دخل أبو دلامة يوما على أبي جعفر المنصور فأنشده
إني رأيتك في المنام * وأنت تعطيني خياره
مملوءة بدراهم * وعليك تأويل العبارة
فقال له المنصور إمض فأتني بخيارة أملؤها لك دراهم,فمضى بأعظم دباءة توجد فقال: ماهذا؟ قال: يلزمني الطلاق إن كنت رأيت إلا دباءة ولكن نسيت فلما رأيت الدباءة في السوق ذكرتها
*الدباءة هي القرع
*********************
إنفرد المهدي من عسكره فأجتاز برجل على ماء فقال ألك طعام قال نعم وقدم إليه سفرة كانت معه فأكل المهدي ثم غسل يده فقال الرجل أصلحك الله معي شراب فهل لك فيه قال نعم فشرب فلما إنتشى قال للرجل أتعرفني قال لا قال أنا صديق لوزير أمير المؤمنين وسأسأله في أن يسبب لك أسبابا تنتفع بها ثم شرب قدحا ثانيا وقال أتعرف من أنا قال زعمت أنك صديق لوزير أمير المؤمنين فقال أنا وزير أمير المؤمنين ثم شرب ثالثا وقال أتدري من أنا قال قل لكي ارى قال أنا أمير المؤمنين فسد الرجل ركوته ونحاها ناحية فقال له المهدي مالك عجلت برفعها قال شربت ثلاتة أقداح فإدعيت الخلافة فلا آمن إن شربت الرابعة أن تدعي النبوءة فضحك المهدي وأدركته الخيل فجعلوا يترجلون ويسلمون عليه بالخلافة فلما تيقن الرجل الأمر إقترب منه وقال له ما رأيت أصدق منك في دعواك وإن إدعيت الرابعة فأنا أول مؤمن بك فضحك المهدي منه وأمر له بصلة
***********************
قال المدائني كان لأبي الأسود الدؤلي دكان إلى صدر الرجل يجلس فيه وحده ويضع بين يديه مائدة ويدعو إليها كل من يمر به وليس لأحد أن يجلس فينصرفون عنه وكان أبخل الناس فمر به صبي من الأنصار فقال له أبو الأسود هلم إلى الغداء يا فتى فأتى فتناول المائدة فوضعها على الأرض ثم قال يا أبا الأسود إن كان لك في الغداء حاجة فأنزل وأقبل الفتى يأكل حتى أتى على جميع ما في المائدة وسقطت آخر الطعام من يده لقمة على الأرض فأخذها وقال لا أدعها للشطان فقال أبو الأسود والله ما تدعها للملائكة المقربين فكيف تدعها للشياطين ثم قال ما إسمك يا فتى قال لقمان قال أهلك أعلم زمانهم إذ سموك بهذا الإسم
************************
ماتت حمادة بنت علي بن عبد الله بن عباس فصار المنصور إلى شفير قبرها ينتظر الجنازة ومعه أبو دلامة فقال له المنصور يعظه ما أعددت لهذه الحفرة يا أبا دلامة فأجاب عمة أمير المؤمنين يؤتى بها الساعة فضحك المنصور حتى سقط في القبر
************************
قال الجاحظ مررت بمؤدب صبيان فإذا هو يعلم صبيا وإذ قال لقمان لإبنه وهو يعظه يا بني< سورة لقمان> لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا <سورة يوسف>وأكيد كيدا فمهل المؤمنين أمهلهم رويدا<سورة الطارق> فقلت له يا هذا أدخلت سورة في سورة فقال إن كان أبوه يدخل شهرا في شهر ولا يعطيني أجري فأنا أدخل سورة في سورة فلا أنال أجرتي ولا الصبي يتعلم
******************************
كان معن بن زائدة في رحلة صيد فأعترضه أحد الأعراب فشاركه طعامه ثم سأله معن عن وجهته فقال الأعرابي إني قاصد الأمير معن بن زائدة لما بلغني من كرمه راجا عطيته وقد أحضرت معي فأل قثاء أهديه إياه فقال له معن وكم أملت منه فقال ألف دينار أستعين بها على حوائجي فقال له معن فإن قال لك كثير قال أقول خمسمائة دينار قال فإن قال كثير قال أقول مائتين قال فإن قال كثير قال ليس أقل من مائة قال فإن قال كثير قال ليس إلا أن أجمع قوائم حماري فأجعلها في فيه وأرجع إلى بلدي خائبا ثم سار الأعرابي حتى وافى مجلس الأمير معن فدخل عليه فلم يعرفه لبهرج المجلس فسلم عليه وأهداه القثاء فقال له معن سائلا كم أملت منا يا أعرابي فقال ألف دينار أستعين بها على حوائجي فرد معن هذا كثير فقال الأعرابي في نفسه ما أشأم الرجل علي يقصد معنا حينما إعترضه وقال خمسمائة دينار فقال معن كثر قال مائتين فقال معن كثير فقال ليس أقل من مائة فقال معن كثير ولم يتمالك نفسه من الضحك فتفرس فيه الأعرابي مليا فعرفه وقال له أيها الأمير الحمار مربوط بالخارج فضحك معن حتى إستلقى على ظهره وقال له أتركه مكانه ولك ما طلبت وأمر له بجميع المبلغ التي ذكرها ووصله بصلة سنية