تيسير علوم الحديث للمبتدئين

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

5 - المدّلس :

التدليس : هو أن يروي الراوي عن شيخه الذي لقيه و سمع منه مالم يسمعه منه , بصيغة تحتمل السماع كعن أو قال .

- أنواع التدليس :

أ - تدليس الإسناد : و هو الذي سبق تعريفه و التمثيل له .

ب - تدليس الشيوخ : و هو أن يصف شيخه الذي روى الحديث بما لم يشتهر به من إسم , أو لقب , أو كنية , أو نسبة , إما إيهاما بتكثير شيوخه , و إما تعمية لحال شيخه لضعفه أو لجهالته .

ج - تدليس البلاد : و هو مما يلتحق بتدليس الشيوخ , و صورته : أن يقول المحدث : حدثني البخاري , و يقصد من يبخر الناس , أو يقول البغدادي : حدثني بما وراء النهر , و يريد به نهر دجلة .

ح - تدليس العطف : و هو أن يقول المحدث : حدثني فلان و فلان , و يكون سمعه من الأول و لم يسمعه من الثاني .

خ - تدليس السكوت : و هو أن يقول المحدث : ( حدثنا ) أو ( سمعت ) و ينوي القطع فيسكت , ثم يقول :.... فيذكر اسم شيخ من الشيوخ و هو لم يسمع منه هذا الحديث .

د - تدليس التسوية : و هو أشر أنواع التدليس و صورته : أن يسقط المحدث غير شيخه من السند , إما لضعفه أو لصغر سنه فيصير الحديث ثقة عن ثقة .

اللهم استرنـا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك
اللهم ارزقنـا حسن الخاتمة ولا تمتـنـا الا وانت راض عنـا
اللهم امـين
سبحانك اللهم وبحمدك ..أشهد ان لا اله الا انت .. استغفرك واتوب اليك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

- حكم عنعنة المدلس : و على الإجمال - و التفصيل موجود في تعليقه على نزهة النظر - ترد رواية المدلس المكثر من التدليس , إذا وردت بالعنعنة , و لم يصرح فيها بالسماع , و أما إذا صرح , فتقبل روايته , و أما المقل من التدليس و الذي لا يدلس إلا عن ثقة , فعنعنته محمولة على السماع إلا أن يتبين أنه قد دلس حديثا بعينه و ذلك بعد جمع طرق حديثه و سبر رواياته .







- طبقات المدلسين :

و الرواة الموصوفون بالتدليس على طبقات بحسب كثرة تدليسهم و مكانتهم من الحفظ و الإتقان و هم على خمس طبقات :

1 - من لم يوصف بذلك إلا نادرا كيحيى بن سعيد الأنصاري .

2 - من احتمل الأئمة تدليسه , و أخرجوا له في الصحيح لإمامته و قلة تدليسه في جنب ما روى كسفيان الثوري , أو كان لا يدلس إلا عن ثقة كسفيان بن عيينة .

3 - من توقف فيهم جماعة من العلماء , فلم يقبلوا عنعنتهم , و لم يحتجوا إلا بما صرحوا فيه بالسماع و منهم من قبل عنعنتهم ما لم يتبين أن أحاديث بعينها قد دلسوها , مثل قتادة بن دعامة السدوسي - على خلاف فيه بينته في كتابي ( الأجوبة الوافرة على الأسئلة الوافدة ) - و أبو إسحاق السبيعي .

4 - من اتفق أهل العلم على عدم الإحتجاج بما لم يصرحوا فيه بالسماع لغلبة تدليسهم و لكثرته عن الضعفاء و المجاهيل , كمحمد بن إسحاق بن يسار و عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج .

5 - من وصف بأمر آخر غير التدليس يقتضي تجريحه و تضعيفه , فحديث هذا الضرب مردود و لو صرحوا بالسماع , كأبي جناب الكلبي , و أبي سعيد البقال .

إضاعة الوقت أشد من إضاعة الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الأخرة


والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها..

قال مسعرُ بن كدام: رحم الله من أهدى إلي عيوبي في سترٍ بيني وبينه، فهو الناصح، فإن النصيحة في الملأ تقريع.




ولا تنسونا من صالح دعائكم في ظهر الغيب



اللهم اغفر لوالدي وارحمه

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

- الحديث الضعيف بسبب الطعن في عدالة الراوي :

و الطعن في العدالة يكون لأربعة أسباب : 1 - الكذب 2 - التهمة بالكذب 3 - الجهالة 4 - البدعة .

1 - الحديث الموضوع : هو ما كان راويه كذابا أو متنه مخالفا للقواعد .

- حكم رواية الموضوع : لا يجوز رواية الموضوع إلا للتحذير منه , و بيان علته ووضعه , خشية أن يعمل به من لا يعلم بوضعه .

2 - الحديث المتروك : هو الحديث الذي يكون أحد رواته متهما بالكذب , و بعض أهل العلم اشترط ان يكون متنه مخالفا للقواعد المعلومة و ليس بلازم إذ لو كان كذلك لم يستبعد أن يكون الحديث موضوعا خصوصا إذا تفرد بروايته ذلك المتهم , و لم يتابعه أحد .

تنبيه : البعض يتوسع في وصف حديث هذا النوع من الرواة , فبعضهم قد يصف حديثهم بالمطروح , و بعضهم قد يصفه ب ( واه ) و هكذا .

خير النـــــــــــــاس أنفعــــــــهم للنــــــــاس



سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا اله إلا انت استغفرك واتوب اليك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

3 - الكلام على الجهالة : الجهالة قسمين :

الأولى : جهالة عين : و هي تختص بمن لم يرو عنه غير واحد , و ممن وصف بهذا النوع من الجهالة : حفص بن هاشم بن عتبة تفرد بالرواية عنه عبد الله بن لهيعة و لم يذكره احد بجرح أو تعديل .

الثانية : جهالة الحال : و هي تختص بمن روى عنه أكثر من واحد , و لم يتعرض له أحد من أهل العلم بجرح أو تعديل , و ممن وصف بهذا النوع : يزيد بن مذكور , روى عنه و هب بن عقبة , و مسلم بن يزيد - ابنه - , و لم يوثقه معتبر .

- الحديث المجهول رده جمهور المحدثين , إلا أن مجهول الحال إذا توبع بمثله أو أقوى منه ارتقى إلى درجة الحسن بمجموع الطريقين - أو الطرق إذا تعددت - و أما مجهول العين - فلاتفيده المتابعة لأن ضعفه شديد غير محتمل .

- حديث المبهم : و هو من لم يسم في السند من الرواة , و قد يرد الراوي في الإسناد منسوبا إلى بلد , أو حرفة أو عاهة و يكون مبهما أيضا , و حديث المبهم لا يحتج به إلا أن تعرف عينه .

- مبهم المتن : و قد يكون المبهم مذكورا في المتن , فلايضر آنذاك في صحة الحديث , لأن ذكر المبهم غير متعلق بالسند .

4 - الكلام على البدعة : سيأتي الكلام عنها إن شاء الله تعالى في مذكرة الجرح و التعديل .

بارك الله في كل من يعمل عملا ابتغاء مرضاة الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



* الحديث الضعيف بسبب الطعن في ضبط الراوي :


- إذا كان الراوي يخالف الثقات في روايته أكثر مما يوافقهم فيه , كان ضعيفا , و حديثيه مردود , إلا إذا توبع , فحينئذ يرتقي الحديث إلى درجة الحسن بمجموع الطرق و هو مذهب المتأخرين .

1 - الحديث المنكر : هو الحديث الذي ينفرد بروايته الراوي الضعيف - من قبل حفظه - أو ما يخالف به من هو أقوى منه .

تنبيهات : 1 - أننا عند شرح تعريف المنكر ذكرنا أنه : ما تفرد به الضعيف من قبل حفظه , و هو في الحقيقة الأغلب , و لكن بعض العلماء قد يعد تفرد المقدوح في عدالته منكرا , و لذلك فإنك تجد كثيرا من الأئمة المتقدمين يطلقون وصف المنكر على الحديث الموضوع , و إنما جرى التفرقة على النحو المذكور عند المتأخرين .

2 - أن بعض أهل العلم يعبرون عن المنكر ب ( الغريب ) , فيقولون ( هذا حديث غريب ) يقصدون به أنه ( منكر ) و قد يطلقون ( المنكر ) على الموضوع أيضا .

3 - أن النكارة لا تختص بالسند فقط , بل قد تقع في المتن أيضا , وصورتها أن يروي الحديث جماعة ثقات بلفظ , و يرويه الضعيف بلفظ مغاير , أو أن يروي الحديث جماعة من الثقات , و يرويه الضعيف بنفس اللفظ إلا أنه يزيد في لفظ الحديث زيادة ليست عند الثقات .

4 - أن الراوي الثقة - راوي الصحيح - قد يعد حديثه منكرا إذا تفرد بروايته عمن ضعف فيهم كحديث معمر عن قاتدة مثلا .

5 - أن الراوي الصدوق - و هو دون الثقة في الضبط و هو راوي الحديث الحسن - قد يعد حديثه منكرا في حالتين : الأولى : إذا تفرد بمتن منكر و لم يتابعه عليه غيره أو خالفه فيه غيره من الثقات , الثانية : أن الراوي الصدوق , أو الثقة الذي يخطئ في بعض رواياته إذا روى حديثا عن حافظ مشهور له أصحاب متوافرون , فتفرد بهذا الحديث , و لم يشاركه فيه أحد من أصحاب هذا , كان تفرده منكرا .

2 - الحديث الشاذ : هو ما خالف فيه الموصوف بالضبط من هو أضبط منه , أو ما انفرد به من لا يحتمل حاله قبول تفرده .

- نكتة لطيفة : و مما ينبغي التنبه إليه أن تفرد الراوي بالحديث - سندا أو متنا - نوع من أنواع المخالفة إذ رواه هو على وجه معين , و خالفه غيره فلم يروه على هذا الوجه .

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

3 - الحديث المدرج : تعريف الإدراج : هي ألفاظ تقع من بعض الرواة , متصلة بالمتن , لا يبين للسامع إلا أنها من صلب الحديث , وينقسم إلى مدرج المتن و مدرج السند :

- مدرج المتن : هو أن يدرج الراوي في حديث النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من كلام غيره مع إيهام كونه من كلامه , و ينقسم إلى ثلاثة أقسام : 1 -يكون الإدراج في أول المتن و هو نادرا 2 - أن يكون الإدراج في وسط المتن و هو القليل 3 - أن يكون الإدراج في آخر المتن و هو الأغلب .

- مدرج السند : و هو أقسام : 1 - أن يروي جماعة الحديث بأسانيد مختلفة , فيرويه عنهم راو , فيجمع الكل على إسناد واحد من تلك الأسانيد و لا يبين الإختلاف 2 - أن يكون المتن عند راو إلا طرفا منه , فإنه عنده بإسناد آخر , فيرويه راو عنه تاما بالإسناد الأول , و منه أن يسمع الحديث من شيخه إلا طرفا منه , فيسمعه عن شيخه بواسطة , فيرويه راو عنه تاما بحذف الواسطة 3 - أن يكون عند الراوي متنان مختلفان بإسنادين مختلفين فيرويهما راو عنه مقتصرا على أحد الإسنادين أو يروي أحد الحديثين بإسناده الخاص به , لكن يزيد فيه من المتن الآخر ما ليس في الأول 4 - أن يسوق الراوي الإسناد , فيعرض له عارض , فيقول كلاما من قبل نفسه , فيظن بعض من سمعه أن ذلك الكلام هو متن ذلك الإسناد , فيرويه عنه كذلك .

4 - حديث المختلط : هو ما يرويه من وصف بنوع من أنواع الإختلاط .

4 - المزيد في متصل الأسانيد : هو أنه يزيد راو في الإسناد رجلا لم يذكره غيره , و شرطه : أن يقع التصريح بالسماع في موضع الزيادة , و إلا فمتى كان معنعنا ترجحت الزيادة .

6 - الحديث المقلوب : هو ما خالف فيه الراوي من هو أوثق منه فأبدل فيه شيئا بآخر في سند أو في متن , سهوا أو عمدا .

7 - الحديث المضطرب : هو الحديث الذي يرويه الراوي الذي لا يحتمل تعدد الأسانيد عنه مرة بسند , و مرة أخرى بسند آخر مخالف , بحيث لا يمكن الجمع بينهما .

- الحديث المعلل : هو الحديث الذي اطلع فيه على علّة تقدح في صحته , مع أن ظاهره السلامة منها , و معرفته : تكون بجمع طرق الحديث ورواياته , و سبرها والنظر في اختلاف الرواة , والإعتبار بمكانهم من الحفظ و الضبط و الإتقان .

- الحديث المسلسل : هو عبارة عن تسلسل رجال الإسناد جميعهم على صفة أو حالة واحدة , وتارة تكون صفة للرواية أو تارة تكون صفة للرواة .

خير النـــــــــــــاس أنفعــــــــهم للنــــــــاس



سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا اله إلا انت استغفرك واتوب اليك

بسم الله الرحمن الرحيم



انتهى والحمد لله هذا القسم الاول من علوم الحديث

عندي اقتراح وهو ان نجتهد بحفظ هذا القسم الاول لبعد العيد ومن يريد ان يجتهد ويحفظ فيكتب



اية او حديث تحث على طلب العلم واسال الله ان يجمعنا في ظله يوم لاظل الا ظله


قال تعالى : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) سورة فاطر / آية : 28

وان شاء الله القسم الثاني بعنوانه الجرح والتعديل للمبتدئين

نعوذ بالله من علم لا ينفع .