بسم الله الرحمن الرحيم
المد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
يقول الله تعالى :
{ وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ ٱلأَمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ ٱلشَّيْطَانَ إِلاَّقَلِيلاً} [ النساء : 83 ]
هذه الاية تبين حكم مايرد على المسلم من اقضية وحوادث ، وترشده الى مايجب عليه فعله تجاهها ،
وقد ابانت بوضوح لا لبس فيه ان المسلم مامور بعرض كل الحوادث والاقضية على شرع الله تعالى
من هذه الاقضية والحوادث المسالة المسؤول عنها ( وهي وسائل التقنية الحديثة )
هل تحارب ام يتجاوب معها في كل ما تمليه علينا ؟
وقبل معرفة ذلك علينا تفهم عدة قواعد كونية خلقية وهي في الوقت نفسه شرعية ايضا
الاولى : ان نعلم ان الانسان( واقصد به المثال المسلم المؤمن ) هو خليفة الله في الارض سخر كل شيء من اجله وجعل حاكما على ما فيها
الثانية : ان الحاكمية التي جعلت له انما هي استمداد من حاكمية الله على الكون ، فقد اذن الله له بالتصرف وفق ما وضع له من شروط وضوابط جعلها له دينا يتعبد الله به سماه ( الاسلام )
واقصد به ذلك النظام الكامل الشامل لكل نواحي الحياة ( الروحية والفكرية والنفسية والاجتماعية )
وانطلاقا من هاتين القاعدتين يحكم على حوادث الحياة
وعليه فان وسائل التقنية يجب ان تحكم من قبل المسلم ليخضعها لقانون الاسلام العام الذي يميز بين الخبيث والطيب فيها ،
ويفرز مشتقاتها فما كان من مصلحة راجحة تعود بالنفع على الحياة الانسانية المسلمة قَبِلَها وأدرجها تحت توصياته التي يلزم بها أعضاءه المسلمين
وما كان من مفسدة واضحة منها رفضها وأدرجها تحت القبائح التي ينهى أعضاءه عن اقترافها
وبناء على ذلك فلابد للمسلم حتى يستطيع الوصول الى حقيقة تطبيق ذلك النظام الاسلامي الشامل
لابد له من عدة امور :
الاول : اخلاص القلب لله تعالى واظهار الافتقار اليه في مسالة الاختيار.
ونتيجة ذلك توفيق الله لعبده المخلص في اختيار ما ينفعه من حوادث الحياة
الثاني : العلم بمصادر الشرع التي جُعِلَتْ وسائلَ شرحٍ وايضاحٍ وبيانٍ للمسلمين ليصل بذلك الى معرفة مراد الشرع وليقف على حكمة التشريع المبثوثة في اختيارات الشرع الحنيف
الثالث : سلوك سبيل التعلم الموصى به شرعاً ( وهو الاخذ عن اهل العلم الموثوق بهم ، مع التخلي عن تحكيم الهوى والرأي الشخصي في مقابلة اختيار الشرع الكريم )
الرابع : البحث عن الصحبة الصالحة التي تقوي العزيمة وتشد الهمة وتعكس صورة واقعك لك بروح المودة والاخلاص والمحبة ،
تلك الصحبة التي تجبر ضعفك بدعاء اشفاق وتآخي تتوجه به الى الله ان يحفظك ويسددك
الخامس : تذكر الموقف الذي تعرض فيه على الله وقد علم منك الخواطر فضلا عن الاعمال
وتهيئة الجواب لذلك السؤال :
اين كنت ايها العبد عندما امرت ونهيت ؟؟؟
واين امانة الدين التي وهبت لك وامرت بحفظها ؟؟
واين امانة النصح للمسلمين التي وجبت عليك ؟
واين....؟ واين..........؟ واين .........؟................؟؟؟؟؟؟
عندما اكون شخصية اسلامية، اركانُها ماتقدم أستطيع أن أواجه وسائل التقنية الحديثة ليس دفاعا عن النفس وتحصينا للنفس منها فحسب
وانما ترويضا لهذه الوسائل لتكون خادمة لاسلامي العظيم المتمثل بعلاقتي مع ربي وبتعايشي مع اخواني في مجتمعي
اللهم دلنا بك عليك ودلنا على من يدلنا عليك
اللهم خر لنا واختر لنا ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين
اللهم أصلحنا ظاهرا وباطنا ، واصلح فساد قلوبنا
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
الرئيسية 
