي قبلها وجند بعدها، وهي أجلب شيء لشرّ الدّنيا والآخرة، وأمنع شيء لخير الدّنيا والآخرة، وإذا علقت بالعبد فوقع في حبائلها وأشراكها عزّ على النّاصحين استنقاذه، وأعيى الأطبّاءَ دواؤه، فأسيرها لا يُفدى، وقتيلها لا يُودَى ..قال تعالى: ( وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ )[الرّعد11]، فهذا بعض ما في هذه السبيل من الضرر "
.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فإن قيل: فما السّبيل إلى العفاف ؟
فهذا ما سنتطرّق إليه إن شاء الله في لقائنا القادم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أخوكم عبد القادر ..المخضرم97
(لم يبق الكثير)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المخضرم 97
الادارة
الادارة
المخضرم 97


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 395
العمل/الترفيه : مطالعة
المزاج : نوم العوافي
نقاط : 5996
تاريخ التسجيل : 01/06/2008

سلسلة العفة و العفاف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة العفة و العفاف   سلسلة العفة و العفاف Emptyالإثنين سبتمبر 22, 2008 11:12 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، الحمد لله الّذي أسكن عباده هذه الدّار، وجعلها لهم منزلةَ سفرٍ من الأسفار، وجعل الدار الآخرة هي دار القرار، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، الملك الواحد القهّار، سبقت رحمتُه غضبَه وهو الرّحيم الغفّار، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، وصفيّه وخليله، النبيّ المختار، اللهمّ صلّ عليه وسلّم وبارك صلاة وسلاما يتجدّدان بالعشيّ والإبكار
ألا إنّ أصدق الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدى هدى محمّد صلى الله عليه وسلم ، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النّار، أمّا بعد:
فقد تناولنا في لقائنا الأخير الحديث عن خلق كريم، وأدب عظيم، يعدّ تاجا على رؤوس الرّجال، وحلية من حليّ أهل الإيمان، ألا وهو العفّة والعفاف، وأنّه في هذه الأيّام هو من أهمّ ما يذكّر به المؤمنون والمؤمنات، ليقبضوا عليه ويستمسكوا بغرزه إلى الممات
.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وذكرنا لكم أنّ أسباب الحديث عنه كثيرة، وأهمّها أربعة:
- انتشار الشّهوات والمغريات: فترى الفتنة قد تزيّنت لأكثر النّاس فنادتهم من مكان بعيد، فأقبلوا عليها إقبال العبيد .. وحال العقلاء من أهل الإيمان يصرخ فيهم ( أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ) [هود: من الآية78] ..
- عظم فتنة النّساء: فمظاهر العشق والزّنا بأنواعه قد أذهلت العقول، وصهرت أفئدة الرّجال الفحول، وتلاشى معها إيمان كثير من المسلمين، وصرفت عن البرّ والتّقوى قلوبَ آخرين كثيرين ...
- ضياع المفاهيم الصّحيحة وانتشار المفاهيم الخاطئة. وهذا السّبب خاصّ بأهل الدّين والاستقامة، الّذين تساهلوا في هذا الأمر، حتّى صار الفتى يراسل الفتاة، والرّجل يكلّم المرأة، ويكتفي بعضهم بمجرّد الخِطبة أو العقد الشّرعيّ فيُجِيزُ الخروجَ معها، ولمسَها، والخلوة بها. وكلّ هذا ممّا ينشر مظاهر العشق ومناظر العلاقات غير الشّرعيّة.
- كي نعود إلى رشدنا ونستيقظ من غفلتنا: فليس العيب في الخطأ، ولكنّ العيب في الإصرار عليه .. ليس الجرم في مجرّد الذّنب، ولكنّ الجرم في البقاء عليه.
ثم رأينا معنى العِفّة وأنّها: الكَفُّ عما لا يَحِلّ، والابتعاد عن الـحرام.
ثمّ شرعنا في بيان فضائلها، وذلك لأنّ المسلم إذا علم الخير الّذي عليه ثبت ثبات الجبال، وإذا تذكّر ما أعدّه له الكريم الوهّاب من النّعيم وجزيل الثّواب، هان عليه الأمر، استأنس بما يعلمه من الأجر. رأينا أنّ العفّة:
- من خصال أصحاب الشّرف والمروءة. وشعار الرّجال قول ابن عمر رضي الله عنه: " نَحْنُ مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَعُدُّ العَفَافَ وَإِصْلاَحَ المَالِ المُرُوءَةَ ".
- أنّها من خصال أهل الإيمان، ويعدّ أهل العفاف أحبّ خلق الرّحمن، قال قتادة: " إنّ الله خلق الملائكة بعقل ولا شهوة لهم، وخلق البهائم بشهوة ولا عقل لهم، فمن غلب عقله شهوته زاحم الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله زاحم البهائم ".
- أنّها من أسباب الفوز بظلّ الله يوم القيامة.
- أنّها من أعظم مقامات الصّبر. وقد أخبرنا النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّنا نعيش (( .. أَيَّامًا: الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ )).
- أنّ أهل العفّة يستحقّون العون من الله.
- أنّ العفّة حصن حصين وحرز متين.
- أنّها من أسباب سعادة المرء، و أنّ العفاف مفتاح كلّ خير
، وأنّ العشق والزّنا باب لكلّ شرّ. فأهل الطّاعة بطاعتهم أسعد وأشدّ سرورا من أهل المعصية واللّهو بلهوهم، وكما قال بعض السّلف: " والله للذّة العفّة أعظم من لذّة الذّنب ".
فإن قيل: فما السّبيل إلى العفاف ؟ فهذا ما سنتناوله عن شاء الله في خطبتنا هذه، نسال الله التّوفيق والسّداد، والهدى والرّشاد، إنّه أكرم مسؤول، وأعظم مأمول
.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فاعلموا أنّ الله إذا أمر بطاعة يسّر جميع أسبابها، وإذا نهى عن معصية سدّ جميع أبوابها، فما على المسلم التقيّ النّقيّ إلاّ أن يستجيب لأمر الله العزيز الوهّاب، ويتّخذ جميع الأسباب، وينفض عن نفسه غبار الوهن والكسل، ومن جدّ وجد ومن سار وصل، وكما قال تعالى (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ).
فأوّل السّبل إلى العفّة والعفاف:
أوّلا: الإكثار من الدّعاء:

ذلك لأنّه: ( مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [الأعراف:178]، وقال تعالى: ( مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الأنعام من الآية 39]. وفي صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (( إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ )) ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: (( اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ )).
عن قتادة قال: قال مورق العجليّ: ما وجدت للمؤمن في الدّنيا مثلاً إلاّ مثل رجلٍ على خشبة في البحر، وهو يقول: " يا ربّ يا ربّ " لعلّ الله أن ينجيه.
وعن أسامة قال: كان من يرى سفيان الثّوري يراه كأنّه في سفينة يخاف الغرق، أكثر ما تسمعه يقول: " يا رب سلّم سلّم ".
فإذا علمت أنّ قلبك بيد مولاك، وأنّ بيده ضلالك أو هداك، فسارع إلى دعائه، والتضرّع إليه وسؤاله، فهو أكرم الأكرمين، وأرحم الرّاحمين، إنّه من لا يردّ السّائلين، ويستحي أن يردّ سائليه خائبين ..
فاسأل مولاك تزكية النّفس كما كان يسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففي مسند الإمام أحمد عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (( اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَنَفَسٍ لَا تَشْبَعُ وَعِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَدَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا )). قَالَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ رضي الله عنه كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَاهُنَّ وَنَحْنُ نُعَلِّمُكُمُوهُنَّ.
وفي العفّة جاءت أدعية ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل الله فيها أن يكفّه عن الحرام وما أدّى إليه، منها:
ما رواه مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ في دعائه: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى) وفي رواية ثانية : ( وَالْعِفَّةَ)).
ما رواه أبو داود والتّرمذي والنّسائي عَنْ شَكَلِ بْنِ حُمَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! عَلِّمْنِي تَعَوُّذًا أَتَعَوَّذُ بِهِ. قَالَ: فَأَخَذَ بِكَتِفِي فَقَالَ: (( قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي-يَعْنِي فَرْجَهُ-)).

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ثانيا: الإكثار من صلاة التطوّع:
فبعد المحافظة على الفريضة، فلا شيء يعدل الإكثار من صلاة التطوّع، فكما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم - فيما رواه الطّبرانيّ في " الأوسط " عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه -: (( الصَّلاَةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ، فَمَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَكْثِرْ فَلْيَسْتَكْثِرْ ))، وقد قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة:153]، وقال: ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر) [العنكبوت: من الآية45]، وقال تعالى: ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) ماذا كان يفعل ؟ قال: ( وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى).
وقد روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يُصَلِّي بِاللَّيْلِ، فَإِذَا أَصْبَحَ سَرَقَ، قَالَ: (( إِنَّهُ سَيَنْهَاهُ مَا يَقُولُ ))
.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[size=18]ثالثا: تكلّف العفّة:
وذلك بالمجاهدة، فقد قال تعالى: ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت:69]، قال تعالى: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النّور: من الآية33]، وفي الحديث الّذي رواه البخاري ومسلم عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ )). قال ابن الأثير: " أَي: من طلب العِفّة وتكلَّفها أَعطاه الله إِيّاها ".
فإنّ الصّالحات لا تُنال بالرّاحة، ولا تُعطى الغنيمة إلاّ لمن كان بالسّاحة ..
فينبغي للمسلم أن لا يكون طفلا في حجر العادة، محصورا بقماط الهوى، فإن كان كذلك فما له ومزاحمة الرّجال ؟
وقيل لأحد الصّالحين: فلان يمشي على الماء ! فقال: "إنّ من مكّنه الله تعالى من مخالفة هواه، لهو أعظم من المشي على الماء" وقال أبو بكر بن الضّرير: " دافعت الشّهوات حتّى صارت شهوتي المدافعة ".
عن أحمد بن حرب قال: " يا عجبًا لمن يعرف أنّ الجنة تُزيَّن فوقه، والنّار تُسَعَّرُ تحته، كيف ينام بينهما ؟
وتكلّف الأمر يجعله سجيّة وطبعا، فإنّما العلم بالتعلّم، والفقه بالتفقّه، والصّبر بالتصبّر، والعفّة بالتعفّف.
[/size]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رابعا: النّظر في العواقب
فتأمّل قبل النّظر إلى ما لا يحلّ لك .. تأمّل قبل أن تلمس من لا تحلّ لك .. تأمّل قبل أن تراسل من لا تحلّ لك .. تأمّل قبل أن تواعد من لا تحلّ لك .. تأمّل عاقبة المعصية وتذكّر ثمرة الطّاعة ؟
قال ابن مفلح في " الآداب الشّرعيّة ": " ( فصل مهمّ ) إنّما فُضِّل العقل على الحسّ بالنّظر في العواقب، فإنّ الحسّ لا يرى الحاضر، والعقل يلاحظ الآخرة ويعمل على ما يتصوّر أن يقع، فلا ينبغي للعاقل أن يغفل عن تلمح العواقب ".
فلو تذكّر المسلم عاقبة الغضب وقت الغضب، لم يقع في النّدم، فلذّة الحلم أوفى من الانتقام.
ولو تذكّر المبذّر عاقبة التّبذير حال نشوته، ما ندم، فلذّة الاقتصاد والإنفاق في المعروف أوفى من الإسراف.
فمن علم أنّ الدّنيا تزول، وأنّها شمسها إلى أفول، وأنّ مراتب النّاس في الجنّة على قدر أعمالهم في الدّنيا، نافس أولئك قبل أن يصل، فلذّة النّظر إلى وجه الله الكريم، والتمتّع بالنّعيم المقيم أوفى وأغلى وأسمى من نعيم الدّنيا كلّه.
فَقِسْ كلّ لذّة عاجلة، ودع العقل يتلمّح عواقبها.
كذلك أمر العفّة والعفاف، فلذّة النّظر تعقبها حسرة في القلب .. ولذّة اللّمس الحرام يعقبه انقباض في الصّدر ..
كلّ الحــوادث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر ‏
كـم نظرة فعلت بقلب صاحبها *** فعل السهام بــلا قوس ولا وتر
والعبــد ما دام ذا عيـن يقلّبـها *** في أعين الغير موقوف على خطر
يسر ناظـــره ما ضـرّ خاطـره *** لا مرحبا بسرور عاد بالضــرر
وربّما كانت عاقبة الزّنا ومظاهر العشق ونحو ذلك أن يعاقبك الله في عرض أهلك، وكما قال أحدهم:
يَا هَاتِكًا حُرُمَ الرِّجَالِ وَتَابِعًا *** طُرُقَ الْفَسَادِ عِشْْتَ غَيْرُ مُكَرَّمِ
مَنْ يَزْنِ فِي قَوْمٍ بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ *** فِـي أَهْلِهِ يُزْنَى بِرُبْـعِ الدِّرْهَمِ
إنَّ الزِّنَا دَيْـنٌ إذَا اسْتَقْرَضَتْهُ *** كَانَ الْوَفَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِك فَاعْلَمْ
ومن مليح الأمثال والمواعظ للنّساء في ذلك، ما ذكره أحدهم قال: اجتمع العلم والمال والشّرف-أي العرض-، فقال العلم: هذا زمانٌ فسد فيه النّاس، فقد حان وقت الفراق، فمن أراد أن يجدني فليجدني في الكتب والمساجد. وقال المال: وأنا راحل كذلك، فمن أراد أن يجدني فليجدني في الأسواق والمتاجر. وقال العرض والشّرف: أمّا أنا فراحل، وإذا رحلت فلن أعود.
هذه عاقبة ترك العفاف ..
أمّا لذّة العفّة فلا تساميها لذّة، فإنّ غضّ البصر، ونبذ الشّهوة المحرّمة تكسِب المسلم راحة القلب، وانشراح الصّدر، ونشوة النّصر، ويظهر أثر العفّة في العين وفي الوجه وفي الجوارح، كما أنّ إطلاق البصر والكلام الحرام والعزم على الفاحشة يورث العبد ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه، ولهذا ذكر الله سبحانه آية النّور في قوله تعالى ( اللَّهُ نُورُ السَّمَـاواتِ وَالأرْضِ) [النور:35]، عقيب قوله: ( قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـارِهِمْ) [النور:30].

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
خامسا: الاقتداء بمن اتّصف بالعفاف .. فالنّفوس جُبِلت على حبّ الاقتداء، وذلك بالإكثار من قراءة سيَر الصّالحين الّذين تحلّوا بالعفاف.
قصّة يوسف عليه السلام :
وفي مقدّمة تلك القصص قصّة يوسف عليه السلام .. يوم كان في موعد آخر مع البلاء .. فنرى السيّدة قد تحوّلت إلى أمة، واستعبدها شغفها بخادم زوجها، والعبد يتحوّل إلى سيّد، فتربّع على عرش قلبها .. تعلّق قلبها بيوسف عليه السلام حتّى ملك شغافه، فبذلت كلّ ألوان الإغراء أمامه، ولكنّه كان لا يلتفت إليها .. ولا يعبأ بها .. ولم تزل تبحث عن الفرصة السّانحة حتّى خلت به ذات يوم ..

(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ).. أي أرادت أن تغلبه على إرادته ولو بالمخادعة.
وغلّقت الأبواب .. وقالت: هيت لك ..أي: تهيأت لك ..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
و في لقائنا القادم ان شاء الله سنرى ما حدث مع سيدنا يوسف عليه السلام
و نذكر لكم نماذج رائعة في العفة و الاستعفاف

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اخوكم عبد القادر المخضرم 97
( لم يبق الكثير)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المخضرم 97
الادارة
الادارة
المخضرم 97


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 395
العمل/الترفيه : مطالعة
المزاج : نوم العوافي
نقاط : 5996
تاريخ التسجيل : 01/06/2008

سلسلة العفة و العفاف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة العفة و العفاف   سلسلة العفة و العفاف Emptyالخميس سبتمبر 25, 2008 4:50 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نكمل مع أحداث قصة سيدنا يوسف عليه السلام
فاجتمع ليوسف من الدّواعي على اقتراف الفاحشة ما لم يجتمع لأحد:
- فهو شابّ بلغ أشدّه ..
- وكان عزبا ليس له ما يعوّضه ..
- والمرأة هي الّتي دعته، وتحرّشت به..
- وكانت ذات جمال مبهر ..
- وكانت ذات جاه ومنصب، ومثلها لا يردّ أبدا، بل رأت أنّها تمنّ عليه وتكرمه ..
- وكانت في بيتها وسلطتها لا أحد يشكّ في نيّتها ..
- وغلّقت الأبواب..و(غلّقت) بالتّشديد مبالغة في إغلاقها.. وكانت أبوابا كثيرة في جهات مختلفة، على عادة أصحاب القصور ..
- وهو عبد والعبد لا يأنف ممّا يأنف منه الحرّ ..
- وغريب لا يخشى الفضيحة بين أهل وأقارب ونحو ذلك..
فصرخ في وجهها: ( قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)..
بذلك أرسل يوسف عليه السلام رسالة إلى شباب العالم بأسره أنّ حبّ الله تعالى يفوق كلّ عاطفة، وطاعته أمان من كلّ عاصفة..
فمن جعل القرآن والسنّة ظلاله، أظلّه الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ:[منهم]: شَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ).. فقد ينشأ الشّاب في عبادة ربّه لكن سُرعان ما تقف أمامه الفتن، فتزلّ به قدمه فيصبو إلى الشّهوات والفواحش، لذلك قال: (وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ)..
وهذا ما ينبغي للشّاب المؤمن أن يكون عليه، فهذا الموقف زيادة على أنّه يحصّنه من كيد الشّيطان والنّساء، فلربّما قدّم لها أكبر معروف في حياتها كلّها، وسيأتي عليها اليوم الّذي تستيقظ فيه من غفلتها، وتفيق من سكرتها، وتعلم أنّ العفّة لا يعدلها شيء، وتشكر لك موقفك مدى الحياة..
ذكر ابن القيّم رحمه الله تعالى في "طريق الهجرتين"(324) قصّة فتى كان بالكوفة جميل الوجه شديد التعبّد والاجتهاد، فنزل في جوار قوم من النّخع، فنظر إلى جارية منهنّ جميلة فهويها، وهام بها عقله، ونزل بالجارية ما نزل به، فأرسل يخطبها من أبيها، فأخبره أبوها أنّها مسمّاة لابن عمّ لها، فاشتدّ عليهما ما يقاسيانه من ألم الهوى فأرسلت إليه الجارية قد بلغني شدّة محبّتك لي فإن شئت سهّلت لك أن تأتيني إلى منزلي، فقال للرّسول: قل لها ( إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم ) أخاف نارا لا يخبو سعيرها، ولا يخمد لهيبها. فلمّا أبلغها الرّسول قوله قالت: وأراه مع هذا يخاف الله، والله ما أحد أحقّ بهذا من أحد، وإنّ العباد فيه لمشتركون ثم انخلعت من الدّنيا وألقت علائقها خلف ظهرها، وجعلت تتعبّد حتى ماتت.
فرآها في منامه فقال: كيف أنت ؟ وما لقيت بعدي ؟ قالت:
نـعم المحبّـة يـا هـذا محبّتكم حبّ يقـود إلـى خير وإحسان
إلى نعيـم وعـيـش لا زوال له فـي جنّة الخلد ملك ليس بالفاني

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قصة موسى عليه السلام : يوم دخل مدين (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا) [القصص: من الآية25]، روى الدّارمي عن أبي حازم أنّه قال: قَالَتْ: إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا. فَشَقَّ عَلَى مُوسَى حِينَ ذَكَرَتْ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا وَلَمْ يَجِدْ بُدًّا مِنْ أَنْ يَتْبَعَهَا، إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ الْجِبَالِ جَائِعًا مُسْتَوْحِشًا، فَلَمَّا تَبِعَهَا هَبَّتْ الرِّيحُ فَجَعَلَتْ تَصْفِقُ ثِيَابَهَا عَلَى ظَهْرِهَا، وَجَعَلَ مُوسَى يُعْرِضُ مَرَّةً وَيَغُضُّ أُخْرَى، فَلَمَّا عِيلَ صَبْرُهُ نَادَاهَا:
يَا أَمَةَ اللَّهِ ! كُونِي خَلْفِي وَأَرِينِي السَّمْتَ بِقَوْلِكِ ذَا.
قصّة أصحاب الغار الثّلاثة: وهي في الصّحيحين، حين قال الثّالث: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أُحِبُّ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ عَمِّي كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرَّجُلُ النِّسَاءَ فَقَالَتْ لَا تَنَالُ ذَلِكَ مِنْهَا حَتَّى تُعْطِيَهَا مِائَةَ دِينَارٍ فَسَعَيْتُ فِيهَا حَتَّى جَمَعْتُهَا فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتْ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ فَقُمْتُ وَتَرَكْتُهَا فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً قَالَ فَفَرَجَ عَنْهُمْ الثُّلُثَيْنِ وَقَالَ الْآخَرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقٍ مِنْ ذُرَةٍ فَأَعْطَيْتُهُ وَأَبَى ذَاكَ أَنْ يَأْخُذَ فَعَمَدْتُ إِلَى ذَلِكَ الْفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ حَتَّى اشْتَرَيْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرَاعِيهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَعْطِنِي حَقِّي فَقُلْتُ انْطَلِقْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ وَرَاعِيهَا فَإِنَّهَا لَكَ فَقَالَ أَتَسْتَهْزِئُ بِي قَالَ فَقُلْتُ مَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ وَلَكِنَّهَا لَكَ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فَكُشِفَ عَنْهُمْ
.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عفة عثمان بن أبي طلحة رضي الله عنه:
تروي لنا أم سلمة رضي الله عنها عنها قصّة هذا الرّجل الشّهم العفيف الّذي وقف معها في محنتها أيامًا متتالية لا أحد معهما، ويضرب مثالاً عاليًا للعفة والاستعفاف، كان ذلك يوم هاجر زوجها أبو سلمة إلى المدينة وأمسكها أهلها عنه، وكان لها ولد فأخذه أهل زوجها، فكانت بين عشيّة وضحاها دون زوج ولا ولد. وظلّت على ذلك الحال سنة، تخرج إلى أطراف المدينة تبكي حتّى تغرب الشّمس، فرقّ حال أحدهم هنالك، فخاطبهم وكلّمهم، فقالوا لها: هذا ولدك فالحقي بزوجك ..
قالت: حتّى إذا كنت بالتّنعيم، لقيت عثمان بنَ طلحة بن أبي طلحة أخا بني عبد الدّار-وهو ما زال مشركا يومئذ ثمّ أسلم هذا الشّهم فيما بعد-، فقال لي: إلي أين يا بنت أبي أميّة ؟
فقلت: أريد زوجي بالمدينة. قال: أوما معك أحد ؟ قالت: فقلت: لا والله إلاّ الله وبنيّ هذا. قال: والله ما لك من مترك.
فأخذ بخُطام البعير، فانطلق معي، فوالله ما صحبت رجلا من العرب قطّ كان أكرم منه، كان إذا بلغ المنزل أناخ بي ثمّ استأخر عنّي، حتّى إذا نزلت استأخر ببعيري، فحطّ عنه، ثمّ قيّده في الشّجرة، ثمّ تنحّى عنّي إلى شجرة، فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرّواح قام إلى بعيري، فقدّمه فرحله، ثمّ استأخر عنّي، وقال: اركبي ! فإذا ركبت واستويت علي بعيري أتى فأخذه بخطامه فقاده، حتّى ينزل بي، حتّى أقدمني المدينة، فلمّا نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال: زوجك في هذه القرية،-وكان أبو سلمة بها نازلا- فادخليها على بركة الله.
ثمّ انصرف راجعا إلى مكّة.
هذا نموذج رائع في العفّة والاستعفاف، الرّجل لا ينظر إلى المرأة، ولا يبالغ في الحديث معها، بل يكلّمها على قدر الحاجة: اركبي، انزلي، جاء البعير .. على هذا النحو، لا يبالغ معها في الحديث، هذه هي الرّجولة حقًا، وهذه هي العفّة حقًا، لا أن تخضع المرأة بالحديث للرجل وأن يتكسر الرجل كذلك في الحديث مع المرأة.
- الرّبيع بن خثيم رحمه الله: الإمام القدوة العابد الزّاهد، الّذي كان إذا دخل على ابن مسعود  لم يأذن لأحد حتّى يفرغ كلذ واحد من صاحبه، فقال له ابن مسعود رضي الله عنه: يا أبا يزيد، لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبّك، وما رأيتك إلاّ ذكرت المخبتين.
- وذكر ابن قدامة المقدسيّ رحمه الله في " كتاب التّوابين "
أنّ قوما طلبوا من امرأة ذات جمال بارع أن تتعرّض للرّبيع بن خيثم، لعلّها تفتنه، وجعلوا لها إن فعلت ذلك ألف درهم، فلبست أحسن ما قدرت عليه من الثياب، وتطيّبت بأطيب ما قدرت عليه من الطّيب، ثمّ تعرّضت له حين خرج من مسجده، فنظر إليها فراعه أمرها، فأقبلت عليه وهي سافرة، فقال لها الرّبيع: " كيف بك لو قد نزلت الحمى بجسمك فغيّرت ما أرى من لونك وبهجتك ؟ أم كيف بك لو قد نزل بك ملك الموت فقطع منك حبل الوتين، أم كيف بك لو سألك منكر ونكير ؟ فصرخت صرخة فسقطت مغشياً عليها. قال الرّاوي: فوالله لقد أفاقت وبلغت من عبادة ربّها ما أنها كانت يوم ماتت كأنها جذع محترق "
.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سادسا: مراقبة الله:
أن تربّي نفسك تربية إيمانية، أن تقوّي صلتك بالله ربّ العالمين، أن تعلم أنّ الله تعالى يراك في السرّ وفي العلن، يقول تعالى: ( وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ) [الأنعام]، ويقول تعالى: ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر]، قال ابن عبّاس رضي الله عنه: " هو الرّجل يكون بين الرّجال، فتمرّ المرأة، فيتظاهر بأنّه يغضّ بصره، فإذا وجد فرصةً نظر إلى المرأة، والله إنّه ليحبّ أن ينظر إلى عورتها ".
يقول الرّبيع بن خثيم: " إذا تكلّمت فاذكر سمع الله لك، وإذا هممت فاذكر علم الله بك، وإذا نظرت فاذكر نظره إليك، وإذا تفكّرت فانظر اطّلاعه عليك، فإن الله يقول: ( إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً) [الإسراء].
سابعا: تجنب المثيرات الجنسية:
فلا ينبغي للمسلم والمسلمة أن يوقع نفسه في أوساط المثيرات الجنسيّة:
- فلا بدّ من غضّ البصر.
- ولا بدّ من اجتناب الجلوس في الطّرقات، أو الجلوس أمام الشّاشات.
- والابتعاد عن مواطن اختلاط الرّجال بالنّساء كالأسواق مثلاً.
- وتجنّب كثرة الأكل، وخاصّة المأكولات المثيرة للشّهوة كالفستق واللّوز والجوز والحلويَات، فإنّ ذلك من أعظم ما يفسِد مزاج الشّاب.
ثامنا: الصّحبة الصّالحة:
فإن الصحبة الصالحة تعينه على أن يحفظ بصره وعلى أن يحفظ فرجه وإن لم يستح من الله فإنّه سيستحي من الصّحبة الصّالحة الّذين هم حوله، والّذين يذكّرونه إذا نسي، ويعينونه إذا ذكر.
تاسعا: تحصين النّفس بالزّواج أو الإكثار من الصّيام
ففي الصّحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ )).
والله الموفّق لا ربّ سواه، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرّحيم
.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كتب راجي رحمة ربه الغفور: الشيخ أبو جابر عبد الحليم توميات – غفر الله له ولوالديه ولسائر المسلمين-
و نقله لكم اخوكم عبد القادر


تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسلة العفة و العفاف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عندما ينتحر العفاف ! قصص وعبر
» سلسلة آية و حديث
» سلسلة خواطر ... لكل داعية
» سلسلة نصائح وارشادات
» سلسلة التفسير الميسر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـنـتـديات الـمـجـالـس الإيـمـانـيـة  :: المجلس الإسلامي :: مجلس المواضيع الدينية-
انتقل الى: