مـنـتـديات الـمـجـالـس الإيـمـانـيـة
عزيزي الزائر ، منتديات المجالس الإيمانية ترحب بك
وتتشرف وتسعد بانظمامك .
مـنـتـديات الـمـجـالـس الإيـمـانـيـة
عزيزي الزائر ، منتديات المجالس الإيمانية ترحب بك
وتتشرف وتسعد بانظمامك .
مـنـتـديات الـمـجـالـس الإيـمـانـيـة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـنـتـديات الـمـجـالـس الإيـمـانـيـة

حـيـاة الـقـلـوب و نـمـاء الإيـمـان
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
"°°" اللهم أني أسألك أن تجعل ما وهبتنا مما نحب معونة لنا علي ما تحب وما زويت عنا مما نحب ، فاجعله فراغاً لنا فيما تحب "°°" اللهم لا تجعل أنسنا إلا بك ، ولا حاجتنا إلا إليك ، ولا رغبتنا إلا في ثوابك والجنة. وصلي الله وسلم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين "°°"

 

 الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :

اذهب الى الأسفل 
+4
المخضرم 97
الذهبي
أبو البراء
همسه
8 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
همسه
عضو جديد



الجنس : انثى
عدد الرسائل : 3
العمل/الترفيه : 'طالبه
المزاج : القرأن
نقاط : 5567
تاريخ التسجيل : 19/02/2009

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالأربعاء فبراير 25, 2009 2:52 am

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
-------------------------------
الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :
------------------------------------------------------------------------------------
أولاً : أنه لم يكن من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من سنة خلفائه . وما كان كذلك فهو من البدع الممنوعة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة

والاحتفال بالمولد محدث أحدثه الشيعة الفاطميون بعد القرون المفضلة لإفساد دين المسلمين . ومن فعل شيئاً يتقرب به إلى الله تعالى لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يأمر به ، ولم يفعله خلفاؤه من بعده ، فقد تضمن فعله اتهام الرسول بأنه لم يبين للناس دينهم ، وتكذيب قوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) المائدة/3 لأنه جاء بزيادة يزعم أنها من الدين ولم يأت بها الرسول صلى الله عليه وسلم .


ثانياً : في الاحتفال بذكرى المولد تشبه بالنصارى ، لأنهم يحتفلون بذكرى مولد المسيح عليه السلام والتشبه بهم محرم أشد التحريم ، ففي الحديث النهي عن التشبه بالكفار ، والأمر بمخالفتهم ، ففد قال صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) أخرجه أحمد 2/50 ، وأبو داود 4/314 ، وقال : ( خالفوا المشركين ) أخرجه مسلم 1/222 رقم 259 ، ولا سيما فيما هو من شعائر دينهم .

ثالثاً : أن الاحتفال بذكرى مولد الرسول مع كونه بدعة وتشبهاُ بالنصارى وكل منهما محرم فهو كذلك وسيلة إلى الغلو والمبالغة في تعظيمه حتى يفضي إلى دعائه والاستعانة به من دون الله ، كما هو الواقع الآن من كثير ممن يحييون بدعة المولد ، من دعاء الرسول من دون الله ، وطلب المدد منه ، وإنشاد القصائد الشركية في مدحه كقصيدة البردة وغيرها ، وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن الغلو في مدحه فقال : ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده ، فقولوا عبد الله ورسوله ) أخرجه البخاري 4/142 رقم 3445 ، الفتح 6/551 ، أي لا تغلوا في مدحي وتعظيمي كما غلت النصارى في مدح المسيح وتعظيمه حتى عبدوه من دون الله ، وقد نهاهم الله عن ذلك بقوله : ( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ) النساء/171

رابعاً : إن إحياء بدعة المولد يفتح الباب للبدع الأخرى والاشتغال بها عن السنن ، ولهذا تجد المبتدعة ينشطون في إحياء البدع ويكسلون عن

السنن ويبغضونها ويعادون أهلها ، حتى صار دينهم كله ذكريات بدعية وموالد ، وانقسموا إلى فرق كل فرقة تحيي ذكرى موالد أئمتها ، كمولد البدوي وابن عربي والدسوقي والشاذلي ، وهكذا لا يفرغون من مولد إلا يشتغلون بآخر ، ونتج عن ذلك الغلو بهؤلاء الموتى وبغيرهم ودعائهم من دون الله ، واعتقادهم أنهم ينفعون ويضرون حتى انسلخوا من دين الله وعادوا إلى دين أهل الجاهلية الذين قال الله فيهم : ( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) يونس/18 ، وقال تعالى : ( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) الزمر/3 :

هذا ، وقد يتعلق من يرى إحياء هذه البدعة بشبه أوهى من بيوت العنكبوت ، ويمكن حصر هذه الشبه فيما يلي


- دعواهم أن في ذلك تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم :

والجواب عن ذلك أن نقول : إنما تعظيمه صلى الله عليه وسلم بطاعته وامتثال أمره واجتناب نهيه ومحبته صلى الله عليه وسلم ، وليس تعظيمه بالبدع والخرافات والمعاصي ، والاحتفال بذكرى المولد من هذا القبيل المذموم لأنه معصية ، وأشد الناس تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم هم الصحابة رضي الله عنهم ، كما قال عروة بن مسعود لقريش : ( أي قوم ، والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله إن رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمداًُ صلى الله عليه وسلم ، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوءه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدّون النظر إليه تعظيماً له ) البخاري 3/178 رقم 2731 ، 2732 ، الفتح : 5/388 ، ومع هذا التعظيم ما جعلوا يوم مولده عيداً واحتفالاً ، ولو كان ذلك مشروعاً ما تركوه .

- الاحتجاج بأن هذا عمل كثير من الناس في كثير من البلدان :

والجواب عن ذلك أن نقول : الحجة بما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، والثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم النهي عن البدع عموماً ، وهذا منها ، وعمل الناس إذا خالف الدليل فليس بحجة وإن كثروا : ( ولا تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) الأنعام/116 ، مع أنه لا يزال بحمد الله في كل عصر من ينكر هذه البدعة ويبين بطلانها ، فلا حجة بعمل من استمر على إحيائها بعد ما تبين له الحق . .
- يقولون : إن في إقامة المولد إحياءً لذكرى النبي صلى الله عليه وسلم .

والجواب عن ذلك أن نقول : إن ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم تتجدد مع المسلم ، ويرتبط بها المسلم لكما ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم في الآذان والإقامة والخطب ، وكلما ردد المسلم الشهاتين بعد الوضوء وفي الصلوات ، وكلما صلى على النبي صلى الله عليه وسلم في صلواته وعند ذكره ، وكلما عمل المسلم عملاً صالحاً واجباً أو مستحباً مما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه بذلك يتذكره ويصل إليه في الأجر مثل أجر العامل .. وهكذا المسلم دائماً يحيي ذكرى الرسول ويرتبط به في الليل والنهار طوال عمره بما شرعه الله ، لا في يوم المولد فقط وبما هو بدعة ومخالفة لسنته ، فإن ذلك يبعد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويتبرأ منه

والرسول صلى الله عليه وسلم غني عن هذا الاحتفال البدعي بما شرعه الله له من تعظيمه وتوقيره كما في قوله تعالى : ( ورفعنا لك ذكرك ) الشرح/4 ، فلا يذكر الله عز وجل في أذان ولا إقامة ولا خطبة وإلا يذكر بعده الرسول صلى الله عليه وسلم وكفى بذلك تعظيماً ومحبة وتجديداُ لذكراه وحثاً على اتباعه .

والله سبحانه وتعالى لم ينوه في القرآن بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإنما نوه ببعثته ، فقال : ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم ) آل عمران/124 ، وقال : ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم ) الجمعة/2

وجمع القرآن في كتاب واحد له أصل في الشرع ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابة القرآن لكن كان مكتوباً متفرقاُ ، فجمعه الصحابة في كتاب واحد حفظأً له
قد يقولون : إن الاحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم ينبئ عن محبته فهو مظهر من مظاهرها ، وإظهار محبته صلى الله عليه وسلم مشروع !

والجواب أن نقول : لا شك أن محبته صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم أعظم من محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين - بأبي وأمي صلوات الله وسلامه عليه - ولكن ليس معنى ذلك أن تبتدع في ذلك شيئاً لم يشرعه لنا ، بل محبته تقتضي طاعته واتباعه ، فإن ذلك من أعظم مظاهر محبته ، كما قيل


لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحبّ لمن يحب مطيع
فمحبته صلى الله عليه وسلم تقتضي إحياء سنته ، والعض عليها بالنواجذ ، ومجانبة ما خالفها من الأقوال والأفعال ، ولا شك أن كل ما خالف سنته فهو بدعة مذمومة ومعصية ظاهرة ، ومن ذلك الاحتفال بذكرى مولده وغيره من البدع ، وحسن النية لا يبيح الابتداع في الدين ، فإن الدين مبني على أصلين : الإخلاص والمتابعة ، قال تعالى : ( بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) البقرة / 112 ، فإسلام الوجه لله الإخلاص لله ، والإحسان هو التابعة للرسول وإصابة السنة .

هذا ونسأل الله أن يرزقنا التمسك بكتابه وسنة رسوله إلى يوم نلقاه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو البراء
عضو جديد
أبو البراء


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 49
العمل/الترفيه : أشكو إلى الله ذنوبي
المزاج : عبد فقير إلى الله
نقاط : 5813
تاريخ التسجيل : 11/06/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالأربعاء فبراير 25, 2009 7:06 am

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وبعد :
بداية أقول هذه مسالة خلافية اختلف فيها العلماء قديما وحديثا وعليه ينبغي ترك الانكار المؤدي الى التفرقة كما نرى في هذه الايام
أما قولك : (( أولاً : أنه لم يكن من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من سنة خلفائه . وما كان كذلك فهو من البدع الممنوعة ))

هذا ليس دليلا على تحريم الاحتفال بالمولد , فليس كل شيء تركه رسول الله يكون بدعة !!!
فلو كان كذلك لكان كل شيء تركه رسول الله بدعة ومنه تركه لاكل الضب , هل اكل الضب بدعة ؟؟؟

و قال الشافعي رضي الله عنه: (( كل ما له مستند من الشرع فليس ببدعة ولو لم يعمل به السلف، لأن تركهم للعمل به قد يكون لعذر قام لهم في ذلك الوقت، أو لما هو أفضل منه، أو لعله لم يبلغ جميعهم علم به )) .

فمن زعم تحريم شيء بدعوى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يفعله فقد ادعى ما ليس له دليل وكانت دعواه مردودة.
ونحن نقول: بناء على القاعدة التي انتشرت في زماننا هذا وهي أن من أحدث ما لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو صحابته فقد ابتدع في الدين فإننا نجد أن الذين يؤمنون بهذه القاعدة قد فعلوا أموراً في الدين لم يفعلها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهي على سبيل المثال لا الحصر:
( جمع الناس على إمام واحد لأداء صلاة التهجد بعد صلاة التراويح في الحرمين الشريفين وغيرهما من المساجد. وقراءة دعاء ختم القرآن في صلاة التراويح وكذلك في صلاة التهجد. و تخصيص ليلة (27) أو (29) لختم القرآن في الحرمين. و قول المنادي بعد صلاة التروايح: (صلاة القيام أثابكم الله).
إلى غير ذلك مما لايتسع المجال لذكره. ومع ذلك فنحن لا ننكر هذه الأشياء إلا أنها من البدع الحسنة التي ينكر بعضهم على من يفعل أمثالها ثم يجيزونها لأنفسهم

اما قولهم لم يفعله السلف فليس صحيحا فقد ثبت ان الصحابة فعلوا ما يقرب منه

روى الشافعي أن عمر بن الخطاب في عهده دخل المسجد فوجد حسان بن ثابت ينشد الشعر في مدح الرسول ..
فقال : حسان أشعر في مسجد رسول الله ؟
فقال : لقد أنشدته عند من هو خير منك ياعمر .. ثم التفت إلى أبي هريرة وقال : أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
اللهم أيده بروح القدس ..
فقال: نعم ، فقال: فاتخذوا لحسان منبر في المسجد ينشد الشعر في مدح رسول الله " هذا دليل على أن الصحابه مدحوا رسول الله بعد وفاته ، واعتراض سيدنا عمر على الشعر لم يكن اعتراضاً على مدح رسول الله أو على الشعر إنما كان اعتراضاً على المكان الذي يُنشد فيه ، ألا وهو المسجد
.. والله أعلم .


قولك : (( والاحتفال بالمولد محدث أحدثه الشيعة الفاطميون بعد القرون المفضلة لإفساد دين المسلمين )) هذا مما لم يصيبو فيه بل الصحيح ما قاله الامام ابن كثير في البداية والنهاية :
("..الملك المظفر أبو سعيد كوكيري، أحد الأجواد والسادات الكبراء والملوك الأمجاد، له آثار حسنة (وانظر إلى قوله آثار حسنة) وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان مع ذلك شهما ً شجاعاً فاتكاً عاقلاً عالماً عادلاً، رحمه الله وأحسن مثواه.." إلى ان قال "..وكان يصرف في المولد ثلاثمئة ألف دينار") اهـ.
ولاحظوا كيف أن ابن كثير رحمه الله قال (( كان يعمل المولد الشريف )) !!!
فمن احدثه ملك مسلم أثنى عليه ابن كثير وغيره من اهل العلم رحمه الله تعالى , لا كما قيل !!!

قولك (( ومن فعل شيئاً يتقرب به إلى الله تعالى لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يأمر به ، ولم يفعله خلفاؤه من بعده ، فقد تضمن فعله اتهام الرسول بأنه لم يبين للناس دينهم ، وتكذيب قوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) المائدة/3 لأنه جاء بزيادة يزعم أنها من الدين ولم يأت بها الرسول صلى الله عليه وسلم ))

أقول هنا هل نسطيع هنا أن نقول عن كل من علي و ابن عباس وابن عمر وعيرهما ممن احدثوا امورا لم يفعلها رسول الله أنهم أصحاب بدع ؟؟؟؟
1 - الصلاة على النبي:
صلى الله عليه وآله وسلم التي أنشأها سيدنا علي رضي الله عنه وكان يُعلمها الناس. ذكرها سعيد بن منصور وابن جرير قي تهذيب الآثار وابن أبي عاصم ويعقوب بن شيبة في أخبار علي، والطبراني وغيرهم عن سلامة الكندي , والهيثمي في مجمع الزوائد والطبراني في الأوسط وهي ( اللهم يا داحي المدحوات ....) وله رضي الله عنه دعاء آخر أورده الحافظ في الفتح في كتاب التفسير وقال رواه الطبراني من طريق فاطمة بنت علي عليهم السلام. قالت كان أبي يقول : ( يا كهيعص أغفر لي ), ومن علي أبن طلحه عن أبن عباس قال ( كهيعص قسم أقسم الله به وهو من أسمائه) فلعله أخذ ذلك عن علي رضي الله عنه, وغيرهم عن سلامة الكندي

2 - - ما زاده ابن مسعود في التشهد:
بعد (ورحمة الله وبركاته) كان يقول: السلام علينا من ربنا. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ورجال الصحيح كما في مجمع الزوائد

3 - زيادة عبدالله بن عمر البسملة في أول التشهد: وكذلك مازاده في التلبية بقوله:
"لبيك وسعديك والخير بيديك والرغباء إليك والعمل.." وهو مبسوط في صحيح البخاري، ومسلم، الخ من زيادة الصحابة وعلماء وفضلاء الأمة.
كل هؤلاء وغيرهم من الصحابة ابتدعوا أشياء رأوها حسنة لم تكن في عهد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وهي من العبادات. فما رأيكم ؟؟
وغيرها كثير لا يتسع المقام لذكره , أنغتبر أولئم الصحابة أهل بدع لأنهم فعلوا ما لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكونون بذلك زادوا في الدين ما ليس منه ؟؟؟؟

قولك : ( في الاحتفال بذكرى المولد تشبه بالنصارى ، لأنهم يحتفلون بذكرى مولد المسيح عليه السلام والتشبه بهم محرم أشد التحريم )
هذا من عجيب القول كيف يجعل مسلم موحد اذا احتفل بميلاد رسول الله متشبها بالنصارى !!!
ومن هو الذي أباح الاحتفال بالمولد , وعلى أي اساس ؟؟؟
اليكم بعض اسماء العلماء الذين اباحوه :
(( الامام السخاوي , الامام ابن شامة سيخ النووي , العلامة القسطلاني , الإمام بن عياد , الإمام السيوطي , الحافظ أبو الفضل ابن حجر العسقلاني , والإمام الحافظ وجيه الدين بن علي بن الديبع الشيباني الزبيدي , الإمام العالم ابن دحية , الإمام شمس الدين بن ناصر الدمشقي , الإمام الحافظ شمس الدين ابن الجزري , الإمام الحافظ العراقي , الحافظ ملا علي قاري , الامام ابن كثير ))

كلام الحافظ أبى الفضل ابن حجر العسقلاني في عمل المولد
وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه:
أصل عمل المولد بدعة لم ينقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة ، ولكنها مع ذلك فقد اشتملت على محاسن وضدها فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا. قال : وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ، فسألهم فقالوا هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكراً لله تعالى. فيستفاد منه فعل الشكر لله تعالى على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة والشكر لله تعالى يحصل بأنواع العبادات كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو نبي الرحمة في ذلك اليوم.وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى عليه السلام في يوم عاشوراء ، ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم في الشهر بل توسع قوم فنقلوه إلي يوم من السنة وفيه ما فيه فهذا ما يتعلق بأصل عمله .

الشيخ ابن تيمية:
قال في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم) طبعة دار الحديث/ ص 266 السطر الخامس من الأسفل ما نصه: "وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما محبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيماً له، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد.
وقال: "فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضى له، وعدم المانع منه" ا هـ.


فابن تيمية رحمه الله مع تحريمه للاحتفال عذر بعض ممن يحتفل بالمولد اذا كان فعلهم محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وقد يثيبهم الله على هذه المحبة
ونسأل الله من أؤلئك الذين يدّعون اتباعهم لابن تيمية ان يتخلقوا باخلاقه في عذر المسلمين فيما يذهبون اليه !!!
أقول هل غفل هؤلاء العلماء عن هذه الشبهة وفطن له بعض المعاصرين اليوم ؟؟؟
هل فتاوي هؤلاء الائمة الخفاظ تشجيع للناس للتشبه بالنصارى ؟؟؟
أخيرا نقول كما قلنا في مرات سالفة , هذه مسألة خلافية ولا يجوز الانكار واتهام المسلمين بدينهم لانهم فعلوا مسالة اختلف فيها المجتهدون الذين شهدت لهم الامة بالقبول ,
فلسنا هنا لنفرض رايا على غيرنا , وانما ليعذر بعضنا بعضا
والله تعالى الموفق



عدل سابقا من قبل أبو البراء في الجمعة فبراير 27, 2009 9:29 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الذهبي
الادارة
الادارة
الذهبي


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 1088
العمل/الترفيه : العمل
المزاج : جراح الامة
نقاط : 6183
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالأربعاء فبراير 25, 2009 10:08 am


الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

وبعد:

فقد أرسل إلي سائل - اعتراضاًً لبعض المتحمسين لبدعة المولد، على من يحرم هذه البدعة من العلماء المحققين، وقد تضمن كلام المعترض، خلطاً في المسائل والدلائل، وخروجاً عن موضع النزاع، واستدلالاً بأمور لا يصح الاستدلال بها، إما بسبب ضعف طريق الثبوت، أو خطأ في وجه الدلالة، مع ما في اعتراضه من الخروج عن حدود الأدب، وادعاء أمور لم يقلها القائلون بأن المولد بدعة، وهم عامة علماء أهل السنة.

كما أوهم المعترض أن القائلين بتحريم المولد، يتّهمون من يفعل هذه البدعة، بأنهم زنادقة، لأن أول من أحدث هذه البدعة هم زنادقة الباطنية الفاطميين.

مع أنه ليس ثمة تلازم بين الأمرين، فكثير من العادات المنتشرة بين المسلمين اليوم، أصلها من عادات النصارى وقد وقع فيها المسلمون، كما ورد في الحديث قال صلى الله عليه وسلم:
«لتتبعن سنن الذين من قبلكم» [رواه مسلم] متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، مع أنه لا يحكم على من قلد النصارى في تلك العادات بأنه صار نصرانياً، فكذلك لا يحكم على من قلد زنادقة الفاطميين في بدعة المولد بأنه زنديق.

كما أنه لا تلازم بين وقوع الشخص في البدعة، وكونه ضالاً آثماً، فقد ذكر العلماء أن الفاضل قد يفعل البدعة، ويكون مأجوراً على نيته، وحسن قصده، معذوراً بتأويله، والبحث ليس في حكم من يفعل المولد، وإنما في حكم فعله في حد ذاته، هل هو موافق لقواعد الشرع، متفق مع نصوصه، أم بدعة وإحداث في الدين. وأما الحكم على فاعله فهذا قد يكون مأجوراً، وقد يكون مأزوراً، وقد يكون معذوراً بجهله، وقد يكون رجلاً صالحاً أخطأ في اجتهاده، وقد يكون زنديقاً؛ فليس البحث في هذا أصلاً.

كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكذلك ما يحدثه بعض الناس، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له، والله قد يثيبهم على المحبة والاجتهاد، لا على البدع من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً مع اختلاف الناس في مولده، فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيراً محضاً، أو راجحاً، لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا". (اقتضاء الصراط 295).

ومن عجائب المعترض أنه زعم أن الإمام ابن كثير أثنى على أحد الملوك لعمله المولد، ثم جعل ثناء ابن كثير عليه، مناقضاً لقول من قال من العلماء إن أول من أحدث الاحتفال بالمولد النبوي هم الزنادقة الفاطميون العبيديون في المائة الرابعة.

قال المعترض: قال ابن كثير: "الملك المظفر أبو سعيد كوكيري، أحد الأجواد والسادات الكبراء والملوك الأمجاد، له آثار حسنة (وانظر إلى قوله آثار حسنة) وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان مع ذلك شهماً شجاعاً فاتكاً عاقلاً عالماً عادلاً، رحمه الله وأحسن مثواه.." إلى أن قال: "..وكان يصرف في المولد ثلاثمائة ألف دينار"

فانظر رحمك الله إلى هذا المدح والثناء عليه من ابن كثير إذ أنه وصفه بأنه عالم، عادل، شهم، شجاع، إلى قوله: رحمه الله وأحسن مثواه، ولم يقل: زنديق، فاجر، فاسق، مرتكب الفواحش والموبقات" انتهى كلام المعترض.

والجواب:

أن الإمام ابن كثير في كتابه البداية والنهاية، ينقل التاريخ، ولا يعني نقله لحدث تاريخي، أنه يقرّ ما فيه، وأما ثناؤه على صفات الملك الحميدة، فلا يتناقض مع كون المولد بدعة، فالشخص قد يجمع بين الصواب و الخطأ، والسنة والبدعة.

وهذا الملك (كوكبري) كانت لديه بدع أخرى أيضاً، كما قال ابن كثير في المصدر نفسه: "ويعمل للصوفية سماعاً من الظهر إلى الفجر يرقص بنفسه معهم". انتهى، مع ما له أيضاً من الخير والإحسان والبر والجهاد.

هذا مع أنه قد يمدح بعض الملوك أو السلاطين لأعمال يقومون بها، هي مذمومة لو فعلها غيرهم، والبدعة قد يفعلها جهلة الملوك، بحسن قصد، فيثابون على قصدهم الحسن، وإن كان ما فعلوه بدعة يجب النهي عنها.

كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم، لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قدمت لك أنه يحسن من بعض الناس، ما يستقبح من المؤمن المسدد، ولهذا قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء: إنه أنفق على مصحف ألف دينار، ونحو ذلك فقال دعه، فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب، أو كما قال، مع أن مذهبه: أن زخرفة المصاحف مكروهة، وقد تأول بعض الأصحاب أنه أنفقها في تجديد الورق والخط". (اقتضاء الصراط ص 297).

فحتى لو فرض أن الإمام ابن كثير أثنى على الملك الذي احتفل بالمولد، فلما يتضمنه ذلك من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته - وهذا قليل في الملوك -، فحسّن من هذا الوجه الثناء به على ذلك الملك، وإن كان قد يستقبح من المؤمن المسدد، مع أن هذا لا يعني إقرار الإمام ابن كثير بدعة المولد، بل ثناؤه كان على حسن قصد الملك، لا على بدعة المولد.

هذا وقد اتفق السلف الصالح على ذم البدع، والنهي عنها والتحذير منها، وأما ما ورد عن بعض الصحابة أو العلماء من استحسان بعض البدع، فالمقصود الإطلاق اللغوي، وليس المعنى الشرعي. وقال ابن رجب: "فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه، فهو ضلالة والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع، فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية. فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لمّا جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد، وخرج ورآهم يصلون كذلك، فقال: "نعمت البدعة هذه ". (جامع العلوم والحكم ص 252).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "كل ما لم يشرع من الدين فهو ضلالة، وما سمي بدعة، وثبت حسنه، بأدلة الشرع فأحد الأمرين فيه لازم، إما أن يقال ليس ببدعة في الدين، وإن كان يسمى بدعة من حيث اللغة كما قال نعمت البدعة هذه". (مجموع الفتاوى 10/471 ـ 22/ 234).

وقال الشاطبي في معرض رده على المستحسن للبدع بقول عمر رضي الله عنه، فقال: "إنما سماها بدعة باعتبار ظاهر الحال من حيث تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتفق أن لم تقع في زمان أبي بكر رضي الله عنه، لأنها بدعة في المعنى" (الاعتصام 1/195).

وكذلك قصد الشافعي عندما قال: "المحدثات من الأمور ضربان: ما أحدث يخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً، فهذه البدعة ضلالة، وما أحدث لا خلاف فيه لواحد من هذا، فهذه محدثة غير مذمومة، قد قال عمر رضي الله عنه في قيام رمضان "نعمت البدعة هذه"، يعني إنها محدثة لم تكن، وإن كانت فليس فيها رد لما مضى". (ابن عساكر في تبيين كذب المفتري ص 97).

يقصد البدعة في اللغة، وليس الإحداث في الدين، ويدل على هذا أن الإمام الشافعي نفسه يقول: "وهذا يدل على أنه ليس لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول إلا بالاستدلال، إلى أن قال: ولا يقول بما استحسن، فإن القول بما استحسن شيء يحدثه لا على مثال سبق". (الرسالة 504) .

وأما الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله، الذي قسم البدع إلى خمسة أقسام، واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة، فهو إنما نظر إلى العمل من حيث وجه الإحداث فيه، وكونه أمراً مبتدأ، سواء كان عبادة أو غيرها، ولهذا فقد أدخل المصالح المرسلة في هذا التقسيم. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة» [رواه أبو داود]، قاعدة كلية عامة تستغرق جميع جزيئات وأفراد البدع، لأن لفظ كل من ألفاظ العموم، وقد ذكر أهل اللغة أن فائدة لفظ كل هو رفع احتمال التخصيص إذا جاء مضافاً إلى نكره، أو جاء للتأكيد.

ولأن كل عند أهل اللغة والأصول لا تدخل إلا على ذي جزئيات وأجزاء، ومدلولها في الموضعين الإحاطة بكل فرد من الجزئيات أو الأجزاء.

ولأنها إذا أضيفت إلى نكره كما في قوله تعالى:
{كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ } [سورة الطور:21] و {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ} [سورة القمر:52] و {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ} [ سورة الإسراء:13] و {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [سورة العنكبوت:57] فإنها تدل على العموم المستغرق لسائر الجزئيات، وتكون نصاً في كل فرد دلت عليه تلك النكرة، مفرداً كان أو تثنيةً أو جمعاً، ويكون الاستغراق للجزئيات بمعنى أن الحكم ثابت لكل جزء من جزيئات النكرة، وإذا طبقنا هذا على حديث : «كل بدعة ضلالة» [رواه أبو داود] فإنه يعني أنه لا يمكن أن تخرج أي بدعة عن وصف الضلال، كما لا تخرج أي نفس عن كونها ذائقة الموت، وكل إنسان عن كونه طائره في عنقه.

وأما ما نقله - المعترض - من أن بعض العلماء قسموا البدع إلى حسنة وسيئة على غير معنى اللغوي بالبدعة، فلا حجة في قول أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، بل الحجة في كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك احتجاجه بقول من قال بجواز الاحتفال بالمولد - مثل الإمام السيوطي وغيره - لا حجة فيه، بل هو مخالف للأدلة، وما كان عليه الصحابة، والقرون المفضلة، ولا يلزم من ذلك الطعن على من أجازه من العلماء، ورميهم بالبدعة والضلالة، كما تقدم إيضاح ذلك.

والبدع أقسام:

- منها بدع اعتقادية: كإنكار القدر وتعطيل الصفات أو تأويلها، وجعل الإيمان مجرد القول والاعتقاد ونحو ذلك.

- ومنها بدع قلبية: كالخوف من صاحب القبر الفلاني، ورجائه أو الخشية منه ونحو ذلك.

- ومنها بدع قولية: كالذكر المبتدع عند الصوفية ودعاء الموتى والاستغاثة بالمقبورين ونحو ذلك.

- ومنها بدع بدنية: كصلاة الرغائب، والجثو أو السجود للولي الفلاني، وقصد المشاهد والمقامات المبتدعة، وإقامة الموالد ونحو ذلك.

- ومنها بدع مالية: كإخراج الخمس للإمام عند الرافضة والإسماعيلية والإنفاق على بناء الأضرحة وتشييدها ونحو ذلك.

ومن عجائب ما ذكره المعترض، أنه قرر أن كل ما له أصل في الشرع، فلا يكون بدعة بحال من الأحوال، وهذا يعود بالأبطال على قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة» [رواه أبو داود] لأن غالب أصحاب البدع إنما يستدلون بما له أصل في الشرع، ولكنهم ينزلون النصوص غير منازلها، كما قال تعالى: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ} [سورة آل عمران:7].

ومن الأمثلة على هذا ما أحدثته الطرق الصوفية من الأذكار والصلوات التي ما أنزل الله بها من سلطان، زاعمين أن أصل ذلك موجود في الشرع، وهو الآيات والأحاديث التي ندبت إلى ذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

- فأحدثوا صلاة أحمد البدوي: "اللهم صل على نور الأنوار، وسر الأسرار ، وترياق الاغيار". (أفضل الصلوات ص 84).

- وصلاة الدسوقي: "اللهم صل على الذات المحمدية، اللطيفة الأحدية ، شمس سماء الأسرار، ومظهر الأنوار، ومركز مدار الجلال، وقطب فلك الجمال". (المصدر السابق ص 85).

- وصلاة محي الدين بن عربي: "اللهم أفض صلة صلواتك، على أول التعينات المفاضة من العماء الرباني، وآخر التنزلات المضافة إلى النوع الإنساني، المهاجر من مكة، كان الله ولم يكن معه شيء ثاني .... ". (المصدر السابق 86) .

- وصلاة الشاذلي، وصلاة البكري، والصلوات الزاهرة: "اللهم صل على الجمال الأنفس، والنور الأقدس، والحبيب من حيث الهوية، والمراد في اللاهوتية ...". (المصدر السابق ص 131).

وهكذا فتحوا الباب لكل بدعة وبلاء، فابتدعت كل طائفة المحدثات، وضيعوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم بين تلك الأهواء. وابتدعوا لهم طرقاً صوفية، اتخذوا فيها دين الله تعالى هزواً ولعباً، وصار ذكر الله تعالى، صياح وزعيق كزعيق المجانين، مثل الطريقة النقشبدنية التي أحدثت أسرع طريقة ذكر للوصول إلى الجذبة ( أي يجذبه الله تعالى إليه). وخلاصتها: يدير المريد وجهه إلى اليمين حتى يصبح ذقنه فوق كتفه اليمنى، ويلفظ كلمة (لا) ثم يدير وجهه بسرعة إلى الإمام ويضع ذقنه على صدره، ويلفظ كلمة (إله)، ثم يدير وجهه بسرعة أيضاً إلى اليسار، حتى تكون ذقنه فوق كتفه اليسرى، ويلفظ كلمة (إلا)، ثم يدير وجهه بسرعة دائماً، إلى الإمام ويضع ذقنه فوق صدره، ويلفظ كلمة ( الله، ويعيد الكرة.. ويقولون إن القيام بهذه العملية واحداً وعشرين مرة، يمكن يوصل إلى الجذبة!!



عدل سابقا من قبل الذهبي في الأربعاء فبراير 25, 2009 10:13 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الذهبي
الادارة
الادارة
الذهبي


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 1088
العمل/الترفيه : العمل
المزاج : جراح الامة
نقاط : 6183
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالأربعاء فبراير 25, 2009 10:12 am

ثم زادوا البدع، فأحدثوا الذكر مع الرقص، ولهذا فالصوفية تنقسم إلى قسمين:

- الصوفية الجالسة.
- والصوفية الراقصة.

والصوفية الجالسة تنقسم إلى قسمين:

- الجالسة الصامتة.
- والجالسة الصائتة.

فالصامتة يقرؤون أورادهم جلوساً صامتين، كالنقشبندية والخوفية، وقد يجهرون بعض الأحيان، وقد يقفون حسب توجيه الشيخ.

والصائتة يقرؤون أصواتهم جلوساً مع الجهر بالصوت، كالتيجانية والنعمتللاهية، وقد يقفون ويرقصون حسب توجيهات الشيخ.

وأما الصوفية الراقصة - وعليها أكثر الطرق وكلها صائتة -، فهم يبدؤون الحضرة في أكثر الأحيان جلوساً، ثم ينهضون للقفز والرقص، وقد يصاحب قفزهم الطبول والزمور والدفوف.

وأحدثت كل طريقة من الطرق، أساليب مبتكرة للرقص والذكر، وانتشر الأمر عليهم، وكثرة الطرق وتفرعت، وتحولت إلى ضلالات وظلمات بعضها فوق بعض.

وكل هذا من شؤم البدع، وما جلبته على المسلمين من الضلال المبين.

والمقصود أن المعترض زعم أن الصحابة رضي الله عنهم قد زادوا في الدين أموراً، مستدلاً بذلك على أن الزيادة فيه جائزة، مما يفتح باب كل بدعة وضلالة، فيزاد في الدين، وينقص، ويبدل بغير ضابط، سوى ظن المبتدع أن فعله راجع إلى أصل شرعي، وكفى بهذا الصنيع ضلالاً مبيناً.

وقد احتج بأن الصدّيق رضي الله عنه جمع المصحف، بأن عثمان رضي الله عنه زاد الأذان الثالث يوم الجمعة، وأن عمر رضي الله عنه أخّر مقام إبراهيم، وأن علياً رضي الله عنه أنشأ صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من عند نفسه، وأن ابن عمر رضي الله عنهما زاد البسملة في التشهد، وزاد في التلبية ألفاظاً، وأن ابن مسعود رضي الله عنه زاد بعد (ورحمة الله وبركاته) في التشهد (السلام علينا من ربنا).

والجواب:

أما جمع الصديق رضي الله عنه للمصحف، و زيادة عثمان رضي الله عنه لآذان الجمعة وتأخير عمر رضي الله عنه للمقام، فإن هذه سنة الخلفاء الراشدين المهديين، الذين أمرنا بالأخذ بسنتهم، فالأخذ بسنتهم أخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فهي مكملة لها، فرع عليها، كما قال صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي» [رواه أحمد والترمذي وأبو داود من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه].

وقد جاء في المدونة (في قطع شجر الحرم) كتاب الحج: قال مالك: "بلغني أن عمر رضي الله عنه لما ولي حج ودخل مكة آخر المقام إلى موضعه، الذي هو فيه اليوم، وكان ملتصقاً بالبيت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعهد أبي بكر وقبل ذلك، وكان قدموه في الجاهلية مخافة أن يذهب به السيل، فلما ولي عمر أخرج أخيوطه كانت في خزانة الكعبة، قد كانوا قاسوا بها ما بين موضعه وبين البيت، إذ قدموه مخافة السيل، فقاسه عمر، فأخّره إلى موضعه اليوم، فهذا موضعه الذي كان في الجاهلية وعلى عهد إبراهيم عليه السلام". انتهى.

فعلى هذه الرواية يكون عمر رضي الله عنه قد ردّ المقام إلى ما كان عليه في زمن إبراهيم عليه السلام، وقد ذكر العلماء أنه أخّره رضي الله عنه لئلا يطأه الناس بأقدامهم، ولتوسعة المكان للطائفين.

وأما ما ورد عن ابن عمر وابن مسعود رضي الله عنهما في صيغ التشهد، فهذا إن صح إسناده، فهو في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والعلماء متفقون على أن جواز كل التشهدات التي وردت عن الصحابة، لأنها كلها ـ إن صح الإسناد ـ محمولة على سماعها من النبي صلى الله عليه وسلم، لأنّ أفعال الصلاة وأقوالها توفيقية، وما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم في ذلك مع صحة إسناده، فهو داخل في هذه القاعدة، وليس هو من الإحداث في الدين.

ومعلوم أن الصحابة كانوا أشد الناس حرصاً على الائتساء بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل أقواله وأفعاله، فكيف بالصلاة التي هي أعظم أركان الدين، فكانوا لا يفعلون شيئاً فيها إلا اقتداء به صلى الله عليه وسلم.

والعجب من استدلال المعترض بأن الصحابة زادوا على صيغ التشهد، على جواز الزيادة في الدين، فهل هو يجيز لكل من يشتهي إضافة صيغة تشهد، أن يضيفها إلى كلام النبي صلى الله عليه وسلم، فتصبح أقوال الصلاة نهبا للأهواء؟! فهذا مخالف لإجماع العلماء، ويقتضي بطلان فائدة قول النبي صلى الله عليه وسلم: «صلوا كما رأيتموني أصلي» [رواه البخاري] وغيره من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.

وأما زعمه المعترض أن علياً رضي الله عنه أنشأ صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من عند نفسه، وعلّمها الناس، فلا يصح ذلك عنه رضي الله عنه، مع أنه -حتى لو صح- فإن ما يعلمه الصحابة للتابعين، في الأمور التي لا مدخل للعقل فيها، هو في حكم الرفع، أي محمول على سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أمر متقرر لا نزاع فيه.

هذا وقد سبق أن أرسل سائل سؤالاً قال فيه: لماذا صار الاحتفال بالمولد بدعة لأنه لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، مع أن تنقيط المصحف أيضاً لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن بدعة، أرجو بيان الفرق؟

والجواب:

من المعلوم أن السنة في تعريف العلماء هي ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو ترك، وزاد من زاد من العلماء الصفة الخَلقية والخُلقية، وتفصيل ذلك في كتب الأصول ومصطلح الحديث.

وهل الترك من الفعل، فيه خلاف، وبعض العلماء يجعل الترك من الفعل، لأن الترك لا يكون سنة إلا إذا كان مقصوداً، وهو الكف عن فعل الشيء، والكف فعل، لأنه امتناع مع قصد، ولهذا قيل الأصح أن يقال الكف، لأنه ترك يتضمن قصداً، وليس مجرد الغفلة عن فعل الشيء.

والكفُّ عن فعل شيء، لا يتحقق إلا بعد وجود الداعي إلى فعله، فيكف الإنسان عن فعله، فيدل على أنه تركه عمداً، قاصداً لتركه.

فإذا كان هذا النوع من التروك من النبي صلى الله عليه وسلم كان من سنته، لأن سنته هي فعل ما فعل، وترك ما تركه قاصداً تركه مع قيام الداعي إلى فعله.

لكنه إن كان في أمور العادات، فلا يستدل بالترك على التحريم، بل على الإباحة، أما إن كان في شأن العبادة، فإن الترك يدل على تحريم الفعل، لان الأصل في العبادات التوقيف، فقد دلت النصوص على أن الله تعالى لا يعبد إلا بما شرع، وسيأتي إيضاح هذه النقطة.

هذا إذا تركه مع وجوده في زمن النبوة، وتوفر الداعي إلى فعله، أما إن لم يتوفر الداعي إلى فعله، أو لم يكن موجوداً في زمنه صلى الله عليه وسلم، فلا يكون مجرد تركه صلى الله عليه وسلم سنة.

مثل تركه الطواف في الطابق الثاني في الحج، ومثل تركه مكبرات الصوت للآذان، فالأول لم يتوفر الداعي إلى فعله، والثاني لم يكن موجوداً في زمنه، ولهذا لم يكن فعل هذا، أو ذاك بدعة.

وبهذا يعلم أنه إن كان الفعل الذي تركه صلى الله عليه وسلم، في شؤون العبادة، فإن تركه إياه يدل على أنه لم يؤذن له في التعبد لله تعالى به، وتعبدنا به إذن، هو البدعة التي قال صلى الله عليه وسلم عنها: «وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة» رواه أحمد وأبو داود والترمذي من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، وقال: «من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه البخاري ومسلم] متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها.

فالبدعة هي التعبد لله تعالى بما ليس على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك يكون -أعني وقوع التعبد على غير الهدي النبوي- بفعل ما تركه النبي قاصداً تركه، مع قيام الداعي إلى فعله.

أوترك ما فعله صلى الله عليه وسلم قاصداً بفعله التقرب إلى الله تعالى وبيان حدود العبادة.

فالقسم الأول هو: فعل ما تركه صلى الله عليه وسلم قاصداً مع قيام الداعي إلى فعله في شؤون العبادة.

والقسم الثاني: ترك ما فعله صلى الله عليه وسلم تقرباً إلى الله تعالى مبيناً حدود العبادة.

ومن الأمثلة على الأول إضافة ألفاظ إلى الأذان، حتى لو كانت أذكاراً مستحبة، كإضافة التسبيح والتحميد، أو إضافة (أشهد أن علياً ولي الله) أو (حي على خير العمل) كما تفعل الرافضة، أو إضافة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم جهراً مع قول المؤذن، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ترك ذلك، مع وجود الداعي إلى فعله، ولكنه تركه، فعلمنا أنه غير متعبد به، وأن فعله يصدق عليه أنه إحداث في الدين.

ومن الأمثلة أيضا إحداث أذان لصلاة العيد، أو لصلاة الكسوف، ونحو ذلك.

ومن الأمثلة على الثاني أي ترك ما فعله صلى الله عليه وسلم، إنقاص الأذان بترك بعض ألفاظه.

وقد يجتمع في البدعة، فعل وترك، وذلك في تغيير هيئة العبادة عما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

مثل ترك الخطبة بعد صلاة العيد، وفعلها قبل صلاة العيد، كما فعل مروان بن الحكم، كما روى أبو داود: أخرج مروان المنبر في يوم عيد فبدأ بالخطبة قبل الصلاة، فقام رجل فقال: يا مروان خالفت السنة، أخرجت المنبر في يوم عيد ولم يكن يخرج فيه وبدأت بالخطبة قبل الصلاة. فقال أبو سعيد الخدري: من هذا؟ قالوا فلان بن فلان، فقال: أما هذا فقد قضى ما عليه؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من رأى منكرا فاستطاع أن يغيره بيده فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» [رواه أبو داود]. ورواه مسلم: ‏أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة ‏ ‏مروان، ‏ ‏فقام إليه رجل فقال: الصلاة قبل الخطبة، فقال: قد ترك ما هنالك، فقال ‏ ‏أبو سعيد: ‏ ‏أما هذا فقد قضى ما عليه. سمعت رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏يقول: «‏من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» [رواه مسلم] وهو في صحيح البخاري بألفاظ أخرى.

ففي هذه المثال، فعلت بدعتان: بدعة ترك، وبدعة فعل؛ بدعة ترك الخطبة بعد صلاة العيد وبدعة فعلها قبل صلاة العيد.

ولهذا قال من قال من العلماء إنه ما من بدعة إلا وتميت سنة، لأنها تثمر ترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً.

والحاصل أن ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود الداعي إلى فعله في زمنه، في شؤون العبادة، فإنما تركه لبيان حدود العبادة، وهو من تمام بيانه الذي ذكره الله تعالى في قوله: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [سورة النحل:64] وحينئذ فلا يجوز فعله، وهو من معنى الإحداث في الدين.

أما ما تركه لأنه لم يكن ثمة داع إلى فعله، أو كان من قبيل الوسائل التي لا تقصد بذاتها، فلا يكون فعله من باب الإحداث في الدين.

ومثال الأول ترك النبي صلى الله عليه و سلم جمع القرآن مكتوباً في الصحف، لأنه لم يكن ثمة حاجة إليه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان الحفّاظ متوافرين، والقرآن محفوظ في صدورهم. وإنما جاءت الحاجة في زمن الصديق، كما روى البخاري: أن ‏ ‏زيد بن ثابت ‏ ‏رضي الله عنه ‏‏ أرسل إلى ‏ ‏أبو بكر، ‏ ‏مقتل ‏ ‏أهل ‏ ‏اليمامة‏، ‏فإذا ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏عنده، قال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏رضي الله عنه، ‏ ‏إن ‏ ‏عمر ‏ ‏أتاني فقال إن القتل قد ‏ ‏استحر ‏ ‏يوم ‏ ‏اليمامة ‏ ‏بقراء القرآن، وإني أخشى أن ‏ ‏يستحرّ ‏القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قلت ‏ ‏لعمر ‏ ‏كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم‏، ‏قال ‏ ‏عمر ‏ ‏هذا والله خير، فلم يزل ‏ ‏عمر ‏يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى ‏عمر، ‏قال ‏ ‏زيد ‏ ‏قال أبو بكر إنك رجل شاب عاقل، لا نتّهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم، ‏فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن، قلت كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ‏قال هو والله خير، فلم يزل أبو بكر ‏يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر ‏أبي بكر ‏وعمر ‏رضي الله عنهما، ‏فتتبعت القرآن أجمعه من ‏العسب ‏واللخاف ‏وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع ‏ ‏أبي خزيمة الأنصاري، ‏ ‏لم أجدها مع أحد غيره ‏{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} [ التوبة:128] حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر ‏حتى توفاه الله، ثم عند ‏عمر ‏حياته ثم عند حفصة بنت عمر ‏رضي الله عنهما. [رواه البخاري].

وإنما لم يكن جمع القرآن في الصحف بدعة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتركه كفاً عن فعله قاصداً التعبد لله تعالى بذلك، وإنما تركه لأنه لم يكن ثمة داع لفعله في زمنه صلى الله عليه وسلم، فلم يكن فعله بعد النبي صلى الله عليه وسلم بدعة إذن.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "البدعة في الدين هي مالم يشرعه الله ورسوله، وهو مالم يأمر به أمر إيجاب ولا استحباب، فأما ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب وعلم الأمر بالأدلة الشرعية، فهو من الدين الذي شرعه الله.." إلى أن قال: "سواء كان هذا مفعولاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو لم يكن". (مجموع الفتاوى 4/107ـ 108) .

وقال أيضاً: "السنة هي ما قام الدليل الشرعي عليه بأنه طاعة لله ورسوله، سواء فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فعل على زمانه، أو لم يفعله ولم يفعل على زمانه، لعدم المقتضي حينئذ لفعله أو وجود المانع منه، فما سنّه الخلفاء الراشدون ليس بدعة شرعية ينهى عنها، وإن كان يسمى في اللغة بدعة فكونه ابتدئ". (مجموع الفتاوى 21/317ـ 319) .

ومثل هذا تنقيط المصحف، فإن القرآن كان محفوظاً في الصدور في زمن النبوة، وكان يقرؤه العرب الفصحاء بسليقتهم لا يحتاجون إلى تنقيط، ولم يكن ثمة داع لتنقيطه، لأنه لم يكن مجموعاً في صحف أصلاً، وإنما احتيج إلى تنقيط المصحف بعد ذلك، عندما انتشرت العجمة، وقلّ في الناس حفظ القرآن في الصدور، ولهذا فإن تنقيطه عند قيام الحاجة إلى ذلك، لا يكون بدعة.

وأيضاً فإنه وسيلة لتصحيح القراءة، وباب الوسائل غير توقيفي، فيجوز استعمال الوسائل التي تحقق مقاصد الشريعة، حتى لو لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، مثل مكبرات الصوت للآذان والصلاة، ومثل نقل العلوم الشريعة بوسائل الاتصال الحديثة، ومثل استعمال لغة الإشارة لتفهيم الصم تعاليم الإسلام، ونحو ذلك من الوسائل الكثيرة التي لا تحصى، والتي لا يقصد بها التعبد بذاتها على أنها عبادة، وإنما تتخذ وسائل فحسب، وكلما طرأت وسيلة أفضل منها تركت سابقتها، مما يدل على أنه لا يقصد التعبد بها لذاتها، فمثل هذا لا يدخل في باب الابتداع في الدين.

وهذا بخلاف الاحتفال بالمولد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم تركه مع إمكان فعله في زمنه، ووجود الداعي إلى ذلك، فلم يكن أحد يحب النبي صلى الله عليه وسلم كما يحب الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك لم يشرع لهم الاحتفال بمولده، فدلّ على أنه قصد هذا الترك، وأن فعله بدعة.

وقد شرع لهم التعبد لله تعالى بتعظيم عيد الأضحى والفطر ويوم الجمعة، كما شرع لهم أيضاً ترك التعبد بتعظيم يوم الثاني عشر من ربيع الأول، أو تخصيصه بشيء من العبادات، فالواجب إتباع هديه في الأمرين، في الفعل والترك.

وهذا من تمام الائتساء به، كما قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [سورة الأحزاب:21] وقال تعالى: {وَمَآ آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ} [سورة الحشر:7].

مع أنه تكرر عليه يوم مولده منذ بعثته، ثلاث وعشرون مرة، في ثلاث وعشرين سنة، مدة رسالته صلى الله عليه وسلم، غير أنه لم يحتفل ولا مرة واحدة بمولده صلى الله عليه وسلم.

ثم جاء الخلفاء الراشدون، فتركوا أيضاً الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم، ومضى على هذا الترك القرون المفضلة، حتى جاء الفاطميون الباطنيون الرافضة فأحدثوا هذه البدعة، فهم أول من أحدث بدعة الاحتفال بالمولد النبوي، فكيف تقاس هذه البدعة، على مسألة تنقيط المصحف، وما بينهما كما بين المشرقين.

وكيف ندع - ليت شعري - هدي النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، وصحابته الكرام، ونستبدله ببدعة أحدثتها أضل فرقة، فحق للعقلاء إن فعلنا ذلك، أن يتمثلوا فينا بقول الشاعر:

نزلوا بمكة في قبائل هاشم
ونزلت بالبيداء أبعد منزل

والخلاصة: أن بدعة الاحتفال بالمولد النبوي، محدثة على غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وأما تنقيط المصحف فوسيلة لتعليم القراءة الصحيحة، ولم تفعل في زمنه صلى الله عليه وسلم لعدم الحاجة إليها، وليس لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد تركها قاصداً ذلك، تعبدا لله تعالى بتركها.

وأخيرا نختم بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وقد بين فيه أن دين الإسلام، قائم على أصلين.

قال: "فَصْلٌ: الْعِبَادَاتُ مَبْنَاهَا عَلَى الشَّرْعِ والأتباع لا على الْهَوَى وَالابْتِدَاعِ فَإِنَّ الإسلام مَبْنِيٌّ عَلَى أَصْلَيْنِ:

أَحَدُهُمَا: أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ.
وَالثَّانِي: أَنْ نَعْبُدَهُ بِمَا شَرَعَهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا نَعْبُدَهُ بالأهواء وَالْبِدَعِ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ( 18 ) إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [سورة الجاثية:17,18]، وَقَالَ تَعَالَى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} [سورة الشورى:21] ، فَلَيْسَ لأحَدِ أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ إلا بما شَرَعَهُ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ وَاجِبٍ وَمُسْتَحَبٍّ لا يَعْبُدُهُ بالأمور الْمُبْتَدَعَةِ كَمَا ثَبَتَ فِي السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِ العرباض بْنِ سَارِيَةَ: قَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَفِي مُسْلِمٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: «خَيْرُ الْكَلامِ كَلامُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرُّ الأمور مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ» [رواه مسلم]". انتهى كلام شيخ الإسلام.

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


حامد بن عبد الله العلي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو البراء
عضو جديد
أبو البراء


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 49
العمل/الترفيه : أشكو إلى الله ذنوبي
المزاج : عبد فقير إلى الله
نقاط : 5813
تاريخ التسجيل : 11/06/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالأربعاء فبراير 25, 2009 10:40 am

هل هذا الرد الطويل يدل على أن الاحتفال باسبوع ابن عبد الوهاب بدعة منكرة ؟؟؟
وقد قال بجوازه من حرم الاحتفال بمولد رسول الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المخضرم 97
الادارة
الادارة
المخضرم 97


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 395
العمل/الترفيه : مطالعة
المزاج : نوم العوافي
نقاط : 5996
تاريخ التسجيل : 01/06/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالأربعاء فبراير 25, 2009 2:36 pm

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك أختنا همسة على الموضوع الطيب .. جعلك الله همسة حق تنيرالسيبل بين الحق و الباطل
و لي عتاب عليك ( أين مصدر الموضوع )أرجوا أن تنتبهي لهذا في المرة القادمة
في ميزان حسناتك أخيه ...
أخي ابو البراء بارك الله فيك على الملاحظات الطيبة أيضا أخي الذهبي على التبيان الجلي، الذي ما تركت لنا بعدك شيء نبينه، إلا نقطة واحدة و هي قولك اخي ابو البراء ...............

اقتباس :
الشيخ ابن تيمية:
قال في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم) طبعة دار الحديث/ ص 266 السطر الخامس من الأسفل ما نصه: "وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما محبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيماً له، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد. وقال: "فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضى له، وعدم المانع منه" ا هـ.


فابن تيمية رحمه الله مع تحريمه للاحتفال عذر بعض ممن يحتفل بالمولد اذا كان فعلهم محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وقد يثيبهم الله على هذه المحبة
ونسأل الله من أؤلئك الذين يدّعون اتباعهم لابن تيمية ان يتخلقوا باخلاقه في عذر المسلمين فيما يذهبون اليه !!!
أقول هل غفل هؤلاء العلماء عن هذه الشبهة وفطن له بعض المعاصرين اليوم ؟؟؟
هل فتاوي هؤلاء الائمة الخفاظ تشجيع للناس للتشبه بالنصارى ؟؟؟
أخيرا نقول كما قلنا في مرات سالفة , هذه مسألة خلافية ولا يجوز الانكار واتهام المسلمين بدينهم لانهم فعلوا مسالة اختلف فيها المجتهدون الذين شهدت لهم الامة بالقبول ,
أقول يا حب
إنَّ الحق لا يعرف بالرجال، بل الرجال يعرفون بالحق، إنّ الحق مرتبط بالدليل، ولا تعلق له بذوات الخلق قلة أو كثرة، وهذا هو المذهب الحق الذي مشى عليه السلف الصالح، فلم يكن الحق عندهم يجري على لسان أحد غير النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يقرّون إلا ما دلّ عليه الدليل
و لا تصنع يا غالي كالذي صنعه صاحب رسالة (حول الاحتفال) حينما عنون فيها لفصل بعنوان: رأي ابن تيمية في المولد، ثم ساق فيه كلامًا لابن تيمية بتر فيه أوَّله وآخره، لأنها قاضية على بطلان دعوته، ونصّ كلام ابن تيمية فيه كما نقله في رسالته "قد يثاب بعض الناس على فعل المولد، وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمًا له، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع. ثم قال: واعلم أن من الأعمال ما يكون فيه خير لاشتماله على أنواع من المشروع، وفيه أيضًا شر من بدعة وغيرها، فيكون ذلك العمل شرًا بالنسبة إلى الإعراض عن الدين بالكلية كحال المنافقين والفاسقين. هذا وقد ابتلي به أكثر الأمة في الأزمان المتأخرة، فعليك هنا بأدبين:
أحدهما: أن يكون حرصك على التمسك بالسنة باطنًا وظاهرًا في خاصتك وخاصة من يطيعك، واعرف المعروف وأنكر المنكر.
الثاني: أن تدعو الناس إلى السنة بحسب الإمكان، فإذا رأيت من يعمل هذا، ولا يتركه إلا إلى شرٍّ منه، فلا تدعو إلى ترك منكر بفعل ما هو أنكر منه أو بترك واجب أو مندوب تركه أضر من فعل ذلك المكروه, ولكن إذا كان البدعة نوع من الخير فعوِّض عنه من الخير المشروع بحسب الإمكان إذ النفوس لا تترك شيئًا إلا بشيء، ولا ينبغي لأحد أن يترك خيرًا إلا إلى مثله أو إلى خير منه، ثم قال: فتعظيم المولد، واتخاذه موسمًا قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما قدمته لك؛ إنه يحسن من الناس ما يستقبح من المؤمن المسدد، ولهذا قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء: إنه أنفق على مصحف ألف دينار، ونحو ذلك، فقال: دع، فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب أو كما قال.
مع أن مذهبه أن زخرفة المصاحف مكروهة، وقد تأول بعض الأصحاب أنه أنفقها في تجديد الورق والخط، وليس مقصود أحمد هذا، وإنما قصده أن هذا العمل فيه مصلحة، وفيه أيضًا مفسدة كره لأجلها" .
ولنا مع هذا النقل الذي نقله صاحب الرسالة عن شيخ الإسلام وقفتان:
الأولى: عدم الأمانة في النقل، وهذه تتمثل في نقطتين:
1 ـ إضافة جمل لم يقلها شيخ الإسلام مثل قوله في أول النقل:
"قد يثاب بعض الناس على فعل المولد" فهذا الكلام غير موجود في النقل الذي نقله عن شيخ الإسلام.
2 ـ حذفه كلام شيخ الإسلام الذي هو نصٌ في بدعية المولد، فعند قوله في أول النقل: ( ولعلّ هذا ما وقعت فيه أخي ) "والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع"( و انت يا حب وقعت أيضا في نفس الخطأ) بتر الناقل الكلام الذي بعده وهذا نصه: "من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدًا مع اختلاف الناس في مولده، فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيرًا محضًا أو راجحًا لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشدَّ محبَّة لرسول الله وتعظيمًا له منّا، وهم على الخير أحرص وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنته باطنًا وظاهرًا ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه هي طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان".
فهذا الذي حذفه صاحب رسالة (حول الاحتفال) هو رأي شيخ الإسلام في المولد، وأنها بدعة محدثة.
الثانية: قول شيخ الإسلام: "فتعظيم المولد واتخاذه موسمًا قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما قدمته".
إنَّ البدعة لو كانت شرًا محضًا لما قبلها الناس، ولما انتشرت إلا عند المبطلين الزنادقة- هذا تعريف بينه لنا الاخ الذهبي - ولكنها تروج ويقبلها النّاس لما فيها من الحق الذي اختلط بالباطل، فشيخ الإسلام يقول: (أن من يفعل قد يثاب) و(قد) هنا على بابها للتقليل فهو قد يثاب على ما في بدعة المولد من الأمور المشروعة كإطعام الطعام، وعلى ما في قلبه من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، وقصد حسن، ولكنه أيضًا آثم بإحداثه هذا الأمر، وهذه المسألة مسألة أنه قد يكون مثابًا آثمًا في آن واحد لانفكاك الجهة لها نظائر، كالمصلي في الأرض المغصوبة.
والبدع والمحدثات ليست طريقًا لإظهار الحب والتعظيم، بل الحب والتعظيم كل التعظيم إنما يكون في الاتباع وهو الذي تحقق كماله لدى الصحابة الذين لم يزيدوا على هدي النبي صلى الله عليه وسلم قدر أنملة، فكانوا أكمل الناس محبة وتعظيمًا للنبي صلى الله عليه وسلم

و أخيرا إخوتي الأعزاء أختم بكلام نفيس قاله العلامة تاج الدين عمر بن علي اللخمي الإسكندراني المشهور بـ: (الفاكهاني 734 هـ )
في رسالته في المولد المسماة بـ "المورد في عمل المولد":"(ص20-21) :«لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفسٍ اغتنى بها الأكالون، بدليل أنَّا إذا أدرنا عليه الأحكام الخمسة قلنا: إما أن يكون واجباً، أو مندوباً، أو مباحاً، أو مكروهاً، أو محرماً.وهو ليس بواجب إجماعاً، ولا مندوباً؛ لأن حقيقة الندب: ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشرع، ولا فعله الصحابة، ولا التابعون ولا العلماء المتدينون- فيما علمت- وهذا جوابي عنه بين يدي الله إن عنه سئلت. ولا جائز أن يكون مباحاً؛ لأن الابتداع في الدين ليس مباحاً بإجماع المسلمين.فلم يبق إلا أن يكون مكروهاً، أو حراماً».
ثم صور الفاكهاني نوع المولد الذي تكلم فيه بما ذكرنا بأنه: "هو أن يعمله رجل من عين ماله لأهله وأصحابه وعياله، لا يجاوزون في ذلك الاجتماع على أكل الطعام، ولا يقترفون شيئاً من الآثام، قال: «فهذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهة وشناعة، إذ لم يفعله أحد من متقدمي أهل الطاعة، الذين هم فقهاء الإسلام وعلماء الأنام، سُرُجُ الأزمنة وزَيْن الأمكنة»....ااااااااه أه فكي به لو يرى حالنا الأن !!!!! الله المستعان .

نسأل الله تعالى أن يعافينا من البدع وأهلها فيا أيها المسلمون اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم فإنه "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها" كما قال الإمام مالك رحمه الله ولا صلاح لأحوال الأمة إلا باتباع السنة ولا نجاة للعباد إلا بذلك وقال الأوزاعي"اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا عنه واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم" وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
و اعيد شكري اختنا همسة على النقل الطيب ............

تـــــ حيا ـــتي
أخوكم المخضرم 97
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو البراء
عضو جديد
أبو البراء


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 49
العمل/الترفيه : أشكو إلى الله ذنوبي
المزاج : عبد فقير إلى الله
نقاط : 5813
تاريخ التسجيل : 11/06/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالخميس فبراير 26, 2009 6:12 am

بسم الله , والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وبعد :
حياك الله أخي الفاضل المخضرم , كيف أنتم أخي
أخي الكريم , ما زلت أنتظر منكم جوابا لسؤالي , هل يعتبر احياء أسبوع محمد بن عبد الوهاب رحمه الله من قبيل البدعة المنكرة ؟؟
أرجو الإجابة
والرد على ما تفضلتما به بعد جوابكم ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ذكرى
عضو فعال
عضو فعال



الجنس : انثى
عدد الرسائل : 200
العمل/الترفيه : طموح لايتوقف
المزاج : الحال يحكم
نقاط : 5754
تاريخ التسجيل : 13/11/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالخميس فبراير 26, 2009 7:06 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رغم أنني لاأعترف بأعياد أو احتفالات لم يبينها لا الكتاب ولا السنة إلا انني أود نقل محاضرة أو بالأحرى مجموعة فتاوى صوتية للشيخ (محمد بن صالح العثيمين رحمه الله/سلسلة لقاء الباب المفتوح) حرفياً ، وحاولت بقدر الإمكان ألا أسقط سهواً أي كلمة وردت فيها.

أبدأ بفتوى عن سؤالك أخي الفاضل
كيف يرد على من يقول لا فرق بين الاحتفال بأسبوع الأشخاص كالشيخ محمد بن عبد الوهاب وبين الإحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعظم.؟
الله والرسول أعظم من كل البشر..
لكن إحياء ذكرى الرسول ليست خاصة بهذه الليلة . ذكرت لكم انفا أن كل عبادة فيها إحياء لذكرى الرسول عليه الصلاة والسلام ..هذا من جهة
ومن جهة اخرى..أسبوع محمد ابن عبد الوهاب هل يتكرر ؟ هل جُعِل عيداً يتكرر ؟
نقول : ماجُعِل عيداً .. أنتم تجعلون هذا عيداً يتكرر ، والعيد هو مايعود ويتكرر ..
تجعلون هذا عيداً يتكرر في كل سنة ، وهذا المنكر.
ولهذا لو أن أحداً في يوم من الأيام قام يتحدث عن بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام وعن زيارته ، ماقلنا أنه مبتدع .. ولكن كوننا نجعل هذا عيداً يتكرر كل سنة كالأعياد الشرعية ، كعيد الفطر وعيد الأضحى .. فهذا هو المنكر.
وعلى فرض أن اسبوع الشيخ ابن الوهاب غلط ..هل نقيس الغلط بالغلط ؟ لانقيس.
السائل: لو قال قائلهم أن هذا ليس تعبد ؟
الشيخ : ماذا يقصدون؟ السائل : إحياء للذكرى
الشيخ : يقصدون جلوس كأصحاب الفن الذين يغنون ؟ يقولون نحن نحب الرسول ..هل محبة الرسول دين أم لا ؟ محبة الرسول دين وعبادة.

وإليكم أيضاً بعض الفتاوى المتعلقة بالموضوع :
ما الذي يجب على المسلم إذا رأى منكراً أو سمعه كالمولد مثلاً ؟
إذا كان يمكن أن تقوموا لله ببيان أن هذا ليس بحق ، والحمد لله دليل أن الاحتفال بالمولد بدعة سهل جداً ، لأنه يمكنك بكل سهولة أن تقول : ياأخي هل الرسول فعله؟ هل الخلفاء فعلوه؟ هل الصحابة فعلوه؟ هل التابعون فعلوه؟ هل الأئمة فعلوه؟...إن قال نعم فقل هات الدليل.
لو يعطى الناس بدعواهم ...لادعى رجال دماء قوم وأموالهم
فهات الدليل....إن لم يكن لديه دليل ، لكن الناس يعملون به ، فإن عمل الناس ليس بدليل
وكم من بدعة مشوا عليها وهي بدعة.
إذا لم يكن عندك دليل مافعله الرسول أو الصحابة أو التابعون أو الائمة ، فهو باطل ، قطعاً باطل.
مالذي جعلهم لايعملون به ولايدينون الناس عليه ؟ أهم جاهلون أم مستكبرون؟
هذه سهلة جداً
وأنت إذا قلت هكذا أبطلتها من الأصل.

ما تعليقكم على من يشاهد بدعة المولد في الفضائيات ولا ينكر ذلك مع العلم أنه كلام بعض المفتين الذين يقررون بدعة المولد في الفضائيات ؟
هذا غلط وهؤلاء العلماء إذا كانوا يعلمون أن ذلك بدعة فهم اثمون والعياذ بالله ، والواجب عليهم أن يبينوا للناس أن هذه بدعة وألا يحضروها . لكني أقول بهذه المناسبة ..العلماء ثلاث اقسام :
عالم دولة – عالم أمة – عالم ملة.
عالم الدولة : الذي ينظر ماذا تريد الدولة فيفتي به مباشرةً ، ينظر ماذا يقول الرئيس أو الوزير وماأشبه ذلك .
ماأحلّه الرئيس فهو حلال وماحرمه حرام.
عالم الأمة : الذي يتبع ماترتاح له العامة وإن كان خلاف الحق عنده . هذا عالم ، لكن يتبع الأمة وهو كالأول اثم وعلمه وبال عليه.
الثالث عالم الملّة : لايبالي بالدولة ولابالعامة ، يفتي بما دلّ عليه الكتاب والسنة ، أسخط الناس أم رضوا .
هذا هو العالم الحقيقي ، هذا هو العالم الرباني . والواجب على كل عالم بشريعة الله أن يكون عالم ملة ولايبالي بالناس ، هو سوف يخرج من الدنيا بكفنه وحنوطه فقط والناس لايغنون عنه يشئ .

إ(ِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ) (البقرة 166)
(وَقَالُوا۟ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلَا۠) (الأحزاب 67 )

لو كان عالم أمة وحظي عند العامة فهذا يزول ، بموته يزول كل شئ ، لكن إذا كان عالم ملّة ، رفع الله ذكره في الدنيا وبعد مماته وحصل في علمه بركة . ولذلك أرجو من إخواني طلاب العلم أن يكونوا من هذا النوع..من علماء الملة ..ليبينوا الحق كما أمرهم الله تعالى بذلك وأخذ عليهم الميثاق

( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ )(آل عمران: الآية 187)
وهذا كما يشمل اليهود والنصارى ، يشمل من اوتي الكتاب من هذه الأمة .

كيف يرد على من يجيز الإحتفال بالمولد النبوي بشروط يتقيد بها ( منها البعد عن الشعر الشركي وغير ذلك ).؟
أولاً نقول أين الدليل على ان أصله ثابت ؟ سواء بشروط أو بغير شروط .
ثم هل هذه الشروط تُطبق بحسب الواقع؟
سمعنا عن بعضهم أنهم في غمرة الذكر والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام يقومون قيام رجل واحد ويقولون : جاء حضرة النبي ..
سبحان الله ..من مشارق الأرض ومغاربها ، الرسول هو ميت في قبره ..جلبوه !! جنون.
المهم مادامت بدعة لاتجوز بأي حال من الأحوال ..وعليكم أنتم ياطلبة العلم أن تبينوه للناس بالأسلوب اللين وتقولون ياجماعة : عليكم بالشئ الثابت الوارد .. أكثروا الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم واكثروا من ذكر الله وانشروا في الناس خصال النبي عليه الصلاة والسلام في سائر العام وليس في هذه الليلة .

ما حكم الأناشيد التي تقام في الموالد.؟
أقول : المولد بأناشيده وغيرها كله حرام ولايجوز .


بهذا أنهيت مانقلت لكم .. والله أعلم

أخي الفاضل : استماتتك في الدفاع عن رأيك ليس لها إلا تفسير واحد
وكلي ثقة بأنك لن تقتنع بما ردّ به الإخوة قبلي ولا حتى بما نقلته لك ولا حتى بما سيُرد به عليك بعدي
وستحاول أن تبحث عن حجة جديدة بعد كل رد ، لذا سأختصر عليك القول
وأقول : أنت حر في اعتقاد ماتراه صائباً في صوفيتكم سواء الجالسة أو الراقصة أو حتى
الراكضة إن أردتم ذلك ..
ولتتركوا لنا الحرية أيضاً في اعتقاد مانشاء ومانرى أنه الحق
وإن كنتم تروننا من الضالين المضلين
فاسألوا ونحن نسأل معكم الله الهداية لنا ولكم وللناس اجمعين

وصلّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وعلى من اتبعه وسار على نهجه
إلى يوم الدين

دمتم بحفظ الله ورعايته

أختكم في الله
ذكرى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو هبة الله
مراقب عام
مراقب عام



الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 145
العمل/الترفيه : باحث
المزاج : مسالم
نقاط : 5871
تاريخ التسجيل : 26/05/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالجمعة فبراير 27, 2009 11:20 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

حياكم الله اخوتي اخواتي جميعا ، وبارك فيكم على ما تقدمونه في سبيل الحق ان شاء الله

وقفة مع ما نقله الاخ الذهبي بارك الله فيه واحسن اليه
ووقفة مع الاخت ذكرى بارك الله فيها فيما عبرت به

اما نقل الاخ الطيب الحبيب الذهبي :
اولا : (وقد ذكر أهل اللغة أن فائدة لفظ كل هو رفع احتمال التخصيص إذا جاء مضافاً إلى نكره، أو جاء للتأكيد.))

هذا الكلام فيه نظر اذ ليس المراد منه منع الاستثناء او التخصيص لهذا اللفظ لان شيخ الاسلام رحمه الله يقول في الاقتضاء :(( في معرض كلامه عن حديث ( كل بدعة ضلالة ):

إما بأن يقال ما ثبت حسنه فليس من البدع فيبقى العموم محفوظا لا خصوص فيه
وإما أن يقال ما ثبت حسنه فهو مخصوص من هذا العموم فيبقى العموم محفوظا لا خصوص فيه
وإما أن يقال ما ثبت حسنه فهو مخصوص من العموم والعام المخصوص دليل فيما عدا صورة التخصيص
فمن اعتقد أن بعض البدع مخصوص من هذا العموم احتاج إلى دليل يصلح للتخصيص وإلا كان ذلك العموم اللفظي المعنوى موجبا للنهي
ثم المخصص هو الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع نصا واستنباطا . ..انتهى كلامه

اذا هناك مجال لتخصيص هذه القاعدة ، لكن بدليل
وهو يبين نوع هذا الدليل ( القران ، الحديث ، الاجماع ، القياس )

والقياس معناه الحاق فرع باصل في الحكم لاشتراكهما في العلة ، وهذا هو الاستنباط الذي هو مهمة اهل العلم
وهو مافعله الحافظ ابن حجر عندما قاس عمل المولد ( الفرع ) على صيام عاشوراء ( الاصل )
للاشترك في العلة ( وهي التعبير عن الفرح والشكر لله تعالى على نوع من النعم بنوع من العبادات )

ووافقه على ذلك ثلة من العلماء ممن قبله وممن بعده ، وقلدهم في ذلك كثير من المسلمين

والذي يدل على ان ابن تيمية رحمه الله يرى امكان تخصيص هذا الحديث نصه الآتي :
" وَإِمَّا أَنْ يُقَالَ : هَذَا عَامٌّ خُصَّتْ مِنْهُ هَذِهِ الصُّورَةُ(( لِمُعَارِضِ رَاجِحٍ)) كَمَا يَبْقَى فِيمَا عَدَاهَا عَلَى مُقْتَضَى الْعُمُومِ كَسَائِرِ عمومات الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَهَذَا قَدْ قَرَّرْته فِي " اقْتِضَاءِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ " وَفِي " قَاعِدَةِ السُّنَّةِ وَالْبِدْعَةِ " وَغَيْرِهِ .
وقد بين رحمه الله ان المحدث ان كان قام عليه دليل الاستحباب خرج عن مسمى البدعة فقال :
وَمَعْلُومٌ أَنَّ كُلَّ مَا لَمْ يَسُنَّهُ وَلَا اسْتَحَبَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(( وَلَا أَحَدٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَقْتَدِي بِهِمْ الْمُسْلِمُونَ فِي دِينِهِمْ)) فَإِنَّهُ يَكُونُ مِنْ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَاتِ وَلَا يَقُولُ أَحَدٌ فِي مِثْلِ هَذَا إنَّهُ بِدْعَةٌ حَسَنَةٌ ؛ إذَا الْبِدْعَةُ الْحَسَنَةُ - عِنْدَ مَنْ يُقَسِّمُ الْبِدَعَ إلَى حَسَنَةٍ وَسَيِّئَةٍ –(( لَا بُدَّ أَنْ يَسْتَحِبَّهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ الَّذِينَ يُقْتَدَى بِهِمْ وَيَقُومُ دَلِيلٌ شَرْعِيٌّ عَلَى اسْتِحْبَابِهَا)) وَكَذَلِكَ مَنْ يَقُولُ : الْبِدْعَةُ الشَّرْعِيَّةُ كُلُّهَا مَذْمُومَةٌ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : { كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ } وَيَقُولُ قَوْلُ عُمَرَ فِي التَّرَاوِيحِ : " نِعْمَتْ الْبِدْعَةُ هَذِهِ " إنَّمَا أَسْمَاهَا بِدْعَةً : بِاعْتِبَارِ وَضْعِ اللُّغَةِ . فَالْبِدْعَةُ فِي الشَّرْعِ عِنْدَ هَؤُلَاءِ مَا لَمْ يَقُمْ دَلِيلٌ شَرْعِيٌّ عَلَى اسْتِحْبَابِهِ . وَمَآلُ الْقَوْلَيْنِ وَاحِدٌ ؛ إذْ هُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ مَا لَمْ يُسْتَحَبَّ أَوْ يَجِبُ مِنْ الشَّرْعِ فَلَيْسَ بِوَاجِبِ وَلَا مُسْتَحَبٍّ ؛ فَمَنْ اتَّخَذَ عَمَلًا مِنْ الْأَعْمَالِ عِبَادَةً وَدِينًا وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي الشَّرِيعَةِ وَاجِبًا وَلَا مُسْتَحَبًّا فَهُوَ ضَالٌّ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ

فانظر كيف ثلث باستحباب اهل العلم ( المبني على القياس المعتبر) بعد استحباب الله واستحباب رسوله صلى الله عليه وسلم
وكيف جعل ان الفريقين المختلفين في تسمية البدع وتقسيمها هم متفقون في الحقيقة فقال:
)) وَمَآلُ الْقَوْلَيْنِ وَاحِدٌ)) ؛ إذْ هُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ مَا لَمْ يُسْتَحَبَّ أَوْ يَجِبُ مِنْ الشَّرْعِ فَلَيْسَ بِوَاجِبِ وَلَا مُسْتَحَبٍّ

فغاية ما في الامر هو الاختلاف اللفظي ليس اكثر ، وبيان ذلك ان نقول :

امر محدث عرض على العلماء ، فنظروا فيه وقاسوه بادلة الشريعة فبان حسنه وانه موافق لاصول الشريعة
فاختلفوا هنا :
فابن تيمية ومن وافقه يجعله من الشريعة ( ولو كان محدثا ) لقيام الدليل عليه
فليس كل محدث مرفوض بل يعرض على الادلة فما وافقها جعله ابن تيمية من الشرعة والا حكم عليه بالبدعة ،
وانظر الى نصه الآتي يتبين لك ذلك : ( مجموع الفتاوى (5/83)

وَنَعْتَقِدُ أَنَّ الْقِرَاءَةَ " الْمُلَحَّنَةَ " بِدْعَةٌ وَضَلَالَةٌ . وَأَنَّ " الْقَصَائِدَ " بِدْعَةٌ . وَمَجْرَاهَا عَلَى قِسْمَيْنِ : فَالْحَسَنُ مِنْ ذَلِكَ منْ ذَكَرَ آلَاءِ اللَّهِ وَنَعْمَائِهِ وَإِظْهَارِ نَعْتِ الصَّالِحِينَ وَصِفَةِ الْمُتَّقِينَ فَذَلِكَ جَائِزٌ وَتَرْكُهُ وَالِاشْتِغَالُ بِذِكْرِ اللَّهِ وَالْقُرْآنِ وَالْعِلْمِ أَوْلَى بِهِ

فكيف يسمي القصائد بدعة لم تكن من قبل ؟؟ ثم يجعل الحسن منها جائزا ؟؟

ملاحظة : قد يرى العالم ان الشيء بدعة ، ويراه غيره ليس ببدعة وهذا موطن الاجتهاد المختلف فيه
وكما قرر العلماء لا انكار في مسائل الاجتهاد

وغيره وهم الجمهور يسميه بدعة حسنة

يقول النووي رحمه الله في شرح مسلم :
مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَام سُنَّة حَسَنَة فَلَهُ أَجْرهَا )
إِلَى آخِره ، فِيهِ : الْحَثّ عَلَى الِابْتِدَاء بِالْخَيْرَاتِ وَسَنّ السُّنَن الْحَسَنَات ، وَالتَّحْذِير مِنْ اِخْتِرَاع الْأَبَاطِيل وَالْمُسْتَقْبَحَات ........ ثم قال :
. وَفِي هَذَا الْحَدِيث تَخْصِيص قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلّ مُحْدَثَة بِدْعَة وَكُلّ بِدْعَة ضَلَالَة " ، وَأَنَّ الْمُرَاد بِهِ الْمُحْدَثَات الْبَاطِلَة وَالْبِدَع الْمَذْمُومَة ، وَقَدْ سَبَقَ بَيَان هَذَا فِي كِتَاب صَلَاة الْجُمُعَة ، وَذَكَرْنَا هُنَاكَ أَنَّ الْبِدَع خَمْسَة أَقْسَام : وَاجِبَة وَمَنْدُوبَة وَمُحَرَّمَة وَمَكْرُوهَة وَمُبَاحَة

وقال رحمه الله ايضا في شرح مسلم :
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَكُلّ بِدْعَة ضَلَالَة )
هَذَا عَامّ مَخْصُوص ، وَالْمُرَاد غَالِب الْبِدَع . قَالَ أَهْل اللُّغَة : هِيَ كُلّ شَيْء عُمِلَ عَلَى غَيْر مِثَال سَابِق . قَالَ الْعُلَمَاء : الْبِدْعَة خَمْسَة أَقْسَام : وَاجِبَة ، وَمَنْدُوبَة وَمُحَرَّمَة ، وَمَكْرُوهَة ، وَمُبَاحَة ........... الى ان قال :
، فَإِذَا عُرِفَ مَا ذَكَرْته عُلِمَ أَنَّ الْحَدِيث مِنْ الْعَامّ الْمَخْصُوص . وَكَذَا مَا أَشْبَهَهُ مِنْ الْأَحَادِيث الْوَارِدَة ، وَيُؤَيِّد مَا قُلْنَاهُ قَوْل عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فِي التَّرَاوِيح : نِعْمَتْ الْبِدْعَة ، وَلَا يَمْنَع مِنْ كَوْن الْحَدِيث عَامًّا مَخْصُوصًا . قَوْله : ( كُلّ بِدْعَة ) مُؤَكَّدًا ( بِكُلِّ ) ، بَلْ يَدْخُلهُ التَّخْصِيص مَعَ ذَلِكَ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { تُدَمِّر كُلّ شَيْء

وقال ابن بطال في شرح صحيح البخاري :
قول عمر: « نعم البدعة » فالبدعة اختراع ما لم يكن قبل، فما خالف السنة فهو بدعة ضلالة، وما وافقها فهو بدعة هُدى، وقد سئل ابن عمر عن صلاة الضحى فقال: بدعة، ونعم البدعة

وقال ابن عساكر في تبين كذب المفتري :
إذ كل بدعة لا توصف بالضلالة فإن البدعة هو ما ابتدع وأحدث من الأمر حسنا كان او قبيحا بلا خلاف عند الجمهور
قال الشافعي رضي الله عنه المحدثات من الأمور ضربان أحدهما ما أحدث يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة والثاني ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا فهذه محدثة غير مذمومة وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام رمضان نعمت البدعة هذه يعني أنها محدثة لم تكن وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى تبيين كذب المفتري 1-97
وقال الصنعاني في سبل السلام :

وَقَدْ قَسَّمَ الْعُلَمَاءُ الْبِدْعَةَ خَمْسَةَ أَقْسَامٍ وَاجِبَةٌ ......... فَقَوْلُهُ : كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ عَامٌّ مَخْصُوصٌ

وقال ابن حجر في الفتح :
الْبِدْعَةُ أَصْلُهَا مَا أُحْدِثَ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَابِقٍ ، وَتُطْلَقُ فِي الشَّرْعِ عَلَى مُقَابَلَةِ السُّنَّةِ فَتَكُونُ مَذْمُومَةً ، وَالتَّحْقِيقُ أَنَّهَا إنْ كَانَتْ مِمَّا يَنْدَرِجُ تَحْتَ مُسْتَحْسَنٍ فِي الشَّرْعِ فَهِيَ حَسَنَةٌ ، وَإِنْ كَانَتْ مِمَّا يَنْدَرِجُ تَحْتَ مُسْتَقْبَحٍ فِي الشَّرْعِ فَهِيَ مُسْتَقْبَحَةٌ ، وَإِلَّا فَهِيَ مِنْ قِسْمِ الْمُبَاحِ ، وَقَدْ تَنْقَسِمُ إلَى الْأَحْكَامِ الْخَمْسَةِ
وقال ايضا في مقدمة الفتح : وقول عمر نعمت البدعة هو فعل ما لم يسبق إليه فما وافق السنة فحسن وما خالف فضلالة وهو المراد حيث وقع ذم البدعة وما لم يوافق ولم يخالف فعلى أصل الإباحة

وفي تنوير الحوالك شرح موطا مالك :
فقال عمر نعمت البدعة هذه أصل البدعة ما على غير مثال سابق وتطلق في الشرع على ما يقابل السنة أي ما لم يكن في عهده صلى الله عليه وسلم ثم تنقسم إلى الاحكام الخمسة

وفي فتح الباري ايضا :
وَرَوَى اِبْن أَبِي شَيْبَة بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ اَلْحَكَمِ بْن اَلْأَعْرَجِ عَنْ اَلْأَعْرَجِ قَالَ : سَأَلْتُ اِبْن عُمَر عَنْ صَلَاةِ اَلضُّحَى فَقَالَ : بِدْعَةٌ وَنِعْمَتْ اَلْبِدْعَة . وَرَوَى عَبْد اَلرَّزَّاق بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَقَدْ قُتِلَ عُثْمَان وَمَا أَحَدٌ يُسَبِّحُهَا ، وَمَا أَحْدَثَ اَلنَّاس شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهَا ا.ه
فابن عمر رضي الله عنه يرى انها محدثة لكنها مستحبة ، لذلك قال العراقي في طرح التثريب :
( السَّادِسَةُ ) الظَّاهِرُ أَنَّ مَنْ عَدَّ صَلَاةَ الضُّحَى بِدْعَةً(( لَا يَرَاهَا مِنْ الْبِدَعِ الْمَذْمُومَةِ بَلْ هِيَ بِدْعَةٌ مَحْمُودَةٌ))) فَإِنَّ الصَّلَاةَ خَيْرُ مَوْضُوعٍ وَلَيْسَ فِيهَا ابْتِدَاعُ أَمْرٍ يُنْكِرُهُ الشَّرْعُ وَلِذَلِكَ عَقَّبَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا النَّفْيَ بِقَوْلِهَا وَإِنِّي لَأُسَبِّحُهَا وَفِي مُصَنَّفِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ إنَّهُ سُئِلَ عَنْهَا فَقَالَ بِدْعَةٌ وَنِعْمَتْ الْبِدْعَةُ وَأَنَّهُ كَانَ لَا يُصَلِّيهَا وَإِذَا رَآهُمْ يُصَلُّونَهَا قَالَ مَا أَحْسَنَ مَا أَحْدَثُوا سُبْحَتَهُمْ هَذِهِ وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَقَدْ حَصَلَ الْإِجْمَاعُ عَلَى اسْتِحْبَابِهَا وَإِنَّمَا اخْتَلَفُوا فِي أَنَّهَا مَأْخُوذَةٌ مِنْ سُنَّةٍ مَخْصُوصَةٍ أَوْ مِنْ عُمُومَاتِ اسْتِحْبَابِ الصَّلَاةِ فَتَوَقَّفَ هَذَا الْقَائِلُ الثَّانِي فِي إثْبَاتِ هَذَا الِاسْمِ الْخَاصِّ لَهَا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .

واراني اطلت في الوقفة الاولى ، وساترك الباقي لمقام اخر ان شاء الله ولكن اقول في النهاية تعقيبا على نقل الاخ الذهبي
) وأما ما نقله - المعترض - من أن بعض العلماء قسموا البدع إلى حسنة وسيئة على غير معنى اللغوي بالبدعة، فلا حجة في قول أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم،)

هذا ليس قول العلماء من تلقاء انفسهم ، بل هو استنباطهم الذي امروا به من الادلة الشرعية فتوصل الجمهور من خلال هذا الاستنباط الشرعي الذي هو حجة على غير المجتهدين ، توصلوا الى تقسيم البدعة الى حسنة وسيئة
وتوصل ابن تيمية رحمه الله ومن وافقه من خلال الاستنباط ايضا الى خلاف الجمهور
فالطرفان مستويان في درجة الاحتجاج ، ولايحق ان يقال ان ما توصل اليه احد الطرفين هو الحق الذي لاريب فيه ، وهو الشرع الصحيح
بل يقال ( هو رايي ونتيجة نظري في شرع الله تعالى ، وقد يكون غيري اصاب الحق في نظره )

جمعني الله واياكم على الحق الذي هو قصد الحق والاخلاص من اجله ،( ولو اختلفت آراؤنا ، وتعددت وجهات نظرنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو البراء
عضو جديد
أبو البراء


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 49
العمل/الترفيه : أشكو إلى الله ذنوبي
المزاج : عبد فقير إلى الله
نقاط : 5813
تاريخ التسجيل : 11/06/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالسبت فبراير 28, 2009 1:14 am

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وبعد :
وقفة مع رد الاخت ذكرى
أقول أولا بارك الله فيك على الرد الطيب لو خلا من عبارات الاتهام !!!
أما هذا التفريق بين المولد والاسبوع فهو تفريق متكلف مخالف للقاعدتين التين وضعوها هم أنفسهم فالرد عليكم من كلامكم , فالقاعدتان هما :

أولا : أصل العبادات التوقيف , فكل عبادة لم يرد فيه دليل من كتاب او سنة فهي بدعة

الثاني : كل ما لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وتابعيه من اهل القرون الثلاثة الاولى فهو بدعة

وقلتم أننا في المولد نكرره كل سنة نتخذه عيدا , وهذا منكر , والعيد امر تعبدي لا يثبت الا بنص من كتاب او سنة
اقول : ما تقولون في قول ابن باز رحمه الله في اسبوع ابن عبد الوهاب

(( إن الاجتماع لدراسة مذهب السلف الصالح ومنه دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وتعريف الناس بها، وحثهم على الاستمساك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وسلف هذه الأمة أمر واجب ومن أعظم القرب إلى الله؛ لأنه تعاون على الخير، وتشاور في المعروف، وبحث للوصول إلى الأفضل ))

فها هو جعله أمرا واجبا من اعظم القرب , فهل يثبت الواجب الا بدليل ؟؟؟
أو هل تثبت القربة الى الله _ وهي العبادة _ إلا بدليل ؟؟؟

وبما أنها قربة إلى الله وجب لثبوتها دليل من نص او كتاب او عمل صحابي او تابعي من اهل القرون الثلاثة الاولى , فهل ثبت هذا عن واحد من اهل هذه القرون ؟؟؟ وان لم يتكرر بما انها قربة الى الله لابد من دليل حتى تثبت ـ كما تقولون ـ فاين الدليل ؟؟؟
وكما جاء في ردك نقلا عن ابن عثيمين مع اضافة عبارات بين قوسين , بابدال بعضها ببعض :
((( والحمد لله دليل أن الاحتفال بالمولد بدعة (باسبوع محمد بن عبد الوهاب ) سهل جداً ، لأنه يمكنك بكل سهولة أن تقول : ياأخي هل الرسول فعله؟ هل الخلفاء فعلوه؟ هل الصحابة فعلوه؟ هل التابعون فعلوه؟ هل الأئمة فعلوه؟...إن قال نعم فقل هات الدليل.
لو يعطى الناس بدعواهم ...لادعى رجال دماء قوم وأموالهم
فهات الدليل....إن لم يكن لديه دليل ، لكن الناس يعملون به ، فإن عمل الناس ليس بدليل
وكم من بدعة مشوا عليها وهي بدعة.
إذا لم يكن عندك دليل مافعله الرسول أو الصحابة أو التابعون أو الائمة ، فهو باطل ، قطعاً باطل.
مالذي جعلهم لايعملون به ولايدينون الناس عليه ؟ أهم جاهلون أم مستكبرون؟
هذه سهلة جداً )) .


وعلى فرض اننا اقمنا المولد كل فترة من الزمان دون تكراره كل سنة ودون جعله عيدا ودون حدوث أي شيء مما تعتبرونه منكرا هل يصبح الاحتفال به امرا مباحا ؟؟؟

فهذه هي الادلة السهلة التي تدل على ان المولد بدعة هي نفسها تدل على ان هذا الاحتفال بهذا الاسبوع بدعة , فلم التفريق ؟؟؟

نحن لا نقول ان الشيخين ابن باز وابن عثيمين وقعا في الخطأ الذي أوقعا الناس فيه , ولكننا نقول لهم دليلهم ولهم حجتهم , ونحن نعذرهم على ما ذهبا اليه , ونقول لم الانكار على الناس واتهام الناس بقلة العلم وقلة الدين لانهم احيوا المولد بما انهما فعلا الشيء ذاته لكنهم لم يفعلاه لاحياء ذكرى خير البشر , وانما فعلاه لاحياء ذكرى رجل يصيب ويخطيء , لم هذا الانكار ؟؟؟

أما قولك ( أخي الفاضل : استماتتك في الدفاع عن رأيك ليس لها إلا تفسير واحد ))اقول يا اخت انا ما قلت رايي وتعرفين ذلك جيدا ولعلك قرات اسماء العلماء الذين اجازوه ونقلت اسماءهم اليكم لتعرفوا انهم هم مراجع علم الحديث الذين اجازوه .

أما قولك (( وكلي ثقة بأنك لن تقتنع بما ردّ به الإخوة قبلي ولا حتى بما نقلته لك ولا حتى بما سيُرد به عليك بعدي ))

اقول : لو اتيتم بدليل واحد عن السلف الصالح يمنع منه لوقفنا عن الكلام فيه , وكلامك هذا اتهام لنا بالتعصب , فالله يحكم بيننا وهو خير الحاكمين .

اما قولك (( وستحاول أن تبحث عن حجة جديدة بعد كل رد ))أَوَتعتبرين أننا أهل هوى نقول برأينا ونأتي بالحجج من عقولنا ؟؟؟

اقول : سلاما

قولك (( لذا سأختصر عليك القول وأقول : أنت حر في اعتقاد ماتراه صائباً في صوفيتكم سواء الجالسة أو الراقصة أو حتى الراكضة إن أردتم ذلك ))

قولك هذا من موافقتك للاخ الذهبي فيما قاله من ان الصوفية ابتدعت امورا وقسمها الى اقسام كل واحدة حسب بدعتها , وجاء اتهامك لنا بالقول بجواز المولد لاتباعنا احدى هذه الطرق المبتدعة ,
والسؤال هو هل ما تفعله الصوفية الذاكرة لله تعالى سرا أو جهرا مجتمعين عليه بدعة ؟؟؟؟

لو أنكم تقرؤون كتب أهل العلم لوجدتم أنه ليس ببدعة للادلة الكثيرة من الكتاب والسنة ربما سيرد على هذه النقطة اخونا ابو هبة , أو راجعوا كلامه على هذا الرابط في هذا المنتدى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

هنا اذكرك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ كَافِرٌ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا ))

وكذا من اتهم اخاه ظلما بقول ليس فيه فهو كما قال !!!

وأما قولك ((ولتتركوا لنا الحرية أيضاً في اعتقاد مانشاء ومانرى أنه الحق
وإن كنتم تروننا من الضالين المضلين ))


فأقول هذا ليس شأننا فلا نتهم الناس ولا نفسق احدا ولا نبدع احدا , بل الحق اننا اذا راينا مسالة فيها خلاف قلنا فيها خلاف اتباعا لعلمائنا الذين يثبتون في المسائل الخلافية الخلاف مع ترجيح بعضها على بعض ولو كان المخالف قلةٌ من الناس , وهذا مما لم نعهده عنكم !!!

ففي أول ردي قلت المسالة خلافية والراجح الجواز
فرد الاخ الذهبي والمخضرم ـ وسياتي ردي عليهما قريبا ـ بان القول الفصل في المسالة بانها بدعة والمعترض مخالف اجماع الامة , فلقد نفيتم كل اثر للخلاف في المسالة , مع العلم ان من قال بالجواز هم جماهير علماء الامة لا كما قال من نقل عنه الاخ الذهبي , ثم جاء ردك موافقا لهما باسلوب فيه غلظة ترفضين فيه أي مجال لاقتناع وتحاولين فيه اغلاق باب الحوار , وهذا ليس اسلوب العلماء ولا طلاب العلم ولا حتى من يتحدث باسم الدين !!!

أأخيرا : الناس إن أرادوا بالاحتفال بمشايخهم على أنه عبادات فهذا غلط ، وإن أرادوا أنها مجرد تذكير لهم بمحاسنهم ليتأسوا بهم في الخير فقط ،فلا شيء فيه وهو كأسبوع الشيخ محمدبن عبدالوهاب وكالاحتفال بذكرى الإمام عبدالله الخليفي في جامعة أم القرى ونحو ذلك من الذكريات.التي يحيها مشائخ السلفية.
أفنقول : حرام على بلابه الدوح : حلال للطير من كل جنس


أسأل الله لي الهداية ان كنت ممن يتعصبون لراي ان كان مخالفا شرع الله تعالى
يتبع ان شاء الله ردي على الاخوين الفاضلين الذهبي والمخضرم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ذكرى
عضو فعال
عضو فعال



الجنس : انثى
عدد الرسائل : 200
العمل/الترفيه : طموح لايتوقف
المزاج : الحال يحكم
نقاط : 5754
تاريخ التسجيل : 13/11/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالسبت فبراير 28, 2009 5:13 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وقفة مع ردك أخي الفاضل

أقول أولا بارك الله فيك على الرد الطيب لو خلا من عبارات الاتهام !!!


وأنا أقول بارك الله فيك أخي على ردك الطيب بكل مُحتواه دون استثناء.
أما ماعبرت عنه بأنه اتهام ( ولا أدري لِم اخترت هذا المصطلح فالاتهام
يوجه لمن يُعتقد أنه ارتكب جرماً ) ، فلا والله ماهو باتهام وإنما كما قلت هو تفسير.
ألا يدل ردك على أنك من الصوفية ؟ فإن كنت مخطئة لك الحق في أن تلمني ، أما إن كنت مصيبة
فلا أعلم لماذا تنكر عليّ التلميح بذلك!!!

وبالنسبة لردك حول أسبوع الشيخ ابن الوهاب فأقول أخي يبدو أنك لم تنتبه لما كتبته في بداية كلامي وهو
رغم أنني لاأعترف بأعياد أو احتفالات لم يبينها لا الكتاب ولا السنة إلا انني أود نقل محاضرة أو بالأحرى مجموعة فتاوى صوتية للشيخ (محمد بن صالح العثيمين رحمه الله/سلسلة لقاء الباب المفتوح) حرفياً.
ومانقلته كان لأنك طلبت رداً على سؤالك وليس لبيان وجهة نظرشخصية ، ولست بمن يحتفل لابأسبوع الشيخ ابن الوهاب ولا بغيره.

قولك هذا من موافقتك للاخ الذهبي فيما قاله من ان الصوفية ابتدعت امورا وقسمها الى اقسام كل واحدة حسب بدعتها
أما هذه فلا أنكرها ، نعم أوافق الأخ الذهبي فيما قاله.

هنا اذكرك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ كَافِرٌ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا ))
وهنا أقول أخي أنت اتهمتني بقول ما لم يلفظه لساني ولم تكتبه يداي
وأعوذ بالله من أن أتهم مسلماً بالكفر سواء كان مبتدعاً أو غير مبتدع ،
آثما أو غير آثم. وماهذا بمقامي.

ثم جاء ردك موافقا لهما باسلوب فيه غلظة ترفضين فيه أي مجال لاقتناع وتحاولين فيه اغلاق باب الحوار , وهذا ليس اسلوب العلماء ولا طلاب العلم
أما العلماء فبيني وبينهم مابين السماء والأرض وأكثر ، وأما طلاب العلم فأتمنى أن أصل حتى إلى مرتبة طويلبة علم . (من ظن أنه علم فقد جهل )

وأما هذه
ولا حتى من يتحدث باسم الدين !!!
فأقول غفر الله لي ولك


اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت.
وصلّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وعلى من اتبعه وسار على نهجه
إلى يوم الدين


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك

دمتم بحفظ الله ورعايته
أستودعكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو البراء
عضو جديد
أبو البراء


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 49
العمل/الترفيه : أشكو إلى الله ذنوبي
المزاج : عبد فقير إلى الله
نقاط : 5813
تاريخ التسجيل : 11/06/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالسبت فبراير 28, 2009 7:04 am

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وبعد :
وقفات مع رد الاخ الفاضل الذهبي , أقول أخي الفاضل :

قال من نقلت عنه ((وادعاء أمور لم يقلها القائلون بأن المولد بدعة وهم عامة علماء أهل السنة ))
اعتبر أن جماهير علماء السنة على ان المولد بدعة ,

يرد عليه الامام السخاوي رحمه الله حيث يقول في السيرة الحلبية (1/ 83 و 84 ) أنهُ قال : لم يفعلهُ أحدٌ من السلف في القرون الثلاثة ، وإنما حدث بعد ، ثم لازال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمُدن يعملون المولد ويتصدقون في لياليهِ بأنواع الصدقات ويعتنون بقراءة مولدهِ الكريم ، ويظهر عليهم من بركاته ِكلُ فضلٍ عميم(

فجماهير علماء الامة كما قال الامام الحافظ السخاوي على القول بجواز الاحتفال بالمولد , والذين خالفوا قلة من العلماء !!!

إلا أن عنى بقوله هذا أن من أجاز اقامة المولد ليس من اهل السنة ,, فشأنه حينها الى الله .

وقال ((ومن عجائب المعترض أنه زعم أن الإمام ابن كثير أثنى على أحد الملوك لعمله المولد..... ))
وقال : (( ..... فحتى لو فرض أن الإمام ابن كثير أثنى على الملك الذي احتفل بالمولد، فلما يتضمنه ذلك من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته - وهذا قليل في الملوك -، فحسّن من هذا الوجه الثناء به على ذلك الملك، وإن كان قد يستقبح من المؤمن المسدد، مع أن هذا لا يعني إقرار الإمام ابن كثير بدعة المولد، بل ثناؤه كان على حسن قصد الملك، لا على بدعة المولد ...))


أقول : ومن عجائب من نقلت عنه تأويله هذا كيف جعل ثناء ابن كثير على الملك لا لأجل عمله بل لأجل النية الحسنة دون النظر في كلام ابن كثير رحمه الله تعالى وكأنه صار مضطلعا على القلوب ونواياها !!!
يقول الامام ابن كثير رحمه الله تعالى : ((الملك المظفر أبو سعيد كوكبري (2) ابن زين الدين علي بن تبكتكين أحد الاجواد والسادات الكبراء والملوك الامجاد، له آثار حسنة وقد عمّر الجامع المظفري بسفح قاسيون، وكان قد هم بسياقة الماء إليه من ماء بذيرة فمنعه المعظم من ذلك، واعتل بأنه قد يمر على مقابر المسلمين بالسفوح، وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الاول ويحتفل به احتفالا هائلا ... ))

لو انتبه الى كلام ابن كثير وثناءه على الملك لانه قام باعمال خيرة ذكر منها بناء الجامع المظفري ومنها عمله للمولد الشريف ,
هل يحتاج من بنى مسجدا جامعا حتى يجكم على عمله بالخيرية لأن تُعرف نيته أكانت حسنة أم لا ؟؟؟
أتقول لمن بنى المسجد ما هي نيتك بهذا الفعل أم تقول له تقبل الله عملك الصالح ؟؟؟
ألا يعتبر بناء مسجد جامع خيرا سواء اعرفت نية بانيه ام لا ؟؟؟

الامر الثاني الذي ربما لا يعرفه - من نقلت عنه - ان ابن كثير له مؤلف في المولد النبوي الشريف طبع بتحقيق د. صلاح المنجد ((( للتأكيد صلاح وليس صالح ))) رحمة الله على كل علماء امتنا
وعلى فرض أن الامام ابن كثير ما تكلم فيه , أو رآه بدعة ـ وقد رآه مستحبا ـ فقد رآه غيره من الأئمة جائزا مباحا , ومن تبع هذا المجتهد أو ذاك معذور لأنه تبع بعمله فتوى لامام مجتهد .
ولا إنكار في مسائل الاجتهاد .

قولك : (( وأما ما ورد عن ابن عمر وابن مسعود رضي الله عنهما في صيغ التشهد، فهذا إن صح إسناده، فهو في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والعلماء متفقون على أن جواز كل التشهدات التي وردت عن الصحابة، لأنها كلها ـ إن صح الإسناد ـ محمولة على سماعها من النبي صلى الله عليه وسلم، لأنّ أفعال الصلاة وأقوالها توفيقية، وما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم في ذلك مع صحة إسناده، فهو داخل في هذه القاعدة، وليس هو من الإحداث في الدين ))

أقول : لقد ثبتت هذه الآثار عن الصحابة وهي من اجتهاداتهم وليست مما تعلّموها من رسول الله صلى الله عليه وسلم , لأن الآثار التي تأخذ حكم المرفوع هي : (( مما لا مجال للاجتهاد فيه , ولا له تعلق ببيان لغة , أو شرح غريب , كالاخبار عن الامور الغيبية الماضية من بدء الخلق وأخبار الأنبياء عليهم السلام , أو الآتية كالفتن والملاحم وأحوال يوم القيامة وكذا الإخبار عما يحصل بفعله ثواب مخصوص أو عقاب مخصوص )) نقلا عن نخبة الفكر لابن حجر رحمه الله

فكلام من نقلت عنه ليس سديدا في هذه المسألة , والعبادات التوقيفية هي ما جاء فيها نص عن النبي صلى الله عليه وسلم سواء لفظا او فعلا كصلاة الظهر اربع ركعات فالزيادة عليها بدعة في الدين وكذا كل عبادة ورد فيها نص , أما الامور التي يتقرب فيها الى الله تعالى ولم يرد فيها نص عن النبي فهي اجتهادية تحتاج الى نظر الفقهاء المجتهدين فيها ومنها المولد وقد اجازه كثير من كبار العلماء ذكرت اسماء هم سابقا , ورأى غيرهم عدم الجواز , ولكل فريق دليله , فلا يحق لنا أن نقطع في المسألة أن الحق فيها ما ذهب اليه فريق دون الاخر ,

قولك ((ومن عجائب ما ذكره المعترض، أنه قرر أن كل ما له أصل في الشرع، فلا يكون بدعة بحال من الأحوال، وهذا يعود بالأبطال على قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة» [رواه أبو داود] لأن غالب أصحاب البدع إنما يستدلون بما له أصل في الشرع، ولكنهم ينزلون النصوص غير منازلها، كما قال تعالى: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ} [سورة آل عمران

أقول هنا إن الذين أباحوا اقامة المولد هم علماء أجلّاء مجتهدون ثقات طعن فيهم هذا المتعالم بقوله ينزلون النصوص في غير منازلها , فأسألك هنا , هل تعتبر أن ابن شامة شيخ النووي والعراقي وابن حجر والسيوطي وغيرهم كثير ينزلون النصوص في غير منازلها وهل تنطبق عليهم هذه الآية قال تعالى: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ} ؟؟؟؟
غفر الله لقائل هذا القول .

قولك : ((ومن الأمثلة على هذا ما أحدثته الطرق الصوفية من الأذكار والصلوات التي ما أنزل الله بها من سلطان، زاعمين أن أصل ذلك موجود في الشرع، وهو الآيات والأحاديث التي ندبت إلى ذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ))

قولك هنا اتهام للصوفية بشكل عام بانهم اهل بدع , وما اصبت بقولك هذا وما ذكره من نقلت عنه من البدع منه ما هو من السنة

اما بالنسبة للصوفية فخذ هذا الرابط واقرا ما كتبه الاخذ ابة هبة ردا على الاخ همي الدعوة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

واقرأ أخي الفاضل وأنصف الناس من نفسك فالانصاف من الدين , فليس كل من تسمى باسم الصوفية ولبس لباسهم كان منهم .

وقولك : ثم زادوا البدع، فأحدثوا الذكر مع الرقص، ولهذا فالصوفية تنقسم إلى قسمين:

- الصوفية الجالسة.
- والصوفية الراقصة((


أقول أخي الفاضل أما ما قيل أن الرقص هو ما عليه أغلب أهل الطرق الصوفية فهذا مما لم يصب فيه من نقلت عنه , بل الصحيح أن علماء الصوفية حرموه ومنعوه ومنهم الشيخ العلامة البوطي حفظه الله في فقه السيرة النبوية

أما الجالسة هي التي تقول اذكارها وهي جالسة بصوت او بدون صوت , فهذا من السنة اذا لم يتخلل اذكارهم ما يخاف الشرع وراجع ما كتبه اخونا ابو هبة عند هذا المقام في هذا المنتدى على هذا الرابط

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

يتبع إن شاء الله تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايوب
صاحب الريشة الذهبية
صاحب الريشة الذهبية
ايوب


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 1547
نقاط : 6387
تاريخ التسجيل : 16/05/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالأحد مارس 01, 2009 2:04 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوتي الأفاضل
أبو البراء
الذهبي
المخضرم
ذكرى
أبو هبة الله

و البقية .......

عندي لكم شكر وعتاب فارجوا أن تقبلوهما مني :

أولا الشكر :

أشكركم جزيل الشكر على ما تقدموه لنا عبر هذا المنتدى من علم وفوائد ونصائح و إرشادات ، تنير العقل وتزيد العلم و تصلح العمل .
لا شك أن للخطابة فيكم شأن عظيم وشأنكم فينا شأن العظماء ، فقد علمنا من خلال صحبتكم

أنكم أنجب طلاب علم ودين ...

و خيرة القارئين ...

و أحسن الكاتبين ...

و أنشط الناقلين .


قلوبكم تتدفق إيمان ، مفتوحة لحب الإخوة و الأخوات ، سباقون للنشر الخير و المودة بينهم ،
تحملون نور اليقين للضرير
وتفرحون لسعادة الناجح
و تواسون حزن الخاسر
و تمسحون الدمع من عين المهموم
و تدفعون زاد التقوى للمخطأ
وتضمدون جراح المريض .
لو سكبنا جميع حروفنا في وصفكم عطرا لعطرنا الزمان و المكان ،
ولو أشعلنا جميع كلماتنا نورا لأضاءت الدنيا بأكملها ،
لقد أودعناكم في صدورنا محل قلوبنا فنبضكم هو مسلكنا وطريقنا إلى الله و رسول الله .

ثانيا العتاب :

ترتبط خيرية هذه الأمة ارتباطا وثيقا بدعوتها للحق ، وحمايتها للدين ، ومحاربتها للباطل ؛ ذلك أن قيامها بهذا الواجب يحقق لها التمكين في الأرض ، ورفع راية التوحيد ، وتحكيم شرع الله ودينه ، وهذا هو ما يميزها عن غيرها من الأمم ، ويجعل لها من المكانة ما ليس لغيرها ، ولذلك امتدحها الله تعالى في كتابه العزيز حين قال :

ما اعتدت أن أعاتب احد أو ألوم أحدا أبدا ، سوى للإصلاح ولم شمل الجماعة .
فموضوعكم هذا على سبيل المثال لا الحصر من بين المواضيع القيمة و المفيدة وذات قيمة كبيرة فقهية وشرعية ، كثر فيها نقاش وجدال بين العامة في كل مكان خاصة في أيامنا هذه .
كل واحد منكم مسئول أمام الله على ما يكتب أو ينقل وكل واحد منكم يحاسب آو يجاز على ما فعل أو أمر به الناس .
اختلافكم هو فائدة لنا وحتما سيصلنا إلى اليقين و الصحيح ، فلا تجعلوا وجهة نظركم الغير متفقة تنسيكم دينكم وعقيدتكم التي هي في الأخير واحدة ، وتنسيكم محبتكم واحترامكم لبعضكم البعض

{ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله }
( آل عمران : 110 )

فكفوا عن اتهام بعضكم بما لا يقول الآخر و اجعلوا من نقاشكم وحواركم متعة وثقافة وفائدة للجميع ، فلا أخفيكم سرا أنني استمتع كثيرا وتزودت فائدة من هذا الاختلاف الطيب المبارك بهذا الموضوع .

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم

الاختلاف في مجالات نشاط الإنساني يؤدي إلى إقامة الحياة السعيدة، لكن الخلاف في مجالات الدين المختلفة سبب تعاسة الإنسان، وفساد أمره وشتت شأنه، الأمر الذي يدل دلالة قاطعة على أن الاختلاف مذموم من حيث الجملة

قال تعالى: إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء {الأنعام: 159}

وقال سبحانه : ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد {البقرة: 176}

وقال تعالى : وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم {آل عمران: 19}،

وقال تعالى : ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات {آل عمران: 105}.

الختام

وبالنيابة عن جميع الأعضاء لان لي كل اليقين أن جميع أعضاء منتديات المجالس
الإيمانية يحبونكم ويحترمونكم ويثقون فيكم ويأخذون منكم .
فلكم منا جزيل الشكر و جزاكم الله عنا كل خير وجعل صالح أعمالكم في ميزان حسناتكم
اللهم أمين


(( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) (التوبة:105)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almajalis.yoo7.com
أبو البراء
عضو جديد
أبو البراء


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 49
العمل/الترفيه : أشكو إلى الله ذنوبي
المزاج : عبد فقير إلى الله
نقاط : 5813
تاريخ التسجيل : 11/06/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالأحد مارس 01, 2009 3:00 am


بارك الله فيك أخي أيوب على حرصك على دوام الاخوة , والمحبة بين الاخوة
وان كنت قد أسأت الى أحد أو فهم مني أحد اساءة فاعتذر اليه وارجو قبول اعتذاري

أكمل في مسألة المولد
مسألة الاحتفال بالمولد مسألة اجتهادية اختلف فيها العلماء إلى فريقين , منهم من أجاز ومنهم من منع , فلا يجوز القول بأن احد الفريقين اصاب الحق وان مخالفه ابتدع , فلو كان الحكم فيه بيّن لما اختلف اهل العلم فيه , و اختلاف أهل العلم في مسائل الاجتهاد لا يجعل أحد الفريقين مبتدعا ً - حتى المخطئ منهم – لأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر ))
والله لا يأجر على البدعة، بل البدعة تجعل صاحبها ضالاً وتجعله في النار (( بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ))
وفي مسودة آل تيمية عن الإمام أحمد قال :
)) الحق عند الله واحد، وعلى الرجل أن يجتهد، ولا يقول لمخالفه : إنه مخطئ ))


وفي حلية الأولياء عن الإمام مالك :
(( شاورني الرشيد أن يعلق الموطأ في الكعبة، ويحمل الناس على ما فيه؟ فقلت : لا تفعل، فإن أصحاب رسول الله اختلفوا في الفروع، وتفرقوا في البلدان، وكل مصيب ))
, أي حسب اجتهاده
ولا يحق لأحد أن يقطع في مسائل الاجتهاد أن ما ذهب إليه هو الحق وأن مخالفه مخطيء
فقد يكون ما ذهب إليه هو الخطأ .
وقد بّين رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ المجتهد لا يستطيع أن يجزم بأنَّه على صواب في معرفة مراد الله تعالى، فقال فيما رواه مسلم برقم ( 1731 ) ، وهو من وصاياه لبعض قادة الجيوش ،

فقال صلى الله عليه وسلم : ((( وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ فَلَا تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَلَا ذِمَّةَ نَبِيِّهِ وَلَكِنْ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ فَإِنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ فَلَا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللَّهِ فِيهِمْ أَمْ لَا ؟؟ ))) مسلم

ومن لم يستطع أن يجزم بأنه على الصواب كيف يجزم بأن مخالفه على الخطأ ؟؟؟

ولذلك قال ابن تيمية في مجموع الفتاوي :
(( فهذه المسائل التي تنازع فيها السلف والأئمة، فكل واحد منهم أقر الآخر على اجتهاده فمن ترجح عنده تقليد الشافعي لم ينكر على من ترجح عنده تقليد مالك ، ومن ترجح عنده تقليد أحمد لم ينكر على من ترجح عنده تقليد الشافعي، ونحو ذلك ))


وإذا كان الأمر كذلك ، فان المنكر على مخالفيه إذا كانوا قد اعتمدوا على أدلة قال بها بعض أهل العلم
فهو مخالف لهذا النهج متعد على مخالفيه
!!!

يتبع إن شاء الله تعالى
ِ


عدل سابقا من قبل أبو البراء في الثلاثاء مارس 03, 2009 12:43 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو البراء
عضو جديد
أبو البراء


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 49
العمل/الترفيه : أشكو إلى الله ذنوبي
المزاج : عبد فقير إلى الله
نقاط : 5813
تاريخ التسجيل : 11/06/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالثلاثاء مارس 03, 2009 12:38 am

مسألة هامة: هل يعتبر ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لشيء دليلا على المنع منه ؟

وقد ذكر ابن تيمية أنَّ عدم فعل النبي لا يحتج به عند وجود دليل شرعي آخر، فقد قال عند كلامه عن دخول الحمام في الفتاوي حيث قال :
(( ليس لأحد أن يحتج على كراهة دخولها، أو عدم استحبابه بكون النبي ... إذ عدم الفعل إنما هو عدم دليل واحد من الأدلة الشرعية، وهو أضعف من القول باتفاق العلماء، وسائر الأدلة - من أقواله كأمره ونهيه وإذنه ، ومن قول الله تعالى ـ هي أقوى وأكبر ... ... فنفي الحكم بالاستحباب لانتفاء دليل معين من غير تأمل باقي الأدلة خطأ عظيم ))

فهنا يقال لمن حرم المولد: حسب القاعدة التي قالها ابن تيمية لا يكفي عدم فعل النبي صلى الله عليه وسلم للمولد في الاستدلال على عدم مشروعيته ، بل لابد من تأمل باقي الأدلة، ولا سيما القولية نصا ً واستنباطاً ، وإذا كان انتفاء فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود قوله لا ينفي المشروعية ، فانتفاء فعل السلف ــ مع وجود قول النبي صلى الله عليه سلم ـ أولى بأن لا ينفي المشروعية ؛ لأنَّ قوله حجة بنفسه لا يتوقف على غيره ، وقد تأمل العلماء الآخرون باقي الأدلة، واستدلوا ببعضها ، على جواز الاحتفال بالمولد .

ولو كان عدم وجود قول للسلف في المسألة دليلاً على عدم المشروعية لكان لا يحق للتابعين أن يتكلموا في مسألة سكت عنها الصحابة، وكان لا يحق لأتباع التابعين أن يتكلموا في مسألة سكت عنها التابعون، وهذا مخالف لما نص عليه الإمام أحمد ، ففي مسودة آل تيمية ص (336 ) قال أبو داود :

)) قال أحمد بن حنبل :... فإذا وجدت عن رسول الله لم أعدل إلى غيره، فإذا لم أجد ... فعن الخلفاء الأربعة ... فإذا لم أجد فعن أصحابه الأكابر فالأكابر ... فإذا لم أجد فعن التابعين وتابع التابعين ))

ولو كان عدم الرواية حجة على عدم المشروعية لكان ينبغي للتابعين أن يقولوا لو كان خيرا ً لسبقنا إليه الصحابة، و كان ينبغي لأتباعهم أن يقولوا : لو كان خيراً لسبقنا إليه التابعون .

وما قاله الإمام أحمد مستند إلى ما رواه النسائي وجوّده عن ابن مسعود (( فإن جاء أمر ليس في كتاب الله ولا قضى به نبيه ولا قضى به الصالحون، فليجتهد رأيه ... ))

ولو كان عدم الرواية دليلا ً على عدم المشروعية لما صح أن يقول : ((فليجتهد رأيه ))
بل يقول : لو كان خيرا ً لسبقه إليه الصالحون قبله، فلا يجوز له أن يجتهد
ومن قال : لو كان فعل المولد خيرا ً لسبقونا إليه ، يقال له : قد سبقنا إليه رسول الله بالدلالة على مشروعيته بطريق الأولى، وإنكار الاستدلال بهذا الطريق خروج عن منهج الكتاب والسنة والسلف الصالح .
ومما يؤكد القول بأن ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر لا يدل على بدعيته ما ذهب إليه أحد الراسخين في العلم , وهو الشافعي رحمه الله

حيث قال رحمه الله تعالى : (( كل ما له مستند من الشرع فليس ببدعة ولو لم يعمل به السلف ، لأن تركهم للعمل به قد يكون لعذر قام لهم في ذلك الوقت، أو لما هو أفضل منه، أو لعله لم يبلغ جميعهم علم به )) . ا هـ


وقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى نحو ما قال الشافعي : (( والمراد بالبدعة: ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، فأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه، فليس ببدعة شرعًا ، وإن كان بدعة لغة )) .

فأقوال العلماء دالة على ان ما احدث بعد النبي واستحسنه بعض اهل العلم لم يعد ضمن مسمى البدعة الشرعية , وانما يدخل تحت مسمى البدعة اللغوية عند من لم يقسّم البدعة كما قال ابن رجب الحنبلي وقد مر قوله قبل قليل ,
أو يدخل تحت مسمى البدعة الحسنة عند من قسّم البدعة الى حسنة وسيئة ,كما
قال الشافعي رحمه الله : ((الْمُحْدَثَاتُ ضَرْبَانِ أَحَدُهُمَا : مَاأُحْدِثَ مِمَّا يُخَالِفُ كِتَابًا ، أَوْ سُنَّةً ، أَوْ أَثَرًا ، أَوْ إجْمَاعًا فَهَذِهِ الْبِدْعَةُ ضَلَالَةٌ , وَالثَّانِي : مَا أُحْدِثَ مِنْ الْخَيْرِ لَا خِلَافَ فِيهِ لِوَاحِدٍ مِنْ هَذَا ، وَهَذِهِ مُحْدَثَةٌ غَيْرُ مَذْمُومَةٍ ))

وقد ساق شيخ الاسلام امير المؤمنين ابن حجر رحمه الله ــ دليلا بالقياس ـ وهو من أدلة الشرع المعتمدة ـ يؤصل هذا الفعل

(((وقد ذكر السيوطي : أن الحافظ ابن حجر استدل – على مشروعية عمل المولد، وتوقيت بعض الأعمال الصالحة وتخصيصها بيوم مولده من كل عام - بحديث قولي ، هو حد يث صوم عاشوراء في البخاري ومسلم واللفظ له (( أن رسول الله قدم المدينة، فوجد اليهود صيام ً ا، يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله : ماهذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا : هذا يوم عظيم، أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرَّق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرا ً(( , فنحن نصومه وفي رواية لهما ( ( فنحن نصومه تعظيما ً له (

فقال ابن حجر فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما منَّ به في يوم معين من إسداء نعمة، أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في ن ظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر يحصل بأنواع العبادة ... وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم )))

والقياس هو : ( الحاق حكم غير منصوص على حكمه الشرعي بأمر منصوص على حكمه لاشتراكهما في علة الحكم ) .

والقياس له اركان اربعة :
1 - الأصل : هو صيام عاشوراء
2 – الفرع : وهو اقامة المولد
3 - العلة : وهي التعبير عن الفرح والشكر لله تعالى على نوع من النعم بنوع من العبادات
4 – حكم الأصل : هو الحكم الشرعي الذي ورد فيه النص أو الاجماع في الأصل , ويراد تعديته أو نقله إلى الفرع .

فالحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى قاس عمل المولد ( الفرع ) على صيام عاشوراء (الاصل) للاشترك في العلة ( وهي التعبير عن الفرح والشكر لله تعالى على نوع من النعم بنوع من العبادات ) .

فلا يقال هذا الفعل بدعة لأنه نتيجة لاجتهاد مجتهد شهدت له الامة بالقبول , وتبع الناسُ الامام المجتهد ,
والمجتهد مأجور لأنه اجتهد في المسالة فان اصاب له اجران وان اخطا له اجر
ومن تبع المجتهد من الناس معذور لانه يعمل بفتوى مجتهد اصاب المجتهد ام اخطا

والسؤال يقول : ما هو المولد ؟؟؟ فنقول المولد هو عبارة عن أمور هي :
1 – تخصيص يوم كل سنة
2 – يشتمل على محاضرات وأناشيد
3 – يصحب الأناشيد دفّ
وهذه الأمور الثلاثة لها أصل في السنة وآثار الصحابة ويأتي بيانها إن شاء الله تعالى

فالحق أنها مسالة خلافية يجب الانصاف فيها وترك التهجم والاتهام
والله يهدي الى سواء الصراط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
khedidja
عضو مشارك
عضو مشارك



الجنس : انثى
عدد الرسائل : 63
العمل/الترفيه : سكرتيرة
المزاج : عادي
نقاط : 5866
تاريخ التسجيل : 23/06/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: السلام عليكم ورحمة الله و بركاته   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالثلاثاء مارس 03, 2009 8:16 am

بالله عليكم انا قرأت و المشكلة اني فهمت مليح و بعد الردود فهمت
و اقتنعت
و النتيجة خرجت صفر اليدين كلا الرأين صح
فأيهما صح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الذهبي
الادارة
الادارة
الذهبي


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 1088
العمل/الترفيه : العمل
المزاج : جراح الامة
نقاط : 6183
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالأربعاء مارس 04, 2009 7:26 am



إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار وبعد : فإن الله أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا ، وأمرنا جل ثناؤه بالتمسك بهذا الحديث حتى الممات ،
قال تعالى :
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) آل عمران :102
فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، ولمسلم وعلقه البخاري: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).

وثبت عن ابن مسعود ــ رضي الله عنه ــ أنه قال: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم) أخرجه أبو خيثمة في "العلم (54)"، ووكيع في "الزهد (315)" وغيرهما.

وقال ابن عمر ــ رضي الله عنهما ــ:
(كل بدعة ضلالة، وإن رآها الناس حسنة) أخرجه اللالكائي(126) بسند صحيح ،
وقال حسان بن عطية ــ رحمه الله ـ:
(ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله عنهم من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة) أخرجه الدارمي(99) بسند صحيح.

وقال مالك بن أنس ــ رحمه الله ــ:
(من أحدث في هذه الأمة اليوم شيئاً لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأن الله تعالى يقول{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}، فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً) أخرجه ابن حزم في الإحكام 6/225.

وقال ابن تيمية ــ رحمه الله ــ:
(أهل البدع شر من أهل المعاصي الشهوانية بالسنة والإجماع). [الفتاوى 20/103]

وصدق الإمام الحافظ أبو زرعة الرازي ــ رحمه الله ــ حين قال:
(ما أسرع الناس إلى البدع!!). [سؤالات البرذعي ص562،تاريخ بغداد 8/215،ميزان الاعتدال 1/431].

سأقف على كلامك أخي أبو البراء في استدلالك بقول الامام الشافعي رحمه الله فيما يخص
المولد النبوي فقط

حيث قال رحمه الله تعالى : (( كل ما له مستند من الشرع فليس ببدعة ولو لم يعمل به السلف ، لأن تركهم للعمل به قد يكون لعذر قام لهم في ذلك الوقت، أو لما هو أفضل منه، أو لعله لم يبلغ جميعهم علم به )) . ا هـ

القاعدة الشرعية: أن كل عمل يتقرب به المسلم إلى ربه ويرجو منه أجراً وثواباً لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه مع إمكانهم فعله وعدم وجود مانع من ذلك فهو من جملة المحدثات والبدع.

السؤال المطروح هنا على حسب استدلالك بقول الشافعي رحمه الله في الاحتفال بالمولد النبوي

ماهو عذر الصحابة والتابعين بترك الاحتفال بالمولد ؟؟ وماهي الموانع مع أن بامكانهم فعله !!

فان قلت عذر وقتي فالعوام يعلم أن وقتهم خير من وقتنا !!


عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [/color]{ خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته } متفق عليه وهذا لفظ البخاري.

قال النووي:
(اتفق العلماء على أن خير القرون قرنه صلى الله عليه وسلم والمراد أصحابه) شرح النووي على مسلم (16/84)

وان قلت عذر بسبب التفضيل وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان معهم
أليس الأفضل أن يحتفلوا بمولده وهو حي معهم ؟ أم الأفضل أن نحتفل بمولده وهو ميت صلوات الله عليه ؟
اترى النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن عالما بالفضل المترتب على ذلك أم يقال أن الصحابة لم يعرفوا قدر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقيموا له مولدا تكريما له صلى الله عليه وسلم ؟!
وهل الرسول صلى الله عليه وسلم كان ليرضى أن نحتفل بمولده ؟؟

كيف وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن القيام له وأخبر أن ذلك من فعل الأعاجم قال أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصا ، فقمنا إليه فقال :

( لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا وعن أنس - رضي الله عنه - قال :
( ما كان شخص أحب إليهم من النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك )
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد كره القيام له ونهى عنه وأخبر أنه من فعل الأعاجم فكيف بالقيام عند ذكر ولادته وخروجه من الدنيا ، فهذا أولى بالنهي لجمعه بين البدعة والتشبه بالأعاجم

وان قلت لعله لم يبلغ جميعهم علم به !!!
هل يعني المتاخرين اعلم من الصحابة والتابعين ؟؟؟

فالجواب تجده عند الصغار قبل الكبار


فاني ارى استدلالك بقول الشافعي رحمه الله فيما يخص المولد النبوي ليس في محله والله اعلم

ولي عودة على باقي كلامك ان شاء الله


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الذهبي
الادارة
الادارة
الذهبي


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 1088
العمل/الترفيه : العمل
المزاج : جراح الامة
نقاط : 6183
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالخميس مارس 05, 2009 1:20 pm


إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار وبعد : فإن الله أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا ، وأمرنا جل ثناؤه بالتمسك بهذا الحديث حتى الممات

قال الشيخ الفقيه د. محمد علي فركوس ـ حفظه الله ورعاه ـ في رسالته « حكم الاحتفال بمولد خير الأنام ـ عليه الصلاة و السلام » ( ص 35-59 ) ـ بتصرف يسير ـ :


شبهات وتلبيس :

وعادة أهل الأهواء التمسُّك بالشُّبُهات يُلبِّسونها على العوامِّ وسائرِ من سار على طريقتهم ، يحسبها الجاهل ـ بحسن ظنِّه ـ أدلة الشرع وأحكامه ،

(( وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ))
[آل عمران: 78] .

ومن جُملة الشُّبهات وأهمِّ التعليلات : استنادهم إلى قوله ـ تعالى ـ :


(( قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ )) [يونس: 58] ،

على أنَّ في الآية أمرًا بالفرح بمولده ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ والاحتفال به ، وبقوله ـ تعالى ـ :


(( وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ )) [إبراهيم: 5] ،

ليشكروا اللهَ على نعمة مَولد النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ ، ففي الآية دليلٌ ـ في اعتقادهم ـ على جواز تخصيص شهر ربيع الأول ، وليلة : « 12 ربيع الأول » منه للابتهاج والفرحة بمولده ، وإفهام الناس سيرة النبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ وأخلاقه ومعجزاته وشمائله ، وما لقيه في دعوته من المِحَنِ والشدائد ، وهو صبَّار على طاعة الله وعن محارمه وعلى أقداره ، شكورٌ قائمٌ بحقوق الله يشكر اللهَ على نعمه ، كُلُّ ذلك من التذكير بأيَّام الله ، وجاء تأييدهم لذلك بما ورد في صحيح مسلم : أنَّ رسولَ الله ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ سُئِلَ عن صوم الاثنين ؟ فقال : « فِيهِ وُلِدْتُ ، وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ » [1] ، ووجهه يدلُّ على شرف ولادته ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ ، ويفيد شرعية الاحتفال بمولده ، كما احتجُّوا على جواز المولد بأنَّ أبا لهب يُخفَّف عنه العذاب كلَّ اثنين لأنَّه أعتق ثويبة إثر بشارتها له بولادة النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ على ما جاء في البخاري :

« قَالَ عُرْوَةُ : وَثُوَيْبَةُ مَوْلاَةٌ لأَبِي لهَبٍ وَكَانَ أَبُو لَهبٍ أَعْتَقَها فَأَرْضَعَتِ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهبِ أُرِيَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ ، قَالَ لَهُ : مَاذَا لَقِيتَ ؟ قَالَ أَبُو لَهبٍ : لَمْ ألْقَ بَعْدَكُمْ غَيْرَ أَنِّي سُقِيتُ فِي هَذِهِ بِعَتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ » [2] ،

ولَمَّا كان فرحه بولادة النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ سببًا في تخفيفِ العذاب عنه فذلك دليلٌ على جواز الفرح والابتهاج بيوم مولِدِه والاحتفال به [انظر « المواهب اللدنية » للقسطلاني (1/260)] ، ولأنَّ الغرض من إقامة مولده ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ كما قرَّره أهل الطرق ـ


هو شُكْرُ الله على نعمة إيجاده ، وتخصيص شكر الله ـ تعالى ـ عليه إنما يكون بإقامة الولائم وإطعام الطعام والتوسعة على الفقراء ـ زعموا ـ ، فضلاً عن أعمال البِرِّ الأخرى النافعة كالاجتماع على قراءة القرآن وتلاوته ، والذِّكْرِ والصلاة على النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ ، وسماع شمائله الشريفة وقراءة سيرته العطرة ؛ كُلُّ ذلك ـ عندهم ـ محمودٌ غيرُ محظورٍ بل مطلوبٌ إحياءً للذِّكرى ، معلِّلين ذلك بما حثَّ الرسولُ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ أُمَّته على صومِ عاشوراءَ شُكْرًا للهِ على نجاةِ موسى ومن معه ، فإنَّ ذلك كُلَّهُ يُستفادُ منه شرعيةُ الاحتفال بالمولد [انظر « الفتاوى الحديثية » لابن حجر الهيثمي ( ص 909 ، 974) ، و « الحاوي للفتاوى » للسيوطي (1/260)] ، ويعكس ـ حالَ الاجتماع عليه ـ محبَّةَ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ وتعظيمَهُ ـ ، ويذهبُ بعضُهم إلى أنَّ أعيادَ الميلاد من عادات أهلِ الكتاب ، والعادة إذا تَفَشَّتْ عند المسلمين أصبحت من عاداتهم ، والبدعةُ لا تلج العادات وإِنَّمَا تدخل في العبادات .


تفنيد الشبهات ومختلف التعليلات :

ولا يخفى أنَّ تفسير قوله ـ تعالى ـ :

(( قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ )) [يونس: 58] ،

بمولده ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ لا يَشهدُ له أيُّ تفسيرٍ ، وهو مخالِفٌ لما فَسَّرَهَا به الصحابة الكرام والأئمَّة الأعلام ، وقد جاء عنهم أَنَّ المرادَ

بفضل الله : القرآن ، ورحمتِه : الإسلام ، وبهذا قال ابنُ عباس وأبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنهم ـ ، وعنهما ـ أيضًا ـ :

فضل الله : القرآن ، ورحمته : أن يجعلكم من أهله ، وقيل : العكس [« تفسير القرطبي » (8/353) ، « تفسير ابن كثير » (2/402-403)].

فالحاصلُ أنَّ اللهَ ـ تعالى ـ لم يأمر عبادَه بتخصيص ليلةِ المولد بالفرح والاحتفال ، وإنَّما أمرهم أن يفرحوا بالإسلام وهو دِين الحقِّ الذي أنزل على نبيِّه ـ صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم ـ ، ويدلُّ عليه قوله ـ تعالى ـ:


(( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )) [الأنبياء: 107] ،

وقد تعرَّضت الآية للبِعثة ولم تتعرَّض لولادته ، قال ـ تعالى ـ مُمْتَنًّا على المؤمنين ـ :


(( لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ )) [آل عمران: 164] ،

وفي « صحيح مسلم » :
« إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً » [3] ،

وفي رواية في « صحيح مسلم » ـ أيضًا ـ أَنَّه لَمَّا سُئِلَ عن صوم الاثنين قال : « وَيَوْمٌ بُعِثْتُ فِيهِ » [4] .

أمّا قوله ـ تعالى ـ : (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ )) [إبراهيم: 5] ،

فالمراد بأن يُذكِّرَهم بنِعم اللهِ ونقمه التي انتقم فيها من قوم نوح وعاد وثمود ، والمعنى : أن يَعظهم بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد ، فإنَّ في التذكير بها لدلالات عظيمة على التوحيد وكمال القدرة لكلِّ مُؤمن ، وأُردفت الآيةُ بالوصفين المذكورين وهما : « الصبر والشكر » ؛ لأنَّهما ملاك الإيمان [« تفسير ابن كثير » (2/523) ، « فتح القدير » للشوكاني (3/94)] ، وفيما صحَّ من حديثِ رسولِ الله ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ أنّه قال :
« عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ ( شَكَرَ ) فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ ( صَبَرَ ) ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ » [5].

ولا يخفى أنّ الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ومَن بعدَهم من أهل الإيمان الذين يصبرون في الضرَّاء ويشكرون في السَّرَّاء ويحيون سُنَّته ويتَّبعون هديَه لم يفهموا من الآية الاحتفال بالمولد لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ ، ولا أقاموه ، وإنَّما حدث بعد القرون الثلاثة المفضَّلة .

أمَّا شبهتهم بالحديث فغاية ما يدلُّ عليه الترغيب في الصيام يوم الاثنين وقد اكتفى به ، وما كفى النبيَّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ يكفي أُمَّتَه ، وما وسعه يسعها ، ولذلك كان شكر الله على نعمة ولادته بنوع ما شكر به ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ إنَّما يكون في هذا المعنى المشروع ، ومن ناحية أخرى أنَّ يوم الاثنين الذي هو يوم مولده ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ ومبعثه ـ كما ورد في الحديث ـ وافق يوم وفاته بلا خلاف [« فتح الباري » (8/129)] ، وعلى المشهور ـ أيضًا ـ أنَّ ولادته ووفاته كانتَا في شهر ربيع الأول ،


فلماذا يفرح الناس بولادته ولا يحزنون على وفاته ؟؟، إذ ليس الفرح أولى من الحزن فيه ،

علمًا بأنَّ وفاتَه ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ مِن أعظم ما ابتلي به المسلمون ، وأفجعِ ما أُصيبت به أُمَّة الإسلام ، قال ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ :
« يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّمَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ـ أَوْ مِنَ المُؤْمِنِينَ ـ ، أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَتَعَزَّ بِمُصِيبَتِهِ بِي ، عَنِ المُصِيبَةِ الَّتِي تُصِيبُهُ بِغَيْرِي ، فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي لَنْ يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بَعْدِي ، أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ مُصِيبَتِي » [6] .

قال ابن الحاج المالكي -رحمه الله- في «المدخل» (2/16-17) :
( العجب العجيب كيف يعملون المولد بالمغاني والفرح والسرور ـ كما تقدَّم ـ لأجل مولده ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ في هذا الشهر الكريم ، وهو ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ فيه انتقل إلى كرامة ربِّه ـ عزَّ وجلَّ ـ ، وفُجعت الأُمّة وأُصيبت بمصاب عظيم لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبدًا ، فعلى هذا يتعيَّن البكاء والحزن الكثير ، وانفراد كُلِّ إنسان بنفسه لما أصيب به لقوله ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ : « ليعزّى المسلمون في مصائبهم المصيبة بي » ) .

وليس لليوم الثاني عشر من ربيع الأول ـ إن صحَّ أنّه مولده ـ من ميزةٍ دون الأيام الأخرى ؛ لأنّه لم يُنقل عن النبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ أنّه خصَّصه بالصيام أو بأيِّ عملٍ آخرَ ، ولا فعله أهلُ القرون المفضَّلة من بعده ، فدلَّ ذلك على أنَّه ليس له من فضلٍ على غيره من الأيام .
وحقيقٌ بالتنبيه أنّ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ومَن معه من الصحابة الكرام أجمعوا على ابتداء التقويم السنوي الإسلامي من التاريخ الهجري ، وقد خالفوا في ذلك النصارى في البداءة حيث ابتدأوا تقويمَهم السَّنوي من يوم ولادة المسيح عيسى ـ عليه السلام ـ فعن سعيد بن المسيِّب قال :
« جمع عمرُ الناسَ فسألهم : من أيِّ يوم يكتب التاريخ ؟ فقال علي بن أبي طالب : مِن يوم هاجر رسولُ الله وترك أرضَ الشرك ، ففعله عمر ـ رضي الله عنه ـ » [7] .
ولم يُنقل عنهم أنهم اتخذوا مولِدَه ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ ولا مبعثَه ولا هجرتَه ولاَ وفاتَه عيدًا يحتفلون به ، كما أنَّهم لم يقتدوا بالنصارى في وضع التاريخ الإسلامي ، إذ المعلوم أنَّ من سنَّة النصارى اتخاذ موالد الأنبياء أعيادًا ، فكيف العدول عن سُنَن الخلفاء الراشدين المهديِّين والاستنان بسُنَّة النصارى الضالين ؟! وقد قال ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ : « فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ تَمَسَّكُوا بِهَا ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ » [8] .
ولا يخفى أنَّ سبيل الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ حقّ لازم اتباعه ، وقد جاء الوعيد بمخالفة اتباع غيرِ سبيل المؤمنين في قوله ـ تعالى ـ :

(( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا )) [النساء: 115] .

.......يتبع ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المخضرم 97
الادارة
الادارة
المخضرم 97


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 395
العمل/الترفيه : مطالعة
المزاج : نوم العوافي
نقاط : 5996
تاريخ التسجيل : 01/06/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالجمعة مارس 06, 2009 4:28 am

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حيا الله هذا الجمع المبارك ..... ما زلنا نتابع هذة السلسلة التي أرى انها في الوقت و المكان الغير مناسبين ... و يأبى الله إلا أن يتم نوره ففي الحين الذي نرى فيه دعاة الأمر من كل أصنافهم ونحلهم إجتمعوا ضد هذه الدعوة المباركة نجد هناك من الشباب من وقف ضد هذه الحملات وغيرها سائلين المولى عز وجل السداد التوفيق والعصمة من الفتن ما ظهر منها وما بطن .......
اقتباس :
قال الشافعي رحمه الله : ((الْمُحْدَثَاتُ ضَرْبَانِ أَحَدُهُمَا : مَاأُحْدِثَ مِمَّا يُخَالِفُ كِتَابًا ، أَوْ سُنَّةً ، أَوْ أَثَرًا ، أَوْ إجْمَاعًا فَهَذِهِ الْبِدْعَةُ ضَلَالَةٌ , وَالثَّانِي : مَا أُحْدِثَ مِنْ الْخَيْرِ لَا خِلَافَ فِيهِ لِوَاحِدٍ مِنْ هَذَا ، وَهَذِهِ مُحْدَثَةٌ غَيْرُ مَذْمُومَةٍ ))
يا حبيب الإمام الشافعي أو غيره من اهل السنة يقصدون البدعة في اللغة، وليس الإحداث في الدين، ويدل على هذا أن الإمام الشافعي نفسه يقول: "وهذا يدل على أنه ليس لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول إلا بالاستدلال، إلى أن قال: ولا يقول بما استحسن، فإن القول بما استحسن شيء يحدثه لا على مثال سبق". (الرسالة 504)
اقتباس :
وقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى نحو ما قال الشافعي : (( والمراد بالبدعة: ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، فأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه، فليس ببدعة شرعًا ، وإن كان بدعة لغة )) .
في هذا يقول ابن رجب: "فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه، فهو ضلالة والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع، فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية. فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لمّا جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد، وخرج ورآهم يصلون كذلك، فقال: "نعمت البدعة هذه ". (جامع العلوم والحكم ص 252)
هذا تصحيح لنقلك فقط
و أقول يا حب انا اتسائل في نفسي .........
- أين الدلالة في الحديث على تخصيص يوم من السَّنة يُحتفل فيه بالمولد ، وهل كل يوم أتى الخبرُ بفضله يُسنُّ الاحتفال فيه ؟
إن كان كذلك ، فهناك أيام فضيلة كثيرة فهل يسن فيها احتفالٌ أيضاً ؟ ومنها يوم القَرّ مثلاً فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم القر )). (2) أو أيام العشر من ذي الحجة أو ليلة القدر أو ... ... .!!!!
- أنه أمرٌ لم يعمل به أحد من الصحابة أو التابعين أو تابعيهم ولم يُعرف عند النَّظَّار أبي حنيفة ، ولا عند إمام المدينة عاصمة الإسلام مالك ، ولا عن الأثري أحمد ، ولا عند غيرهم من فقهاء الأمة رحمهم الله تعالى ، سبحان الله مع أن المسألة حادثة منذ فجر الإسلام بل من قبل فجره بزمان.
- لم يعرف الصيام يوم الثاني عشر من ربيع لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن غيره وهذا معناه أن السبب الداعي للصيام هو يوم الاثنين الذي اجتمعت فيه فضائل منها يوم مولده صلى الله عليه وسلم ومنها:
أنه يوم ترفع الأعمال فيه كما جاء في حديث فسّر فيه صلى الله عليه وسلم سبب صيامه له دون ذكر فضيلة أخرى فقال: (( تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم )) (3)
ومنها أنه أنزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم فيه ، وهنا أشير إلى أن نعمة بعثته بالرسالة قد ميزته ورفعته على العالمين بخلاف مولده الذي شابَه به غيره وهذا كله بنص القرآن العظيم:
{قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي} (4) فما كان من الصفات البشرية فهو مثل غيره بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ، إلا ما جاء به نص ، ولا نخالف نص القرآن الذي ينص على بشريته إلا بنص شرعي ثابت يخصه ، وإن لم نعتمد هذا فيجب علينا أن نقرَّ من يحتفل بعيد ميلاده أو ميلاد شيخه أو ... ، لأن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ـ على فرض ثبوته ـ لم يرد فيه التخصيص فيمكن القياس عليه .
ـ أسألُ: من يمنعكم من صيام يوم الاثنين من كل أسبوع وهو يوم مسنونٌ فيه الصيام وله كثير من الفضائل ومنها الصيام شكراً لله على مولد نبينا صلى الله عليه وسلم فيه؟ .
ـ أقول: على مبدأ من رأى الاحتفال بدل الصيام ، لماذا لا نقيم احتفالاً بدل الصيام في كل يوم اثنين على مر الزمان وهو الذي جمع كل هذه الفضائل .؟
و بما أن فتحت باب القياس أقول لك يا حبيبي ....
بناءً على عمل المولد بدلاً عن صيام أداه النبي صلى الله عليه وسلم شكراً لله على نعمة لماذا لا نقيم مولداً في يوم عاشوراء بدلاً من صيامه شكراً على نعمة ؟
كم من فرق بين الصيام ركن الإسلام العبادة المتعبد بها وبين الاحتفال السنوي بالمولد وهو أسمى عادة وعبادة عند النصارى وغيرهم .
ورب قائل يقول: ألم يصم صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء ؟

لمثل هذا نقول: هذا تشريع من النبي صلى الله عليه وسلم ، وإلا لماذا لا نصوم أو نحتفل بمولد عيسى عليه الصلاة والسلام ، ألسنا أحق به من النصارى ، لماذا لا نصوم أو نحتفل يوم دخل يوشع عليه الصلاة والسلام أرض بني إسرائيل؟

- إذا كنت تدعي انها عادة فما الضابط منها اليس التقرب الى الله بمحبة نبيه زعمتم فأصبحت عبادة
و لو كنتم تزعمون عكس ذلك فالذكر فيه أليس عبادة ؟


اقتباس :
فالحق أنها مسالة خلافية يجب الانصاف فيها وترك التهجم والاتهام
تقول انها مسألة خلافية .. اقول يا حبيبي أهو اختلاف تنوع أم تضاد في الفروع .. !! فإن قلت الأول ..تنوع وهو أن يكون في المسألة الواحدة قولان مختلفان أو أكثر كلها مشروعة ومباحة قد أجازها الشرع ... و هذا ليس اسقاطك
و ان كان في تضاد الفروع فهذا النوع من الاختلاف واسع الانتشار بين أهل العلم والأمثلة عليه كثيرة جداً ـ يدركه المرء عند أدنى اطلاع على اجتهادات الأئمة وعلماء ـ إلا أن الحقَّ فيه واحد لا يتعدد .. وما سواه فهو باطل....
و قلت ايضا

[/quote]وما قاله الإمام أحمد مستند إلى ما رواه النسائي وجوّده عن ابن مسعود (( فإن جاء أمر ليس في كتاب الله ولا قضى به نبيه ولا قضى به الصالحون، فليجتهد رأيه ... ))[quote]
يا حبيب : منهم من له أجرومنهم من عليه وزر.. كيف هذا أقول لك
إن كان المخطئ من أهل العلم والاطلاع والاجتهاد .. وأصوله سنيَّة صحيحة .. ثم كان خطؤه ناتجاً عن سبب من تلك الأسباب المعتبرة للإختلاف المذكورة آنفاً أعلاه .. فله أجر على اجتهاده وإن كان خطأ .. لكن لا يجوز اتباعه فيما أخطأ فيه .. فهو لاجتهاده مأجور .. أما من يتبعه على اجتهاده الخاطئ مع علمه بخطئه فهو آثم وعليه وزر المتابعة والتقليد على الخطأ
فإن قلت كيف نواقف بين صلى الله عليه و سلم ( من أُفتي بغير علمٍ كان إثمه على من أفتاه )
وبين القول بأن من يتبع المفتي المجتهد على خطئه فعليه إثم ووزر ..؟
قلنا ..أقول: إثمه على من أفتاه إن كان لا يعلم خطأ الفتوى، وأن الذي أفتاه قد أخطأ فيما أفتاه فيه .. أما إن كان يعلم خطأ المفتي فيما أفتاه فيه .. ثم اتبعه بعد ذلك على خطئه .. فحينئذٍ لا يُعذر، ويكون عليه إثم.
ويلحقه الإثم كذلك إن لم يتحرَّ الأتقى والأعلم، والأنسب ـ مع استطاعته على فعل ذلك ـ ليسأله عن شؤون دينه .. لقوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ التغابن). فهو يستطيع أن يتحرى الأتقى والأعلم لكنه لم يفعل لغرضٍ من أغراض النفس والدنيا!
بل من الناس من لا يتورع أن يسأل عن شؤون دينه أهل البدع والأهواء
و لا يخفى عليك يا حب أن من ظوابط الإجتهاد و شروطه أن يكون الاجتهاد فيما ليس فيه نص .. فإذا ورد النص من الكتاب أو السنة .. بطل الاجتهاد .. إذ لا رأي ولا اجتهاد مع النص!
و أن لا يؤدي الاجتهاد إلى مخالفة نص من نصوص الكتاب والسنة .. أو معارضة المقاصد العامة، والقواعد الكلية للدين .. فإن عارض شيئاً من ذلك رُد الاجتهاد وبَطُل
فأين هذا من هذا !!!!
********************************
و أخيرا أخي أخوتي أخواتي .. أقول: أهل البدع والأهواء ليس لهم فقه يؤثر .. ولا نظر معتبر .. وإنما همهم الأكبر عبر تاريخهم الغابر والمعاصر .. كيف يمررون بدعهم وأهواءهم .. وكيف يوقِعون الناس في شباكهم وحبالهم .. ليفتنوهم عن دينهم الحق .. وهذا يحملهم على الحوم والعوم حول الشبهات .. واتباع المتشابهات .. وجعلها حكّما على المحكمات .. ابتغاء الفتنة والتحريف .. من ذلك استغلالهم السيء لنظرة الإسلام للاختلاف فاستدلوا باختلاف التنوع .. واختلاف التضاد في الفروع الحاصل بين بعض أهل العلم .. وما يجوز الاجتهاد فيه .. على شرعية اختلاف التضاد في الأصول والعقائد .. وأرادوا من ذلك تمرير عقائدهم الباطلة .. وأصولهم المنحرفة .. على اعتبار أنها من جملة الاختلاف المستساغ .. الذي لا ينبغي أن يفسد الود فيما بين المسلمين
فيستدلون بما يُستساغ الاختلاف فيه .. على ما لا يجوز الاختلاف فيه .. لتشيع الفاحشة بين المؤمنين .. ويسود المنكر من غير مُنْكِرٍ ولا رقيب ولا حسيب .. تحت ذريعة شرعية الاختلاف .. وضرورة احترام الاختلاف .. مهما كان نوعه .. وكان صاحبه!
يستدلون بما يُستساغ الاختلاف فيه .. على ما لا يجوز الاختلاف فيه .. ليلغوا مبدأ وعقيدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الإسلام.
يستدلون بما يُستساغ الاختلاف فيه .. على ما لا يجوز الاختلاف فيه .. ليستخرجوا من أهل الحق؛ أهل السنة والجماعة اعترافاً بشرعيتهم .. وشرعية ما هم عليه من باطل وضلال .. ليتقووا بهذا الاعتراف على بسط نفوذهم .. ونفوذ دعوتهم .. وإضلال الناس عن دينهم .. فيقولون لهم: لولا أننا على حق .. ودعوتنا على حق .. لما اعترف بنا وبشرعيتنا .. أهل الحق .. لأجل ذلك ورد التحذير من توقير أهل البدع والأهواء!
هكذا ينظر أهل الأهواء والبدع والضلال إلى فقه الاختلاف .. وهكذا يتعاملون معه .. وهذا غرضهم منه .. وهم متفاوتون فيما بينهم في الإعراب عن مقاصدهم وغاياتهم؛ فمنهم الذي يغلب عليه التصريح، ومنهم الذي يغلب عليه التلميح .. فالحذر الحذر أخوتي في الله
و أخيرا أخي لا أريد من إجابات عما راودني من تسائل و لاأريد الخوض في الامر اكثر
فما انا الا صعلوك متصعلك و لا أرقى ان أكون من أهل العلم او طلبته
فالله ان اصلحت الصالحين فأصلح حالنا و وفقنا لما فيه صلاح لنا في ديننا و دنيانا

****************************
أخي ابو البراء في المرة القادمة أن أعجبت بموضوعك و أردت ان تنقله الى موقع اخر فنرجوا منك أن لا تنقل أسماء من حاورتهم و عرض موضوعك كبحث لا كمناظرة
شوف هذا الرابط

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو البراء
عضو جديد
أبو البراء


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 49
العمل/الترفيه : أشكو إلى الله ذنوبي
المزاج : عبد فقير إلى الله
نقاط : 5813
تاريخ التسجيل : 11/06/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالثلاثاء مارس 10, 2009 1:19 am

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وبعد :
أخي الذهبي لنقف عند هذا القاعدة قليلا , فإن كانت صحيحة فما يبنى عليها صحيح , وان كانت غير صحيحة فما يبنى عليها غير صحيح :

القاعدة الشرعية: أن كل عمل يتقرب به المسلم إلى ربه ويرجو منه أجراً وثواباً لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه مع إمكانهم فعله وعدم وجود مانع من ذلك فهو من جملة المحدثات والبدع

السؤال المطروح هنا , هل تعترف أن كل شيء جاء عن الصحابة أو أقرّ به الصحابة ليس بدعة ؟؟؟

اذا كان كذلك فالتعريف قد تم تطبيقه تماما , وعليه فان اي شيء يردنا من فعل الصحابة او اقرارهم ليس بدعة .
مثاله :

1 - الاجتماع للذكر ورد فيه احاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم , منها
( قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ... ) مسلم

2_ صلاة التراويح في المدينة المنورة , صليت ستا وثلاثين ركعة وفي المدينة صغار الصحابة وكبار التابعين .
هل تعتبر هذه الصلاة ــ كونها زيادة على الثمان ركعات ــ بدعة ؟؟؟

3 _ تقبيل المصحف ورد عن الصحابي الجليل عكرمة بن ابي جهل كما في البداية والنهاية وغيره

4 - السبحة : وقد ثبت أن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها كانت تسبح على النوى


الان أود أن تجيبني على سؤالي هذا , هل تعتبر هذه الامثلة فعلها مستحب ؟؟
فتكون بذلك قد طبقت القاعدة وعملت بها
أو تعتبرها بدعة فتكون قد وضعت تعريفا للمجادلة دون عمل بمقتضاه ,

وان كان ما ذكرته من الامثلة بدعة ماذا تعتبر فعل ابن تيمية رحمه الله تعالى الذي ورد في كتاب مدارج السالكين قال الامام ابن القيم رحمه الله :

(( وكان شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه شديد اللهج بها جدا وقال لي يوما : لهذين الاسمين وهما الحي القيوم تأثير عظيم في حياة القلب وكان يشير إلى أنهما الاسم الأعظم وسمعته يقول : من واظب على أربعين مرة كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر ياحي ياقيوم لاإله إلا أنت برحمتك أستغيث حصلت له حياة القلب ولم يمت قلبه ))

لاحظ أخي أن الامام ابن تيمية رحمه ا لله فعل امورا تعتبرونها انتم بدعا منها
1 - حدد عددا معينا للذكر لم يفعله رسول الله ولا صحابته ولا التابعون
2 - حدد وقتا لم يحدده رسول الله ولا صحابته ولا التابعون
3 - رتب على فعل هذا الذكر المحدد بعدد و بالوقت المحدد ثوابا بقوله (( حصلت له حياة القلب ))

ابن تيمية رحمه الله كما ترى خالف قاعدتك التي وضعتها , هل بذلك يعتبر مبتدعا ؟؟؟

ان ارادت تطبيق القاعدة كما وضعتها فهو مبتدع , وإلا فالقاعدة غير صحيحة !!!

رجو ردك على هذه الامثلة التي ذكرت ,
والله ولي التوفيق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو هبة الله
مراقب عام
مراقب عام



الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 145
العمل/الترفيه : باحث
المزاج : مسالم
نقاط : 5871
تاريخ التسجيل : 26/05/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالجمعة مارس 13, 2009 3:34 am

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد :

و أخيرا أخي أخوتي أخواتي .. أقول: أهل البدع والأهواء ليس لهم فقه يؤثر .. ولا نظر معتبر .. وإنما همهم الأكبر عبر تاريخهم الغابر والمعاصر .. كيف يمررون بدعهم وأهواءهم .. وكيف يوقِعون الناس في شباكهم وحبالهم .. ليفتنوهم عن دينهم الحق .. وهذا يحملهم على الحوم والعوم حول الشبهات .. واتباع المتشابهات .. وجعلها حكّما على المحكمات .. ابتغاء الفتنة والتحريف .. من ذلك استغلالهم السيء لنظرة الإسلام للاختلاف فاستدلوا باختلاف التنوع .. واختلاف التضاد في الفروع الحاصل بين بعض أهل العلم .. وما يجوز الاجتهاد فيه .. على شرعية اختلاف التضاد في الأصول والعقائد .. وأرادوا من ذلك تمرير عقائدهم الباطلة .. وأصولهم المنحرفة .. على اعتبار أنها من جملة الاختلاف المستساغ .. الذي لا ينبغي أن يفسد الود فيما بين المسلمين

هذا النص السابق هو لاخ حبيب كريم ( خضرووم قلبي )

الذي هالني في الامر هو توظيف مثل هذا النص في مسالة اختلف فيها الائمة المقتدى بهم والمشهود لهم بالعلم والتقوى وخدمة الدين .

القارئ لهذا النص ممن لا علم له سيحكم على من قال بشرعية الاحتفال بالمولد ( من الائمة الاعلام ) بانهم اهل البدع :
الذين ليس لهم فقه يؤثر .... ليفتوهم عن دينهم .... ابتغاء الفتنة ..... استغلالهم السيء لنظرة الاسلام للاختلاف ....وارادوا من ذلك تمرير عقائدهم الباطلة ...... اصولهم المنحرفة ...... لتشيع الفاحشة بين المؤمنين .....هكذا ينظر أهل الأهواء والبدع والضلال إلى فقه الاختلاف .........
فالحذر الحذر أخوتي في الله

اقول : اخي الحبيب انا على يقين بانك لم تقصد حقيقة الكلام منسوبا الى من قال بشرعية الاحتفال لانهم ائمة مجمع على علمهم واخلاصهم وخدمتهم للدين ( وليس معنى خطئهم في مسالة " على فرض خطئهم في نظرك ونظر من نقلت عنهم من اهل العلم المعتبرين " ليس معناه ان يوصفوا بمثل هذا النص السابق )

ولا يصح اخي الطيب ان يوظف هذا النص بعد نقل خلاف في مسالة كان فيها احد الطرفين من امثال ابن حجر والسيوطي وابي شامة وابن دحية وابن حجر الهيتمي والرملي والبلقيني وابن ناصر وابن زقاعة والسخاوي ، وغيرهم كثير من الائمة الاعلام الذين وافقوهم فيما ذهبوا اليه من اجازة الاحتفال وعمل المولد

واعتقد اخي الكريم ( وانت تعلم مكانتك في قلبي ) اعتقد ان الخطا الذي وقعت فيه هو نقلك ونسخك من موضوع لكاتب اخر يتكلم عن فقه الخلاف عند اهل البدع عموما ، وحتما لايقصد هو الصاق مثل هذا النص خلف مسالة ذكر فيها كثير من امثال هؤلاء الاعلام

ولو افترضنا انك فهمت من بحثه الذي نقلت منه انه يقصد ذلك كما يظن ( اقول يظن ) القارئ من خلال عبارتك المضافة مؤخرا وهي : فالحذر الحذر أخوتي في الله

لو افترضنا ذلك فاليك هذه النصوص في مسالة الاحتفال بالمولد الشريف من عبارات بعض الائمة الاعلام وقارن بينها وبين النص السابق لك

قول الذهبي في سير اعلام النبلاء في ترجمة الملك المظفر وقصة عمله للمولد قال :


"وكان متواضعا، خيرا، سنيا، يحب الفقهاء والمحدثين، وربما أعطى الشعراء، وما نقل أنه انهزم في حرب، وقد ذكر هذا وأمثاله ابن خلكان واعتذر من التقصير "

اقول : هل وصفه بقوله : خيرا سنيا ... يتناسب مع ان نصفه بانه يريد ان يفتن الناس في ابتداعه المولد ؟؟؟!!؟

يقول ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية بعد ذكر الملك المظفر وقصة المولد ايضا نقلا عن السبط :
وكان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء والصوفية

اقول : هل قوله اعيان العلماء ؟؟؟ ( أي خيرة العلماء والبارزون فيهم ) هل يتناسب مع نقلك اخي :
لتشيع الفاحشة بين المؤمنين .. ويسود المنكر من غير مُنْكِرٍ ولا رقيب ولا حسيب .. تحت ذريعة شرعية الاختلاف
لماذا لم يقل اعيان المروجين للبدعة كما قال احد العلماء المعاصرين ( المولد يفعله الجهلة والعلماء المضلون ) ؟؟

واليك هذا النص الاتي : من إنباء الغمر بأنباء العمر لشيخ الاسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني

وفي يوم الخميس أول يوم من شهر ربيع الأول عمل المولد السلطاني وحضر المشايخ والقضاة على العادة، وجلس شيخنا البلقيني رأس الميمنة وإلى جانبه الشيخ برهان الدين بن زقاعة وإلى جنبه القاضي جلال الدين ابن شيخنا، وجلس رأس الميسرة أبو عبد الله الكركي ودونه القاضي الشافعي وبقية القضاة


هل هؤلاء الائمة المذ كورون يعتبرون من مروجي البدع والاهواء حتى يقال عنهم في مسالة خالفوني فيها :
من ذلك استغلالهم السيء لنظرة الإسلام للاختلاف فاستدلوا باختلاف التنوع
وأرادوا من ذلك تمرير عقائدهم الباطلة .. وأصولهم المنحرفة .. على اعتبار أنها من جملة الاختلاف المستساغ
هل يعقل اخي ان يكون هؤلاء الاعلام عرفوا ان مسالة الاحتفال من المسائل اليقينية التي لايجوز الخلاف فيها ؟
هل يمكن ان يكونوا عرفوا ذلك ثم خالفوا هذا اليقين وابتدعوا المولد ودعوا الناس اليه ... ليفتنوهم عن دينهم الحق .... ابتغاء الفتنة والتحريف
يستدلون بما يُستساغ الاختلاف فيه .. على ما لا يجوز الاختلاف فيه .. ليستخرجوا من أهل الحق؛ أهل السنة والجماعة اعترافاً بشرعيتهم .. وشرعية ما هم عليه من باطل وضلال .. ليتقووا بهذا الاعتراف على بسط نفوذهم .. ونفوذ دعوتهم .. وإضلال الناس عن دينهم
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ام ان الانصاف ان يقال : انهم ائمة اجتهدوا فلهم اجر على خطئهم ( على فرض وجوده في نظرك )

ام ان الذهبي وابن كثير رحمهما الله لم ينتبهوا الى خطر هؤلاء المضلين فلم يعقبوا بكلمة واحدة تبين ضررهم على عقيدة الامة ؟؟؟؟

واريد لكل منصف ان يرجع الى كلام الذهبي وابن كثير رحمهما الله كاملا ليرى انهما ذكرا هذا الاحتفال في سياق المدح والرضا لا في سياق الذم والمعارضة ( هذا حسب ما رايته من عباراتهم رحمهما الله )

والا فكيف يثني الذهبي على الملك المظفر بقوله ( خيرا سنيا " يعني من اهل السنة المحافظين على نهج السلف " ) وهو يذكر احتفاله ببدعة ضلالة ؟؟؟

وكيف يقول ابن كثير في البداية والنهاية عن المستضيء بالله الخليفة :

خلافة المستضئ وهو أبو محمد الحسن بن يوسف المستنجد بن المقتفي، وأمه أرمنية تدعى عصمت، وكان مولده في شعبان سنة ست وثلاثين وخمسمائة. ووقف على الجامع قرية من قرى الموصل، وذلك كله بإشارة الشيخ الصالح العابد ؟ عمر الملا، وقد كانت له زاوية يقصد فيها، وله في كل سنة دعوة في شهر المولد، يحضر فيها عنده الملوك والامراء والعلماء والوزراء ويحتفل بذلك، وقد كان الملك نور الدين صاحبه، وكان يستشيره في أموره، وممن يعتمده في مهماته وهو الذي أشار عليه في مدة مقامه في الموصل بجميع ما فعله من الخيرات، فلهذا حصل بقدومه لاهل الموصل كل مسرة، واندفعت عنهم كل مضرة

هل هذا سياق مدح او ذم .. بالله عليكم ؟؟؟؟

واليك هذا النص اخي الحبيب لابن تيمية :
وَنَعْتَقِدُ أَنَّ الْقِرَاءَةَ " الْمُلَحَّنَةَ " بِدْعَةٌ وَضَلَالَةٌ . وَأَنَّ " الْقَصَائِدَ " بِدْعَةٌ . وَمَجْرَاهَا عَلَى قِسْمَيْنِ : فَالْحَسَنُ مِنْ ذَلِكَ منْ ذَكَرَ آلَاءِ اللَّهِ وَنَعْمَائِهِ وَإِظْهَارِ نَعْتِ الصَّالِحِينَ وَصِفَةِ الْمُتَّقِينَ فَذَلِكَ جَائِزٌ وَتَرْكُهُ وَالِاشْتِغَالُ بِذِكْرِ اللَّهِ وَالْقُرْآنِ وَالْعِلْمِ أَوْلَى بِهِ

فهل يقال اخي : ان ابن تيمية يروج للبدعة التي حكم عليها بانها بدعة ثم نعتها بالحسن والجائز ؟؟؟

نتابع في الموضوع ان شاء الله

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الذهبي
الادارة
الادارة
الذهبي


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 1088
العمل/الترفيه : العمل
المزاج : جراح الامة
نقاط : 6183
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالسبت مارس 21, 2009 5:03 am




إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده
أما بعد :


فإن أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار وبعد : فإن الله أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا ، وأمرنا جل ثناؤه بالتمسك بهذا الحديث حتى الممات

أخي أبو البراء أنت تهربت من الموضوع الاصلي وتريد أن تنقلني لموضوع الذكر

أريد منك أن تركز على ماهو معلم باللون الأحمر ففيه جملة تساؤلاتك ولكي لاأطيل كثيرا

أولا القاعدة الشرعية
أن كل عمل يتقرب به المسلم إلى ربه ويرجو منه أجراً وثواباً لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه مع إمكانهم فعله وعدم وجود مانع من ذلك فهو من جملة المحدثات والبدع


أما فيما يخص
[/size]

وان كان ما ذكرته من الامثلة بدعة ماذا تعتبر فعل ابن تيمية رحمه الله تعالى الذي ورد في كتاب مدارج السالكين قال الامام ابن القيم رحمه الله :

(( وكان شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه شديد اللهج بها جدا وقال لي يوما : لهذين الاسمين وهما الحي القيوم تأثير عظيم في حياة القلب وكان
يشير إلى أنهما الاسم الأعظم وسمعته يقول : من واظب على أربعين مرة كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر ياحي ياقيوم لاإله إلا أنت برحمتك أستغيث
حصلت
له حياة القلب ولم يمت قلبه



قبل أن أدخل في نقاش معك حول هذا الأمر أطلب منك أن تاتيني بهذا القول وأنه أمر بالمواظبة عليها من كتب شيخ الاسلام رحمه الله وليس مدارج السالكين


العلم إما نقل مصدق عن معصوم ،وإما قول عليه دليل معلوم ، وما سوى هذا فإما زيف مردود ,وإما موقوف لا يُعلم أنه بَهْرَج ولا منقود

وأطلب منك أن لا تحيد عن الموضوع الأصلي لما يكون موضع نقاش


أخوكم في الله

الذهبي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو البراء
عضو جديد
أبو البراء


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 49
العمل/الترفيه : أشكو إلى الله ذنوبي
المزاج : عبد فقير إلى الله
نقاط : 5813
تاريخ التسجيل : 11/06/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالسبت مارس 21, 2009 5:31 am

اقتباس :
أخي أبو البراء أنت تهربت من الموضوع الاصلي وتريد أن تنقلني لموضوع الذكر

أخي الكريم أنت تكلمت في قاعدة
والقاعدة تعريفها أصوليا : هي الضابط الكلي الذي يشتمل على أحكام جزئية

وانت وضعت قاعدة , فينبغي أن تشمل احكاما جزئية وليست متعلقة بحكم واحد
فمن الاحكام التي تشملها هذه القاعدة عندكم :

(( الذكر الجماعي , وتحديد وقت للذكر لم يرد عن النبي او لصحابة , وتحديد عدد معين لم يرد عن النبي او الصحابة
والمولد , وتقبيل المصحف وغيرها))
هذه أحكام جزئية تشملها القاعدة الكلية التي وضعتها انت وهي عندكم من البدع مع ان بعضها وارد في السنة كالذكر الجماعي وبعضها وارد عن الصحابة كتقبيل المصحف

فالحوار مازال في محله وليس تهربا , أم تعتبر أن كل حكم له قاعدة منفصلة عن غيرها ؟؟؟
اذا قلت بهذا تكون مخالفا الامة كلها من مشرقها الى مغربها

اقتباس :
قبل أن أدخل في نقاش معك حول هذا الأمر أطلب منك أن تاتيني بهذا القول وأنه أمر بالمواظبة عليها من كتب شيخ الاسلام رحمه الله وليس مدارج السالكين

بقولك هذا وقعت في أحد أمرين :
الاول أن الامام ابن القيم ليس ثقة فلا يقبل نقله
الثاني أن كتاب مدارج السالكين ليس لابن القيم بدل مدسوس عليه وهذا ما لم يقل به أحد من علماء الأمة
أنت تعلم جيدا أن ابن القيم رحمه الله تعالى هو تليمذ الامام ابن تيمية ومن أشد المتابعين له .

اقتباس :
(( العلم إما نقل مصدق عن معصوم ،وإما قول عليه دليل معلوم ، وما سوى هذا فإما زيف مردود , وإما موقوف لا يُعلم أنه بَهْرَج ولا منقود ))

أقول هنا أن قولك ( نقل مصدق عن معصوم ) متعلق بعدالة الرواة وضبطهم حتى يسلم النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من الشوائب ,
وقولك ( قول عليه دليل معلوم )
تعرف جيدا أن القياس من الادلة المعتبرة , وكان هذا دليل من قال بجواز الاحتفال بالمولد وهو أقوى من دليل لم يرد عن النبي ولا عن الصحابة بنص ابن تيمية رحمه الله تعالى السابق
أما قولك في أن مالم لكن نقلا عن النبي بواسطة الثقات , ومالم يكن قول بدليل معلوم فهو (وما سوى هذا فإما زيف مردود ) نحن معك في هذه الاخيرة
لكن اعلم ان قولك هذا عليك لا لك لأنه لم يرد نقل عن المعصوم بالتحريم , بل ورد الدليل المعلوم ( القياس ) بالاباحة

اقتباس :
(( وأطلب منك أن لا تحيد عن الموضوع الأصلي لما يكون موضع نقاش ))

انا لم احد عن الموضوع الذي نحن بصدده بل ذكرت لك هذا المثال لأنك ذكرت قاعدة عامة تشمل هذا المثال وتشمل المولد معا فكان أن طلبت منك أن تقول كيف يستقيم أن نضع قاعدة نخالفها نحن ؟؟؟
أم يجوز لنا ويحرم على غيرنا ؟؟؟
وأرجو منك أن تنظر في كلام الشيخ ابي هبة وترد عليه أيضا

اكمل إن شاء الله فيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الذهبي
الادارة
الادارة
الذهبي


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 1088
العمل/الترفيه : العمل
المزاج : جراح الامة
نقاط : 6183
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالسبت مارس 21, 2009 8:49 pm



إن الحمد لله نحمده و
نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده
الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده
أما بعد :


فإن أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار وبعد : فإن الله أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا ، وأمرنا جل ثناؤه بالتمسك بهذا الحديث حتى الممات

ردا على تلبيساتك

أول شيء فيما يخص الذكر الجماعي أفردت موضوعا خاصا لوحده وفيه الرد على أدلتكم بالاجازة ويمكنك الاطلاع عليه على هذا الرابط


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

والأمر الثاني ذكرت أن الصحابة كانوا يقبلون المصحف !!!!!

أذكر لي أحد من الصحابة قام بهذا الفعل عدا عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه؟؟؟

واليك هذا الأثر عن عكرمة رضي الله عنه
أخرج الدارمي 2/532 والحاكم 3/243 من طريق سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد
عن أيوب عن ابن أبي مليكة قال : كان عكرمة بن أبي جهل يأخذ المصحف فيضعه
على وجهه ويبكي ويقول كلام ربي كتاب ربي .

وأخرجه الطبراني في الكبير 17/371 من طريق خالد بن خداش عن حماد بن زيد به
بلفظ : كان عكرمة بن أبي جهل إذا اجتهد في اليمين قال والذي نجاني يوم بدر
وكان يأخذ المصحف ويضعه على وجهه ويقول كلام ربي كلام ربي .

قال الهيثمي : رواه الطبراني مرسلاً ورجاله رجال الصحيح ، وقال الذهبي :
قلت مرسل . انتهى كلامه ، اراد به الانقطاع بين ابن أبي مليكة وعكرمة، فإن
ابن أبي مليكة لم يسمع من عمر وعثمان كما قال أبو حاتم ، ولم يدرك طلحة
كما قاله الترمذي ، وعكرمة رضي الله عنه قديم الوفاة توفي في خلافة الصديق
أو عمر .

وأخرجه الخطيب في التاريخ 10/320 من هذا الوجه أيضاً ، قال القواريري
راويه : كتب عني أبو عبد الله احمد بن حنبل هذا الحديث في الحبس وحديثا
آخر .
وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 41/68 من هذا الوجه ، لكنه قال : كتاب ربي.
وقال النووي في ( التبيان في آداب حملة القرآن ) ص98 :
" ويستحب أن يقوم للمصحف إذا قدم به عليه لأن القيام مستحب للفضلاء من
العلماء والأخيار فالمصحف أولى وقد قررت دلائل استحباب القيام في الجزء
الذي جمعته فيه وروينا في مسند الدارمي بإسناد صحيح عن ابن أبي مليكة
أن
عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه كان يضع المصحف على وجهه ويقول كتاب ربي
كتاب ربي
" .ا.هـ


وهذا الأثر فيه وضع المصحف على الوجه ، وليس من لازمه التقبيل ، لكن قال
ابن مفلح 2/273 : ( ويجوز تقبيل المصحف .. وعنه يستحب لأن عكرمة ابن أبي
جهل كان يفعل ذلك ، رواه جماعة منهم الدارمي وأبو بكر عبد العزيز )
انتهى
كلامه ، وقد وقفنا على رواية الدارمي وليس فيها لفظ التقبيل


ولي عودة ان شاء الله على باقي كلامك





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو البراء
عضو جديد
أبو البراء


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 49
العمل/الترفيه : أشكو إلى الله ذنوبي
المزاج : عبد فقير إلى الله
نقاط : 5813
تاريخ التسجيل : 11/06/2008

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :   الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه : Emptyالإثنين مارس 23, 2009 3:37 am

اقتباس :
ردا على تلبيساتك
هداك الله , تتهمنا بالتلبيس , وما فعلته أنني وودت أن أعرف كيف وضعتم قاعدة وأنتم من خالفها وطلبت منك توضيح فعل ابن تيمية , إلا أنك لم ترد على هذه النقطة
أما بالنسبة لتقبيل المصحف فقد قال الامام ابن كثير في البداية والنهاية : ((عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أبو عثمان القرشي المخزومي، كان من سادات الجاهلية كأبيه، ثم أسلم عام الفتح بعد ما فر، ثم رجع إلى الحق, واستعمله الصديق على عمان حين ارتدوا فظفر بهم كما تقدم , ثم قدم الشام وكان أميرا على بعض الكراديس، ويقال: إنه لا يعرف له ذنب بعدما أسلم.
وكان يقبل المصحف ويبكي ويقول: كلام ربي كلام ربي.
احتج بهذا الامام أحمد على جواز تقبيل المصحف ومشروعيته ))
.
أفيكون الامام أحمد رحمه الله غافلا عن أن هذا الفعل بدعة , وتفطنون إليه أنتم ؟؟؟

لكن لاحظ إلى كلام من نسخت كلامه , و لاحظ أليس كلامه تلبيسا ؟؟؟
اقتباس :
قال :
(( وعادة أهل الأهواء التمسُّك بالشُّبُهات يُلبِّسونها على العوامِّ وسائرِ من سار على طريقتهم ، يحسبها الجاهل ـ بحسن ظنِّه ـ أدلة الشرع وأحكامه .......
وقال : ولا يخفى أنَّ تفسير قوله ـ تعالى ـ :
(( قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ )) [يونس: 58] ،
بمولده ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ لا يَشهدُ له أيُّ تفسيرٍ ، وهو مخالِفٌ لما فَسَّرَهَا به الصحابة الكرام والأئمَّة الأعلام ، وقد جاء عنهم أَنَّ المرادَ ..... ))

اقرأ معي ما نقله الامام الالوسي في تفسيره روح المعاني لتعلم من هو صاحب الهوى الذي يتمسك بالشبهات ليلبس على الناس !!!!

(( وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن الفضل العلم والرحمة محمد صلى الله عليه وسلم . وأخرج الخطيب . وابن عساكر عنه تفسير الفضل بالنبي عليه الصلاة والسلام والرحمة بعلي كرم الله تعالى وجهه ، والمشهور وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة كما يرشد إليه قوله تعالى : { وَمَا أرسلناك إِلاَّ رَحْمَةً للعالمين } [ الأنبياء : 107 ] دون الأمير كرم الله تعالى وجهه )) ر وح المعاني للالوسي رحمه الله

واقرأ ما قاله الامام ابو الفرج في تفسيره زاد المسير :
والثاني : أن فضل الله : القرآن ، ورحمته : أن جعلهم من أهل القرآن ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال أبو سعيد الخدري ، والحسن في رواية .
والثالث : أن فضل الله : العلم ، ورحمته : محمد صلى الله عليه وسلم ، رواه الضحاك عن ابن عباس .

فكيف يدّعي انه لا يوجد تفسير يشهد لهذا المعنى ؟؟؟ أليس هذا من التلبيس الذي تتهمون الناس به ؟؟؟

اقتباس :
قولكم : (( لم يعرف الصيام يوم الثاني عشر من ربيع لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن غيره وهذا معناه أن السبب الداعي للصيام هو يوم الاثنين الذي اجتمعت فيه فضائل منها يوم مولده صلى الله عليه وسلم ومنها : .... ))

يرد عليكم فيها الامام ابن رجب رحمه الله تعالى , قال الإمام ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله تعالى ـ

وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صيام يوم الاثنين ؟قال: (ذاك يوم ولدت فيه وأنزلت علي فيه النبوة) إشارة إلى استحباب صيام الأيام التي تتجدد فيها نعم الله على عباده ، فإن أعظم نعم الله على هذه الأمة إظهار محمد صلى الله عليه وسلم وبعثته وإرساله كما قال تعالى: (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم) . فإن النعمة على الأمة: بإرساله أعظم من النعمة عليهم بإيجاد السماء والأرض والشمس والقمر والرياح والليل والنهار، وإنزال المطر وإخراج النبات، وغير ذلك.فإن هذه النعم كلها قد عمت خلقا من بني آدم كفروا بالله وبرسله وبلقائه فبدلوا نعمة الله كفراً، فأما النعمة بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم فإن بها تمت مصالح الدنيا والآخرة، وكمل بسببها دين الله الذي رضيه لعباده، وكان قبوله سبب سعادتهم في دنياهم وآخرتهم.
فصيام يوم تجددت فيه هذه النعم من الله على عباده المؤمنين حسن جميل، وهو من باب مقابلة النعم في أوقات تجددها بالشكر . انتهى كلامه لطائف المعارف

واضح من حديث النبي صلى الله عليه ان علة الصيام هي ولادته فيه فخص النبي هذا اليوم بمزية , كما أنه حدثت أمور أخرى يوم مولده تدل على أن هذا اليوم له مزية منها اهتزاز عرش كسرى

وقال الشيخ الددو في لقاء على قناة الدليل أنه يسن صيام هذا اليوم لما ثبت في صحيح مسلم

اقتباس :
قولكم (( فلماذا يفرح الناس بولادته ولا يحزنون على وفاته ؟؟، إذ ليس الفرح أولى من الحزن فيه ،
علمًا بأنَّ وفاتَه ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ مِن أعظم ما ابتلي به المسلمون ، وأفجعِ ما أُصيبت به أُمَّة الإسلام ))

قد أجاب على هذا الشبهة الإمام السيوطي رحمه الله حيث قال: "أن ولادته صلى الله عليه وآله وسلم أعظم النعم، ووفاته أعظم المصائب لنا، والشريعة حثت على إظهار شكر النعم، والصبر والسكون عند المصائب، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكر وفرح بالمولود، ولم يأمر عند الموت بذبح عقيقةولا بغيره. بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع، فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وآله وسلم دون إظهار الحزن بوفاته.

اقتباس :
أما قولكم : (( الإمام الشافعي أو غيره من اهل السنة يقصدون البدعة في اللغة، وليس الإحداث في الدين، ويدل على هذا أن الإمام الشافعي نفسه يقول: "وهذا يدل على أنه ليس لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول إلا بالاستدلال، إلى أن قال: ولا يقول بما استحسن، فإن القول بما استحسن شيء يحدثه لا على مثال سبق". ))


أرجو أن توضح لنا ما معنى البدعة اللغوية ؟؟ وما الفرق بينها وبين البدعة الشرعية ؟؟

أما كلام الشافعي يفسره قوله الاخر : (( كل ما له مستند من الشرع فليس ببدعة ولو لم يعمل به السلف، لأن تركهم للعمل به قد يكون لعذر قام لهم في ذلك الوقت، أو لما هو أفضل منه ، أو لعله لم يبلغ جميعهم علم به )) , ويفسر كلامه الامام ابن رجب في جامع العلوم والحكم الذي سيأتي ان شاء الله
فهو رحمه الله لم يعدّ كل ما جاء بعد النبي بدعة بخلاف قولكم !!!
أما قول الاخ المخضرم اني ما نقلت نص ابن رجب رحمه الله بعبارته فلعلكم لم تقرؤوا شرحه في جامع العلوم والحكم يقول رحمه الله :
(( والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه وأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعا وإن كان بدعة لغة ......

وخرج الإمام أحمد من رواية غضيف بن الحارث الشمالي قال بعث إلى عبد الملك بن مروان فقال إنا قد جمعنا الناس على أمرين رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة والقصص بعد صلاة الصبح والعصر فقال أما إنهما أمثل بدعتكم عندي ولست بمجيبكم إلى شيء منها لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة فتمسك بسنة خير من إحداث بدعة ......

فكل من أحدث شيئًا ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لما جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد‏ وخرج ورآهم يصلون كذلك فقال نعمت البدعة هذه ....

ومن ذلك القصص وقد سبق قول غضيف بن الحارث إنه بدعة وقال الحسن إنه بدعة ونعمت البدعة كم من دعوة مستجابة وحاجة مقضية وأخ مستفاد وإنما عني هؤلاء بأنه بدعة الهيئة الاجتماعية عليه في وقت معين فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن له وقت معين يقص على أصحابه فيه غير خطبته الراتبة في الجمع والأعياد وإنما كان يذكرهم أحيانا أو عند حدوث أمر يحتاج إلى التذكير عنده ثم إن الصحابة رضي الله عنهم اجتمعوا على تعيين وقت له كما سبق عن ابن مسعود أنه كان يذكر أصحابه كل يوم خميس......

وقد روى الحافظ أبو نعيم بإسناد عن إبراهيم بن الجنيد قال سمعت الشافعي يقول البدعة بدعتان بدعة محمودة وبدعة مذمومة فما وافق السنة فهو محمود وما خالف السنة فهو مذموم واحتج بقول عمر رضي الله عنه نعمت البدعة هي ومراد الشافعي رضي الله عنه ما ذكرناه من قبل أن أصل البدعة المذمومة ما ليس لها أصل في الشريعة ترجع إليه وهي البدعة في إطلاق الشرع وأما البدعة المحمودة فما وافق السنة يعني ما كان لها أصل من السنة ترجع إليه وإنما هي بدعة لغة لا شرعا لموافقتها السنة وقد روي عن الشافعي كلام آخر يفسر هذا وأنه قال المحدثات ضربان ما أحدث مما يخالف كتابًا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة وما أحدث فيه من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا وهذه محدثة غير مذمومة وكثير من الأمور التي أحدثت ولم يكن قد اختلف العلماء في أنها بدعة حسنة حتى ترجع إلى السنة أم لا فمنها كتابة الحديث نهى عنه عمر وطائفة من الصحابة ورخص فيها الأكثرون واستدلوا له بأحاديث من السنة .....

وأصعب من ذلك ما أحدث من الكلام في أفعال الله تعالى في قضائه وقد مرد وكذب بذلك من كذب وزعم أنه نزه الله بذلك عن الظلم وأصعب من ذلك ما حدث من الكلام في ذات الله وصفاته مما سكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون لهم بإحسان فقوم نفوا كثيرًا مما أورد في الكتاب والسنة من ذلك وزعموا أنهم فعلوا تنزيها لله عما تقتضيه العقول بتنزيهه عنه وزعموا أن لازم ذلك لمستحيل على الله عز وجل وقوم لم يكتفوا بإثباته حتى أثبتوا ما يظن أنه لازم له بالنسبة إلى المخلوقين وهذه اللوازم نفيا وإثباتا درج صدر الأمة على السكوت عنها .... )) جامع العلوم والحكم

لاحظ أن الامام ابن رجب رحمه الله يوافق الشافعي في معنى البدعة في انها ان خالفت الشرع فهي مذمومة وان وافقت فهي مستحبة , والا فما معنى قوله (( وأما البدعة المحمودة فما وافق السنة يعني ما كان لها أصل من السنة ترجع إليه وإنما هي بدعة لغة لا شرعا لموافقتها السنة ))

رأي الشيخين : ابن بيّه والددو حول حكم الإحتفال بالمولد !!

الشيخ بن بيه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الشيخ الددو
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

أما موضوع الذكر الذي وضعته ففيه ما فيه من التلبيس ( الذي اتهمتنا به ) سترى تلبيساته إن شاء الله تعالى
واقرأ كلام الاخ ابي هبة ردا على موضوعك الذي نسخه الاعصار فيما سبق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[/size]


والله الموفق


عدل سابقا من قبل أبو البراء في الثلاثاء مارس 24, 2009 3:06 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـنـتـديات الـمـجـالـس الإيـمـانـيـة  :: المجلس العام :: مجلس المواضيع العامة-
انتقل الى: