بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد :
اولا : أعتذر عن التأخر في الرد لأني كنت مسافرا
ثانيا : اعلمي اختي ان الحديث الموضوع هو الحديث المكذوب المختلق الذي لم يقله النبي صلى الله عليه وسلم ، وانما نسب اليه لاسباب عديدة
وللموضوع علامات يعرفه بها اهل الحديث بارك الله فيهم واجزل مثوبتهم
ثالثا : حكم رواية الموضوع او تداوله في الايميل او النشرات او الكتب :
يقول الامام ابو عمرو بن الصلاح رحمه الله في مقدمته المعتمدة المشهورة :
((اعلم أن الحديث الموضوع شر الأحاديث الضعيفة، ولا تحل روايته لأحد علم حاله في أي معنى كان، إلا مقروناً ببيان وضعه. بخلاف غيره من الأحاديث الضعيفة التي يحتمل صدقها في الباطن، حيث جاز روايتها في الترغيب والترهيب.)) انتهى
ويقول الامام ابن كثير رحمه الله في الباعث الحثيث :
((فلا تجوز روايته لأحد من الناس، إلا على سبيل القدح فيه، ليحذره من يغتر به من لجهلة والعوام والرعاع )) انتهى
ويقول الامام النووي رحمه الله في شرحه على مسلم :
(( يَحْرُم رِوَايَة الْحَدِيث الْمَوْضُوع عَلَى مَنْ عَرَفَ كَوْنَهُ مَوْضُوعًا أَوْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ وَضْعُهُ فَمَنْ رَوَى حَدِيثًا عَلِمَ أَوْ ظَنَّ وَضْعَهُ وَلَمْ يُبَيِّنْ حَالَ رِوَايَتِهِ وَضْعَهُ فَهُوَ دَاخِل فِي هَذَا الْوَعِيد ، مُنْدَرِج فِي جُمْلَة الْكَاذِبِينَ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيَدُلّ عَلَيْهِ أَيْضًا الْحَدِيث السَّابِق " مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ " .
وَلِهَذَا قَالَ الْعُلَمَاء : يَنْبَغِي لِمَنْ أَرَادَ رِوَايَة حَدِيث أَوْ ذَكَرَهُ أَنْ يَنْظُر فَإِنْ كَانَ صَحِيحًا أَوْ حَسَنًا قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا أَوْ فَعَلَهُأَوْنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ صِيَغِ الْجَزْمِ وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا فَلَا يَقُلْ : قَالَ أَوْ فَعَلَ أَوْ أَمَرَ أَوْ نَهَى وَشِبْهَ ذَلِكَ مِنْ صِيَغِ الْجَزْم بَلْ يَقُول : رُوِيَ عَنْهُ كَذَا أَوْ جَاءَ عَنْهُ كَذَا أَوْ يُرْوَى أَوْ يُذْكَرُ أَوْ يُحْكَى أَوْ يُقَالُ أَوْ بَلَغَنَا وَمَا أَشْبَهَهُ . وَاَللَّه سُبْحَانه أَعْلَمُ )) انتهى
مما سبق يتبين لنا حرمة رواية الحديث الموضوع الا لبيان وضعه وتحذير الناس منه
فيجب على من روى حديثا ان ينظر في كلام اهل التخريج من المحدثين ليرى حكمهم فيه قبل ان ينقله في مقال او كتاب
وليعلم المقصر في ذلك والمتساهل انه كاذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم داخل في الوعيد الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
((لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبْ عَلَيَّ يَلِجْ النَّارَ)) رواه مسلم
وفي رواية " إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ"
نسال الله العصمة من ذلك
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين