السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه ومن والاه وبعد
قبل الجواب عن السؤال المطروح لابد من تقدمة أبين فيها حكم تداوي المراة عند طبيب رجل
يقول الامام الشربيني في كتابه الاقناع الشافعي :
(و) الضرب (الخامس النظر للمداواة) كفصد وحجامة وعلاج ولو في فرج
(فيجوز إلى المواضع التي يحتاج إليها فقط) لان في التحريم حينئذ حرجا
فللرجل مداواة المرأة وعكسه،
وليكن ذلك بحضرة محرم أو زوج أو امرأة ثقة إن جوزنا خلوة أجنبي بامرأتين وهو الراجح.
ويشترط عدم امرأة يمكنها تعاطي ذلك من امرأة وعكسه كما صححه في زيادة الروضة،
وأن لا يكون ذميا مع وجود مسلم
وفيه كما قاله الاذرعي أن لا تكون كافرة أجنبية مع وجود مسلمة على الاصح
ولو لم نجد لعلاج المرأة إلا كافرة ومسلما فالظاهر أن الكافرة تقدم لان نظرها ومسها أخف من
الرجل، بل الاشبه عند الشيخين أنها تنظر منها ما يبدو عند المهنة بخلاف الرجل.
وقيد في الكافي الطبيب بالامين فلا يعدل إلى غيره مع وجوده.
وشرط الماوردي أن يأمن الافتتان ولا يكشف إلا قدر الحاجة
وقال ابن مفلح في الاداب الشرعية :
(فإن مرضت امرأة، ولم يوجد من يطبها غير رجل جاز له منها نظر ما تدعو الحاجة إلى نظره منها حتى الفرجين،
وكذا الرجل مع الرجل. قال ابن حمدان: وإن لم يوجد من يطبه سوى امرأة، فلها نظر ما تدعو الحاجة إلى نظره منه حتى فرجيه.
قال القاضي [أبو يعلى]: يجوز للطبيب أن ينظر من المرأة إلى العورة عند الحاجة إليها
نص عليه (أي الإمام أحمد) في رواية المروزي، وحرب والأثرم، وكذلك يجوز للمرأة
ومما سبق يتبين ان ترتيب اللجوء في التطبب كالتالي :
على المراة المسلمة ان تقصد في تطببها طبيبة مسلمة على دراية بنوع المرض الذي اصيبت به
، فان لم تجد فطبيبة كافرة من اهل الثقة ،
فان لم تجد فطبيب مسلم من اهل الثقة ،
فان لم تجد من يكفيها الاستشارة الطبية ممن سبق ذكرهم جاز ان تلجأ للضرورة الى طبيب كافر
بالشروط التالية :
1- حضور محرم لها او امراة ثقة
2- عدم وجود امراة طبيبة مختصة في هذا النوع من المرض
3- ألا يكون المعالج ذميا كافرا في حال وجود البديل المسلم المختص
4- ان يكون الطبيب مأمونا
5- عدم وجود الفتنة في تلاقي المراة مع الطبيب بشكل من اشكال الفتنة
6- ان يكون الكشف بقدر الحاجة الى تشخيص المرض
واما بالنسبة لتداوي المراة عند رجل في حال الضرورة المبينة اعلاه والمقيدة بتلك الشروط
فلايجب عليها الغسل في حال ادخل جهازا او يده او ما شابه في تطبيبها
وانما عليها الوضوء فقط .
والله اعلم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين