السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه ومن والاه
كنت اقلب صفحات هذا القسم الذي يشد العواطف بعنوانه قبل ان ياسرها بمضمونه
فحرك في الوجدان حبا كامنا ليس من حقي كتمانه ، لانه حب الهي امرنا باعلانه
بل هو عنوان الحب واصله وعنه تتفرع انواع الحب الاخرى ، بل اي حب لاينضوي تحت جناحه
هو حب زائف باطل يكون رذاذا سرعان ما يجف ، اتدرون لماذا؟؟؟
لانه منقطع لا جدول يصله بمعين الحب الحقيقي
وارى انكم تشوقتم الى معرفة هذا الحب الذي اعلن عن نفسه اميرا وسيدا
يرفض كل من لايكون من اعضاءممكته واتباع سلطانه
لن ادلكم على شيء اراه يمشي في شرايينكم التي سقيت بماء الايمان بحبيبكم محمد
صلى الله عليه وسلم
لن اطيل في رصف الكلمات ونظمها ولكن اردت ايقاد جذوة الحب في قلوبكم بوقود الايمان
واردت لذلك الايقاد ان يكون من طريق العلم الشرعي وذلك من خلال نقل
عن بعض العلماء الربانيين كيف كان تعبيرهم عن ذلك الحب
لنرى كيف امتزج ذلك الحب با لشوق الحقيقي والتضحية بكل غال ونفيس
ان كانت في سبيل الوصول الى المحبوب او الى شيء يتعلق به....
قال محمد:( هو ابن سيرين) وقلت لعبيدة:(هو السلماني صاحب الامام علي وابن مسعود رضي الله عنهم)
إن عندنا من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من قبل أنس بن مالك، فقال: لان يكون عندي منه شعرة أحب إلي من كل صفراء وبيضاء على ظهر الارض.
قلت:( اي الامام الذهبي ) هذا القول من عبيدة هو معيار كمال الحب، وهو أن يؤثر شعرة
نبوية على كل ذهب وفضة بأيدي الناس.
ومثل هذا يقوله هذا الامام بعد النبي صلى الله عليه وسلم، بخمسين سنة، فما الذي نقوله نحن في وقتنا لو
وجدنا بعض شعره بإسناد ثابت، أو شسع نعل كان له، أو قلامة ظفر، أو شقفة من إناء شرب فيه.
فلو بذل الغني معظم أمواله في تحصيل شئ من ذلك عنده، أكنت تعده مبذرا أو سفيها ؟ كلا.
فابذل ما لك في زورة مسجده الذي بنى فيه بيده والسلام عليه عند حجرته في بلده، والتذ بالنظر إلى " أحده "
وأحبه، فقد كان نبيك صلى الله عليه وسلم يحبه، وتملا بالحلول في روضته ومقعده، فلن تكون مؤمنا حتى يكون هذا السيد أحب إليك من نفسك وولدك وأموالك والناس كلهم.
وقبل حجرا مكرما نزل من الجنة، وضع فمك لاثما مكانا قبله سيد البشر بيقين، فهنأك الله بما أعطاك، فما فوق ذلك
مفخر.
ولو ظفرنا بالمحجن الذي أشار به الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحجر ثم قبل محجنه، لحق لنا أن نزدحم على ذلك المحجن بالتقبيل والتبجيل.
ونحن ندري بالضرورة أن تقبيل الحجر أرفع وأفضل من تقبيل محجنه ونعله.
وقد كان ثابت البناني إذا رأى أنس بن مالك أخذ يده فقبلها، ويقول: يد مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فنقول نحن إذ فاتنا ذلك: حجر معظم بمنزلة يمين الله في الارض مسته شفتا نبينا صلى الله عليه وسلم لاثما له.
فإذا فاتك الحج وتلقيت الوفد فالتزم الحاج وقبل فمه وقل: فم مس بالتقبيل حجرا قبله خليلي صلى الله عليه
وسلم.
نقلا من كتاب سير اعلام النبلاء للامام المحدث العلامة شمس الدين الذهبي بحروفه ما عدا مابين
قوسين فهو من اضافتي
اخوكم المستغفر ابو محمد